المناطق المحمية بإفريقيا : فرصة للسلام والعدالة المناخية 

محمد التفراوتي5 مايو 2020آخر تحديث :
المناطق المحمية بإفريقيا : فرصة للسلام والعدالة المناخية 

آفاق بيئية :   عويسة السالك

منذ قمة ري ودي جانيرو سنة 1992 التزمت مجموعة من الدول بالحماية البيئة من خلال اتباع حزمة من الاجراءات الهامة، مثل إنشاء وتنمية التدابير الخاصة بالمناطق المحمية، والتي أدت إلى اتساع فرص التعاون بهذا الإطار، لكن القوانين الوطنية تبقى عائقا أمام بلورة تخطيط استراتيجي للنهوض بشبكات المناطق المحمية في إفريقيا وبسبيل التنمية المستدامة، والعدالة المناخية والسلم والسلام .

وهنا أحاول ان أبرز أهمية المناطق المحمية باعتبارها فرصة للتعاون من أجل تعزيز تدبير المحافظة على الطبيعة، نظرا لما تتميز به من قيم ايكولوجية وتاريخية، وثقافية مشتركة بين بلدان إفريقيا. إن التعاون على مستوى مجموعة الدول الإفريقية من اجل المحافظة على الطبيعة لها دلالات عدة من بينها ما تتقاسمه تلك الدول من ثلث أهم المواقع ذات القيمة الايكولوجية، والبيولوجية العالمية، وفي هذا الجانب أصبح من المنطقي والضروري تعزيز التنسيق الإقليمي. 

وتعتبر المنتزهات الوطنية الرامية إلى المحافظة على القيم الايكولوجية، وتعزيز تدابير البحث العلمي والتربية البيئية مجالا واسع جدا للتعاون، ولهذه الاعتبارات أنه لا يمكن الحفاظ على الطبيعة، بمعزل عن الجوار، وبسبب الحدود، دون العمل على تنمية تعاون استراتيجي يكون له الوقع الايجابي في تقوية مجابهة التحديات البيئية، والتكيف مع ظاهرة التغييرات  المناخية .

فالتعاون الإقليمي يساهم في تقوية العمل المشترك في جميع مكونات المناطق المحمية، التي سيكون لها أثار اقتصادية، ولا سيما في مجالات كثيرة، منها على سبيل المثال المناخ، السياحة وأنشطة  اقتصادية  أخرى،  فالاستثمار في المجال الطبيعي في مجمله مسالة ايجابية.

وتعزيز التعاون الإقليمي الإفريقي شأن في غاية الأهمية، ولكن يتطلب عمل معقد والعمل على ابرام إتفاقيات ضمن مستويات عدة. إن التحدي الحالي يكمن في اعتماد مبدأ الحُكم الافريقي المجالي، وبلورته على ارض الواقع ليصبح إجراء عملي. وتعتبر المناطق المحمية هدفا لرفع الطموح في تنمية العمل ضمن إطار شبكات المناطق المحمية، والتي من بين أهدافها المحافظة على الطبيعة وإدماجها من خلال تعزيز االتدابير وتثمين التنوع الإحيائي، الذي من غير الممكن القيام به دون إدماج أهداف التنمية المستدامة .

والسياحة واستغلال الموارد الطبيعية المعروفة من قبل السكان المحليين، وإقامة أنشطة الصناعة التقليدية والفلاحية والأنشطة السوسيو اقتصادية في عدة مجالات واعدة في ذلك السياق . كما ان خلق مناطق محمية حدودية سيعزز علاقات الجوار وسيستثمر السلم بين البلدان الإفريقية في مجابهة التحديات البيئية المشتركة. 

والمنتزهات من أجل السلام تهدف إلى المحافظة على الطبيعة كهدف استراتيجي تعتمده جميع المناطق المحمية، ولكنها فرصة أخرى لتعزيز مجالات مشتركة تساهم في نسج العلاقات بين الدول الإفريقية وتجاوز الصراعات .

   عويسة السالك – مختص بالشأن البيئي والمناطق المحمية

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!