آفاق بيئية : كتاب الطبيعة / البيئة والتنمية
يوصف النهر الجليدي بأنه كتلة دائمة من الثلج الكثيف، تتحرك بشكل ثابالت تحت وزنها الذاتي، وتتشكل في المناطق التي تتراكم فيها الثلوج بغزارة تفوق ما يتلاشى بفعل الذوبان والتبخر. وحيث أن هذه الكتلة الجليدية النشطة تتأثر بالتغيرات المناخية طويلة المدى، كمعدلات الهطول الثلجي ومتوسط درجة الحرارة وكثافة السحب، فإنها تؤشر بشكل دقيق على تغيرات المناخ العالمي.
مشروع “ضغط” Project Pressure، وهو منظمة بريطانية توثق حال الأنهار الجليدية حول العالم، يتعاون مع فنانين مشهورين من دول مختلفة لصياغة أعمال إبداعية تعزز مساهمة الناس في حماية هذه التشكيلات الطبيعية. ويسعى المشروع لإعداد أول أطلس شامل للأنهار الجليدية في العالم، كما يقدم خدماته للقطاعات الثقافية والعلمية من خلال تنظيم معارض الصور وإنتاج الأفلام الوثائقية ونشر الكتب.
يقوم المشروع حالياً بتسجيل التراجع في الأنهار الجليدية واختفائها التدريجي، ويشمل ذلك توثيق الأثر البيئي المباشر لتغير المناخ العالمي مع توفير قاعدة بيانات يمكن التعويل عليها في إعداد الدراسات والأبحاث العلمية حول هذه الظاهرة.
ومنذ سنة 2008 قام المشروع بجمع آلاف الصور للأنهار الجليدية في بلدان عدة، مثل الولايات المتحدة، وغرينلاند، والأرجنتين، وبوليفيا، وتشيلي، والإكوادور، وآيسلاندا، ونيبال، وإسبانيا، والسويد، وغيرها. وقد اختارت مجلة “البيئة والتنمية” من أرشيف المشروع مجموعة من الصور المؤثرة لأنهار الجليد والحالة الحرجة التي وصلت إليها.
على ارتفاع نحو 5000 متر في جبل كينيا، قام المصور النيجيري سيمون نورفولك بإيقاد خط من النار ليظهر بشكل دقيق المدى الذي كان يصل إليه النهر الجليدي في الجبل.
توصف منطقة الجبل الأبيض في فرنسا بأنها “بحر الجليد”، وهي تضم عدداً من الأنهار الجليدية من بينها نهر دو تاكول الذي يظهر في هذه الصورة الملتقطة من قبل المصور الكندي سكوت كونارو. وكانت المنطقة شهدت تراجعاً في الجليد منذ خمسينيات القرن التاسع عشر إلا أن هذا التراجع أصبح مؤثراً منذ سنة 1995 ما يجعل قيمة هذه المنطقة السياحية على المحك.
صورة التقطها المخرج الدنماركي كلاوس ثيمان لنهر جبل ستانلي الجليدي ضمن سلسلة جبال روينزوري على الحدود بين أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية. الاضطرابات التي طال أمدها في الكونغو وأوغندا جعلت دراسة أنهارهما الجليدية صعبة للغاية. ويتوقع العلماء أن الأنهار الجليدية في هذه المنطقة، التي لا تبعد سوى عدة كيلومترات عن خط الاستواء، ستزول تماماً في سنة 2025.