آفاق بيئية :محمد التفراوتي
أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس على إطلاق استراتيجية تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وتشمل هذه الاستراتيجية التنمية الشاملة والمندمجة لخمس جهات و 16 إقليم و400 جماعة (جنوب المغرب ). وتنشد هذه الاستراتيجية تحقيق التنمية البشرية لمناطق المستهدفة، وتثمين الموارد الاقتصادية والطبيعية والثقافية و حماية منظومتها البيئية.
واستعرض عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري محاور هذه الاستراتيجية مؤكدا أن بلورة هذه الاستراتيجية الجديدة تمت وفق مقاربة مندمجة تأخذ بعين الاعتبار مجموع الاستراتيجيات القطاعية المنجزة بالمغرب، وكذا التحولات المؤسساتية الكبرى المنفذة أو الجاري تنفيذها، لاسيما مشروع الجهوية الموسعة.
وصيغت برامج الاستراتيجية بناء على مقاربة تشاركية، من خلال انخراط مجموع الفاعلين المعنيين. وتتطلب، من أجل تنفيذها بشكل أمثل، انخراط القوى الحية بالمناطق المعنية ووضع نظام للمراقبة والتتبع وتبني مبدأ التعاقد.
وأفاد أخنوش أن هذه الاستراتيجية الرامية إلى ضمان تنمية متوازنة لمناطق الواحات وأشجار الأركان وتنمية تنافسيتها، تنقسم إلى 45 برنامجا رصدت لها استثمارات بقيمة 92 مليار درهم.
وأكد إبراهيم حافيدي المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ، إلى أن الوكالة ستؤمن، إلى جانب دورها التنسيقي بين مختلف الفاعلين، مهمة التقييم وتتبع البرامج والمشاريع المزمع إنجازها في إطار هذه الاستراتيجية الجديدة،
موضحا أن برنامج التنمية المندمجة لإقليم الرشيدية، الذي يشكل جزءا من استراتيجية تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، رصد له غلاف مالي قدره 11,3 مليار درهم.
ويروم هذا البرنامج، الذي يهم عددا من المشاريع التنموية المتعلقة بالبنيات التحتية الأساسية وقطاع التربية والتكوين، والفلاحة، والسياحة، والمناجم والصناعة التقليدية، تحسين الناتج الداخلي الخام (13 مليار درهم) في أفق سنة 2020، وإحداث أزيد من 25 ألف منصب شغل.
وأضاف الحافيدي أن هذا البرنامج يولي أهمية بالغة للبعد البيئي، نت خلال الإجراءات التدبير المعقلن للموارد المائية، ومحاربة التصحر والحفاظ على التنوع البيولوجي بالمنطقة.
ووقعت أربع اتفاقيات لتنفيذ استراتيجية تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان برئاسة العاهل المغربي محمد السادس.وهمت الاتفاقيات الثلاث الأولى تأهيل وتنمية مناطق الواحات والأركان بأقاليم وعمالات المملكة (أكادير إداوتنان، الصويرة، تارودانت، تيزنيت،
شتوكة آيت باها، إنزكان آيت ملول، كلميم، طاطا، آسا الزاك، سيدي إفني، زاكورة، ورزازات، تنغير،الرشيدية، ميدلت وفكيك).
ووقع هذه الاتفاقيات كل من وزير الفلاحة والصيد البحري، والمدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وعمال الأقاليم والعمالات المعنية، ورؤساء مجالس الأقاليم والعمالات المعنية.
وتنشد الاتفاقية الرابعة، التي وقعها وزير الفلاحة والصيد البحري، والمندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، والمدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، تأهيل المجال الإيكولوجي لغابة الأركان على مساحة 200 ألف هكتار،
وتنمية زراعة الأركان كسلسلة فلاحية منتجة على مساحة 5000 هكتار، في أفق 2020، وإعادة تأهيل الأنظمة الإيكولوجية لمجال غابة أمسكرود المتضررة من حرائق غشت 2013.
