آفاق بيئية : محمد التفراوتي
خلدت الجمعية المغربية للعلوم الجهوية (AMSR) اليوم العالمي للمراحيض الذي يصادف 19 نونبر من كل سنة ، لتشجيع الاجراءات الرامية إلى مواجهة تحديات الأزمة العالمية المتمثلة في الصرف الصحي.
ونظمت بالمناسبة ورشة تحسيسية في جماعة ” أوكايمدن” بالاطلس الكبير. وتدارس المشاركون مشاكل الصرف الصحي و نظام المراحيض البيئية الذي تم تركيبه في قريتهم للمرة الأولى من قبل الجمعية المغربية للعلوم الجهوية (AMSR « بتعاون مع الجمعية المغربية “ميكروبيونا” (MICROBIONA) حيث تم إنجاز مراحيض إيكولوجية في مدرستين بجماعتي “أوكايمدن ” و”ستي فاضمة” بغية تحسين الظروف المعيشية لساكنة الأطلس الكبير يمراكش وذلك بالتعاون مع الجمعيات المحلية في أفق تحسين إدارة النفايات البشرية والحد من تأثير مياه الصرف الصحي على قطاعات المجتمع .
وتشكل هذه المبادرة جزءا من الإجراءات والتوصيات لحماية نوعية المياه ، المنبثقة عن مشروع التكيف مع تغير المناخ من خلال الإدارة المتكاملة للموارد المائية ودفع مقابل الخدمات البيئية (GIREPSE)، الممول من المركز الدولي للبحوث من أجل التنمية (CRDI).
ويعتبر هذا الاجراء مفيدا للصحة وخاصة البيئية ، حيث تسمح هذه المراحيض بتحويل النفايات البشرية إلى أسمدة طبيعية. كما تعتبر المراحيض الجافة ، والتي تسمى أيضا مراحيض السماد٬ بادرة مميزة خاصة كونها لا تستخدم المياه وتسمح بتثمين البراز والبول.
وتم تركيب أربعة مراحيض في كل مدرسة، اثنان للإناث واثنان للذكور. كل مرحاض لديه ثلاثة ثقوب: واحد للبول في الوسط، والآخران للبراز ، ليتم بذلك فصل النفايات السائلة والصلبة . وتقع النفايات الصلبة في محل تقني ومهوى يحد من انبعاث الروائح الكريهة . بعد الاستخدام ، وبدلا من تنظيف المرحاض بالماء، تصب التربة في الفتحة ليجف البراز بشكل أسرع . وخلال شهر، تجف النفايات الصلبة ، وتصبح سمادا يمكن نثره على الأرض. وبذلك يستعمل في الحدائق التي تم إنشاؤها في المدارس ، موازاة مع إنجاز المراحيض.
في حين تصب النفايات السائلة في خزان.وتمكن هذه العملية من فصل الشوائب من البول لكون الشوائب تعد من الملوثات وبالتالي يتم حرقها عندما يتم جمع كمية كبيرة منها . ويتم استرداد البول الذي يبقى في الجزء العلوي من الخزان ، حيث يمر في أنابيب متصلة مباشرة بنظام ري الحديقة ، الذي يعمل بالتنقيط. وميزة هذه العملية أنها تستهلك القليل من المياه. ويشكل البول سمادا طبيعيا، كما هو الشأن للبراز.
و تساهم المراحيض الجافة في تحسين الظروف المعيشية و النظافة الصحية وحماية البيئة، وتوعية التلاميذ ، ثم تثمين النفايات البشرية التي تصبح مخصبا للحدائق. ويقلص هذا النهج الزراعي الإيكولوجي التكاليف المالية ،وذلك باستخدامه عوض الأسمدة الكيماوية، وهو جانب مهم في هذه المنطقة النائية من المغرب التي لا يوجد يها نظام جماعي لمعالجة المياه العادمة حيث تصب حاليا في “مطامر” الصرف الصحي. التي نشكل خطرا بتلوبث المياه الجوفية.
وأفاد البروفسور عبد اللطيف الخطابي رئيس الجمعية المغربية للعلوم الجهوية (AMSR) أن خزانات المراحيض الجافة المتوفرة مختومة بمعنى أنها لا تسمح بمرور الماء ، أي أنه لا يوجد خطر تلوث التربة. كما أن السماد لا يشكل مشكلة من حيث التلوث لأن النفايات، عندما تصبح جافة تماما، لا تحمل أمراضا. لذلك ” تكون للمراحيض الجافة ميزة صحية حقيقية ” .
وقد اختير تركيب هذه المراحيض في المدارس لأنها تعد أماكن تأوي عدد كبيرا من التلاميذ. فجميع الأسر لديها أطفال في المدرسة. لذلك فهذا الاختيار يساعد على تمرير بعض الرسائل من خلال التلاميذ لدويهم من أجل تشجيعهم لتركيب هذا النوع من المراحيض الجافة في مساكنهم ،. يضيف الخطابي .
يشار أن الصرف الصحي لا يتوفر أو يبقى غير فعال بالنسبة للعديد من المليارات من الناس في جميع أنحاء العالم. أن هناك 2,4 مليار شخص على كوكبنا لا يزالون يعيشون دون مراحيض إلى اليوم. ويتم العثور على البراز في البيئة وبالتالي تنتشر الأمراض القاتلة مما يعرض الصحة الانسان للخطر .