لجنة الزراعة في الفاو تركز على تعزيز التنمية المستدامة من خلال الابتكار
آفاق بيئية : روما
قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا اليوم إن تحقيق التنمية المستدامة يعني الابتعاد عن النظم الزراعية والغذائية التي تتطلب مدخلات وموارد كبيرة.
وفي كلمة له أمام وزراء وممثلين عن الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني المشاركين في اجتماع لجنة الزراعة التابعة للفاو (1-5 اكتوبر/تشرين أول، لجنة الزراعة) والذي يعقد مرة كل عامين، أشار دا سيلفا إلى الكيفية التي ساهمت من خلالها الممارسات الزراعية الحالية في إزالة الغابات وندرة المياه وتدهور التربة وارتفاع مستويات انبعاثات غازات الدفيئة.
وقال دا سيلفا: “اليوم، من الضروري إنتاج الغذاء بطريقة تحافظ على البيئة والتنوع البيولوجي”، مضيفًا: “علينا تبني ممارسات مستدامة توفر غذاءً صحياً ومغذٍ، وتعزز من خدمات النظام البيئي والقدرة على الصمود أمام تغير المناخ”.
وأكد المدير العام للفاو أن القيام بذلك يتطلب التقليل من استخدام مبيدات الآفات والمواد الكيميائية وزيادة تنويع المحاصيل وتحسين ممارسات المحافظة على الأراضي وغيرها من التدابير.
ونوه دا سيلفا إلى عدم كفاءة النظم الغذائية الحالية في القضاء على الجوع، على الرغم من حقيقة أنه يتم إنتاج ما يكفي من الغذاء لإطعام جميع سكان العالم، وشدد على أن مئات الملايين من الناس ما زالوا لا يملكون الدخل الكافي لشراء الطعام الذي يحتاجون أو حتى وسائل إنتاجه بأنفسهم.
وقال دا سيلفا إن الكثير من الـ 820 مليون شخص في العالم الذين يعانون من نقص التغذية المزمن هم مزارعون أسريون يعيشون في المناطق الريفية الفقيرة في البلدان النامية ويحتاجون إلى الدعم لتحسين سبل معيشتهم وبناء قدرتهم على الصمود، وخاصة فيما يتعلق بالتصدي لآثار النزاعات وتغير المناخ. وأضاف: “التغييرات ضرورية لضمان أن يصبح طموحنا في تغذية الناس وحماية هذا الكوكب واقعاً”.
وشدد المدير العام للفاو على أن الابتكار الذي يعتبر عاملاً مهماً في تنشيط المناطق الريفية وجعل الزراعة أكثر جاذبية للشباب يدعم هذه الجهود. وأضاف: “إذا أخفقنا في توفير الفرص للفقراء في الأرياف والمطلوبة لتحقيق النجاح، وخاصة للنساء والشباب، فسنخفق في بناء عالم أكثر أماناً وسلماً”.
بدوره، أشار رئيس الإدارة الفيدرالية السويسرية للشؤون الاقتصادية والتعليم والأبحاث، وعضو المجلس الفيدرالي يوهان شنايدر أمان، خلال كلمة له في الاجتماع إلى أن “الابتكار الزراعي هو قوة دافعة مركزية تساهم في إحداث تحول في النظم الغذائية، وتساعد المزارعين الأسريين، ويضمن الأمن الغذائي والتغذية الصحية “.
التمويل للحصول على بيانات زراعية نوعية وفي الوقت المناسب
وبيّنَ المدير العام للفاو كيف يشكل الافتقار إلى بيانات زراعية عالية الجودة وفي الوقت المناسب عقبة رئيسية أمام إحداث تحول في قطاعات الزراعة وتنفيذ خطة عام 2030 للتنمية المستدامة.
ولمعالجة هذا الوضع، استثمرت الفاو وشركائها بشكل كبير في تطوير برنامج المسح الزراعي المتكامل (AGRISurvey)، الذي يجري تنفيذه حالياً في 10 بلدان، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومؤسسة بيل وميليندا غيتس، بهدف توسيع نطاق تنفيذ برنامج المسح هذا ليشمل 19 بلداً آخر بحلول عام 2021، و50 بلداً بحلول عام 2030 من خلال مبادرة مشتركة مع البنك الدولي وغيره من الشركاء.
وشدد دا سيلفا على أنه فيما يخص مجال البيانات والمجالات الأخرى من عمل الفاو، فهناك حاجة إلى تمويل إضافي حتى تتمكن المنظمة من دعم البلدان لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
دور الفاو في تشجيع التحول
كما أشار المدير العام للفاو إلى الكيفية التي تعمل من خلالها المنظمة على العديد من الجبهات لتعزيز التحول الذي تشتد الحاجة إليه في نظم الزراعة والغذاء. ويشمل ذلك المبادرات الرامية إلى مساعدة البلدان للمضي قدماً في السياسات والإجراءات المتعلقة بالزراعة الإيكولوجية والتنوع البيولوجي.
ومن خلال سلسلة من الفعاليات الجانبية التي تعقد على هامش اجتماع لجنة الزراعة، تعمل الفاو أيضاً على لفت الانتباه إلى بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بعملها، بما في ذلك قطاع الثروة الحيوانية الذي وصفه دا سيلفا بأنه “أهم ما يملك أفقر الفقراء”، بمن فيهم الرعاة في أفريقيا.
وستشمل الموضوعات الأخرى المطروحة للنقاش خلال أيام الاجتماع استعراضاً لمدى تنفيذ استراتيجية الفاو بشأن تغير المناخ، والإطار العالمي لندرة المياه في الزراعة واقتراحاً لتوسيع نطاق مبادرة نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية.