السياحة البيئية بالمغرب

محمد التفراوتي23 ديسمبر 2012آخر تحديث :
السياحة البيئية بالمغرب

 تنويع لموارد المنتوج السياحي وإبراز للمقومات التقافية

MINOLTA DIGITAL CAMERA آفاق بيئية : محمد التفراوتي 

تعد السياحة قوة دافعة للاقتصاد الوطني  و مصدرا للعملة الأجنبية  لكن نشاط هذا القطاع الهام يتأرجع بين الانتعاش والتراجع لكون المنتوج المقدم للزبناء أضحى تقليديا ويقتصر على الشمس والبحر. مما يستوجب على الجهات المعنية  فتح نوافد جديد لتأهيل وإغناء القطاع . وتثمين منتوجه عبر تنويع موارده وإبراز مقوماته وجوانبه المتوهجة،  الطبيعية والبيئة ثم التراثية والتقافية  .

يتوفر المغرب على إمكانيات هائلة تستوجب الاستغلال الرشيد لإبراز الخصوصيات والمؤهلات النوعية التي تعد مادة خاما  تتطلب التخطيط مليا لتوفير سبل نهضتها .

 يمكن أن تشكل السياحة البيئية بديلا لسياحة البحر والشمس التي استنفدت أغراضها.

إن الغنى  الثقافي  والأصالة المغربية و التراث والفن المحلي ثم  الطبيعة الخلابة  و المحميات طبيعية  جلها  فضاءات رائعة تستجدي المعنيين بالقطاع من أجل تسويق جيد وبرنامج استراتيجي يبث ” الروح” المفتقدة في ثنايا جدران الفنادق والمطاعم والمنشئات السياحية بالمدن المغربية  ، وفق منظومة سياحة وطنية تستشرف الأفاق البعيدة لقطاع واعد له أهميته القصوى في الحد من الفوارق بين المجال الحضري والقروي  . image008

  وبغية تسويق  هذا المنتوج المميز ، يستقطب زبناء جدد  ينعشون موارد الاقتصاد الوطني ويتضامن مع فئات إحتماعية هشة من مناطق قصية بربوع المملكة  ، اعتمدت وزارة السياحة استراتيجية لتطوير السياحة البيئية. تروم تنمية وترسيخ النشاط السياحي بالوسط القروي من خلال  تطبيق مفهوم فضاءات للاستقبال السياحي على أرض الواقع .

 وأفاد السيد عبد العزيز فطواك المندوب الجهوي للسياحة بجهة أكادير أن السياحة القروية تعد منتوجا رائدا واستراتيجيا  تزخر به جهة “سوس ماسة درعة” حضي باهتمام بالغ من الوزارة الوصية إبان العشرية السابقة، استراتيجية 2010 ،وكذلك بالنسبة لرؤية 2020  التي دعمتها في إطار سياحة مسؤولة ومستدامة .

وتفعيل هذه الفضاءات( PAT)   تتطلب  سبر أغوار هذا المنتوج الغني بثرواته وإمكانياته البيئية والثقافية المتنوعتين. كما أن لكل منطقة خصوصيات  ومميزات دقيقة حسب  مخطط يتطلع إلى  لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البيئية  وتلمس عمق وأصالة البعد الاجتماعي والثقافي للساكنة المضيفة من قبل السياح الاجانب.

 ويساهم هذا المنتوج  في جلب بعض المنافع الاقتصادية ويضمن  فرص عمل محلية .. ذلك أن نجاح مشروع إيموزار إيداوتنان ك”فضاء الاستقبال السياحي”  يعد مؤشرا مهما يؤكد مدى اهمية هذا المنتوج ،  حيث عملت مندوبية وزارة السياحة بأكادير  ، يوضح السيد فطواك، على  تهيئة ما يقارب 70 كيلومتر من المسارات السياحية بالمنطقة  كفضاء للمشي  مع 6 باحات للاستراحة  ، وسط مناظر طيبعية خلابة  و خضرة بهية وبمحاذاة وادي منساب في شكل جميل أخاذ ..ناهيك عن تأهيل موقع “انزركي” وتثبيت أعمدة التوجيه والإرشاد  مع دعم وإنعاش التعاونية النسوية لزيت أركان في نفس المنطقة…

 كما قام المجلس الجهوي لسوس ماسة درعة  بدعم هذا المنحى التضامني بتوفير الدعم للخواص لتكملة مشاريع  المآوي سياحية بالمناطق القروية ,وبرمجة تهيئة مشروع  مغارة “وين تمدوين . كما عملت الوكالة الامريكية للتعاون  على إعادة  تأهيل المنحل العملاق لإنزركي وتعاونية “تزارين” النسوية لاركان.  لكن هذا المشروع مازال يتطلب ما يقارب 30 في المائة لاستكمال تهيئته.

 وتبقى المبادرات والمساعي المبذولة في هذا المجال جد محدودة وتشهد بطئا في التنفيذ والمواكبة . فمند مدة والفضاءات السياحية الاخرى تنتظر التجهيز والتأهيل ويتعين دعمها وتقويتها لتوفرها على بنية تحتية  تدعو إلى الدعم والتنمية  .MINOLTA DIGITAL CAMERA

ويستغرب المتتبعون مآل  مشاريع “فضاء الاستقبال السياحي”  ل6 عمالات بجهة سوس والصويرة  ( تفراوت وتزنيت  وتارودانت واشتوكة  ) حيث بقيت حبيسة المصالح المركزية بالرباط   مند سنوات تنتظر التأشير والتفعيل..

كما أن هناك مشاريع استثمارية أخرى تبقى مهمة وتتطلب الدعم  وتوفير الفضاءات المواتية  للتنشيط السياحي  كالرياضات الجبلية وتسلق الجبال والصيد والقنض ورياضة الدراجات الهوائية …

 وبذلك لا مناص من تأهيل النسيج الجمعوي والتعاونيات المحلية خاصة في مجال العسل وأركان والمنتوجات المحلية كالاعشاب الطبية ، للقيام بأدوارهم في إيراز الهوية الثقافية والأصالة الجهوية والبيئية و تطوير وتثمين المؤهلات الطبيعية والإيكولوجية واعتبارها منبعا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

ويذكر هنا أن جمعية “فضاء الاستقبال السياحي بإيموزار إدوتنان”  مجمدة أنشطتها لعدم توفير الدعم لها …ويشار إلى أن بعض الفاعلين في  بالقطاع يركزون انشطتهم بالمدن دون الالتفات إلى منتوج  العالم القروي

تساهم  السياحة القروية  في المحافظة على الإرث الوطني الطبيعي والثقافي تدمج الساكنة المحلية في تطوير مشاريع  سياحية محلية  و تخفف من النزوح السكاني نحو المدن الكبرى. تفسح المجال لاستمتاع  بالمشي في الجبال والغابات في الفضاءات الطبيعية مع مرشدين  متخصصين ومؤهلين في الميدان  …

لتحميل المقال بمجلة البيئة والتنمية في كتاب الطبيعة اضغط هنا 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!