آفاق بيئية : محمد التفراوتي
الهجرات والتمدن والبيئة، الظواهر الديموغرافية، التربية والعمل والفقر والسياسات السكانية، الصحة الإنجابية والأسرة والزواج والعائلة والدين والعرق والتاريخ، محاور شكلت أبرز المداخلات العلمية للمؤتمر العالمي الـ 26 للسكان التي قاربت 1900 محاضرة.
شهدت مدينة مراكش المغربية هذه التظاهرة الدولية تحت شعار “السكان والهجرة والأزمات الاقتصادية الدولية”، بمشاركة 2500 خبير وباحث من 120 دولة وبرعاية صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية واليونسكو والمندوبية السامية للتخطيط المغربية، وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية.
ووجه العاهل المغربي الملك محمد السادس كلمة الى المؤتمر قال فيها إن دراسات الديموغرافية والمؤشرات الاقتصادية تلتقي في تسليط الضوء على تفاقم حدة الفوارق التي تطبع العالم، وأن هذه الفوارق ليست بين شمال الكرة الأرضية وجنوبها فحسب، بل أيضاً داخل البلد الواحد، مما يبرز الحاجة الى تنمية بشرية مستدامة يكون هدفها المحوري تقليص تلك الفوارق من خلال محاربة الفقر وضمان الصحة والتعليم على وجه الخصوص. وأضاف: أن: “توجيه السياسات السكانية لا يمكن أن يغفل اليوم الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة والمتغيرات المناخية التي يجب ايلاؤها ما تستحقه من اعتبار في كل التوقعات الاقتصادية والسكانية”.
واعتبر العاهل المغربي، في كلمته التي تلاها المندوب السامي للتخطيط أحمد لحليمي، أن التغيرات المناخية غدت تثير شتى المخاوف بشأن اتساع رقعة الفقر عبر العالم، وان تغير المناخ يطرح نفسه كظاهرة تتطلب معالجتها ابتداع حلول جديدة وانتهاج سياسات طموحة. وأكد أن قضايا الأمن الغذائي والتصحر واستنزاف الأراضي وارتفاع مستوى مياه البحار تعد تساؤلات ملحة للديموغرافيين للتداول بشأن الحلول الكفيلة بمواجهة تداعياتها.
وقدم وناقش المشاركون الروابط الديموغرافية بين أوروبا والمغرب العربي، أو يعيش سبعة ملايين مغاربي في دول الاتحاد الأوروبي.
كما تطرقوا الى الانتقالات الديموغرافية والهجرة ومستقبل السكان في العالم العربي، خصوصاً أن المنطقة العربية التي تقع بين ثلاث قارات وتضم جالية كبيرة من المهاجرين، ولا سيما الآسيويين، معظمهم يعيش في دول الخليج حيث تتفوق اليد العاملة الوافدة عددياً على السكان المحليين، مع ما يتركه ذلك من مضاعفات اجتماعية وثقافية.