فى يوم العالمى لمكافحة التصحر..المرأة أيقونة الاحتفالية

محمد التفراوتي17 يوليو 2023آخر تحديث :
فى يوم العالمى لمكافحة التصحر..المرأة أيقونة الاحتفالية

آفاق بيئية: د احمد زكى ابو كنيز*

يحتفل العالم اليوم السابع عشر من يوليو باليوم العالمى لمكافحة التصحر, وهو احد الايام التى تحتفى بها الامم المتحدة دوليا وتدعو شعوب و دول العالم للاحتفاء بها و ذلك لتعزيز الوعى الجمعى بمشاكل الجفاف و التصحر باعتبارهما تحديات بيئية هامة تواجه الكوكب, و بهدف حماية الاراضى الزراعية على المستوى العالمى من الارتداد الى عدم الانتاج بالتقليل من عمليات تجريف او انجراف الاراضى الزراعية و حمايتها من الاثار السلبية للتغيرات المناخية مع السعى لتنشيط ادوار التنمية المستدامة و  الحفاظ على الانظمة البيئية الزراعية. و تم تحديد هذا اليوم بالذات لهذه المناسبة كونه ذكرى توقيع اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر و التى تم توقيعها فى باريس عام 1994 و دخلت حيز التنفيذ فى ديسمبر 1996 , و تشير الاتفاقية باهمية التوعية باهمية التسارع الى تنفيذ انشطة للتخفيف من اثار الجفاف ومعالجة اسبابه, على ان يتم العمل بالتعاون ما بين الحكومات و الجهات ذات الصلة والتأثير الدولى فى هذا الخصوص. على ان يتم ذلك التعاون  طبقا لاسترتيجيات بعيدة المدى على المستويين المحلى و الدولى للتأكد من ادراك سبل ووسائل تقليل تأثير الجفاف و التصحر باستخدام افضل الوسائل بيئيا و اقتصاديا و اجتماعيا. وقبل الاسترسال فى هذا الموضوع يتوجب علينا ان نعرف المقصود بالتصحر, فاللتوضيح نقول ان التصحر  يقصد به تحول الاراضى المنتجة الى  اراضى غير منتجة . هذا و قد عرفته اتفاقية  الامم المتحدة لمكافحة التصحر  المشار اليها فى صدر هذا المقال بأنه  عملية تردى الاراضى فى المناطق الجافه و شبه الجافة  و الجافه شبه الرطبة  و الناتج من عوامل متعددة تتضمن الاختلالات المناخيةو الانشطة البشرية,, و ما من شك ان التصحر و الجفاف يشكلان معا اكبر التهديدات الانية للتنمية المستدامه حول العالم , و يتوقع العلماء انه و بحلول عام 2050 سيقع ثلاثة ارباع سكان الكرة الارضية  تحت تأثير محتمل للجفاف  اذا لم نبذل جهودا كافية  لعلاج الامر, و يتاتى هذا التوقع  بسبب حدوث زيادة فى حالات الجفاف و فتراتها بنسبة تقارب ال 30% عنها قبل عقدين من الزمان,  فقد ذكرت  المنظمة الدولية للارصاد الجويه فى تقريرها الصادر عام 2021 ان هناك 2.3 مليار شخص  واجهوا مصاعب الجفاف و الاجهاد المائى.  فى حين كشفت الامم المتحدة عن ان اكثر من خمسين مليون شخص حول العالم سيتشردون جراء تفاقم ظاهرة التصحر  مع نهاية العقد الحالى وذلك  فى حالة استمرار تدهور الاراضى بالوتيرة الحالية  التى تزداد حوالى عشرين الى ثلاثين ضعف عن ما قبل الثورة الصناعية.  وان هذا الامر يؤدى الى ان العالم يفقد  بسبب معدلات التصحر المتفاقمة حوالى 24 مليون فدان من الاراضى الزراعية سنوياً. ويحدث التصحر نتيجة واحد من المسببات الاتية:

فيضانات شديدة تضرب مناطق واسعة من الاراضى الزراعية فتزيل طبقتها السطحية الفعالة المحتوية على العناصر الغذائية او تاتى الفيضانات بغطاء من تربة غيز زراعية  فقيرة  منقولة  مثل رمال او تربة اخرى فقيرة  تغطى التربة الزراعية و فى الحالتين تتحول الارض المنتجة الى اراض غير منتجة اى تتصحر.
• انخفاض  او انعدام معدلات القطر  اى قلة سقوط الامطار و تبخر المياه  من التربة يليها موت الغطاء النباتى لها  فتتحول الارض المنتجة الى اراض غير منتجة اى تتصحر.
• ايضاً فى الحالة السابقة و بعد  موت الغطاء النباتى تتعرى الارض  و تتعرض الى رياح عاتية فتقوم بنقل الطبقة السطحية الخصة الى مكان آخر بعيد, وهو ما يعرف بظاهرة الانجراف و التعرية و هنا ايضاً تتحول الارض المنتجة الى اراض غير منتجة اى تتصحر.
• افراط فى الزراعة او الزراعة الكثيفة و الرعى الجائر  و ازالة الغابات و ايضاً الرى  السىء و غيرها من الممارسات التى تحول الاراضى الزراعية الى مساحات قاحلة (متصحرة)
و  عود على بدء ياتى الاحتفال هذا العام باليوم العالمى لمكافحة التصحر تحت شعار ,, المرأة أرضها و حقوقها,,  وهنا اود القول  ان المنظمة الدولية تريد ايصال  رسالة الى الجميع بضرورة  تكافؤ الفرص بين المرأة و الرجل فى تملك الاراضى  و الاصول المرتبطه بها و عدم حرمانها من هذا الحق… لان ذلك اى حصول المرأة على حقها فى تملك الاراضى هو استثمار مباشر فى مستقبل البشرية عامة.
و معلوم ان مجتمعات كثيرة تعمد الى عدم تمكين المرأة من الارض و ما يرتبط بها سواء بنمط عرفى ثقافى او بشكل رسمى او بتعنيف المرأة و هضم حقوقها و هذا امر لا يناسب مع الفطرة البشرية السليمة وقد حضت الشرائع السماوية و على رأسها الدين الاسلامى بضرورة تمكين المرأة من كافة حقوقها و ان سلبها تلك الحقوق بمثابة ذنب يرتكبه  السالب يحاسب به فى اليوم الاخر… كما ان الشرائع الارضية السليمة و العادلة اعطت للمرأة حقوها كاملة و منها حق تملك الارض, لكن فيما يبدو يتبق الكثير للبشرية فى بعض المجتمعات من تمكين المرأة من حقها فى  تملك الارض و مايتصل بها,,, و هذا ما تنادى به المنظمة الدولية فى شعار احتفالها هذا العام باليوم العالمى لمكافحة التصحر.
*د احمد زكى ابو كنيز : رئيس بحوث بمركز البحوث الزراعية..خبير التنمية المستدامة.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!