حوار تالانوا هو ما يجعل اتفاقية باريس قائمة

محمد التفراوتي19 نوفمبر 2017آخر تحديث :
حوار تالانوا هو ما يجعل اتفاقية باريس قائمة

 

شبكة العمل المناخي : يتعين على البلدان أن تأتي إلى مؤتمر الأطراف الـ24 في عام 2018 مع إشارة إلى تصعيد أهدافها المناخية وتعزيزها بحلول عام 2020.

آفاق بيئية : بون

 في الوقت الذي اختتمت فيه البلدان مناقشاتها في محادثات المناخ في مدينة بون، الألمانية، السبت الماضي، لا تزال هناك حقيقة لا جدال فيها وهي أن تغير المناخ يحدث، ولا يمكن أن تنتظر الإجراءات المناخية.

ففي سنة 2017، التي تميزت بالخسائر المدمرة الناجمة عن الآثار المناخية، ومع الرؤية التي تذهب هذا العام إلى أن هنالك ارتفاعا في الانبعاثات العالمية، جلب مؤتمر الأطراف في المحيط الهادي رسالة مفادها إلى أن “تغير المناخ لا يزال يهدد بقاء عدد كبير جدا من الناس”.

وأكدت شبكة العمل المناخي الدولية، في بيان صحافي لها، اليوم الأحد، أن حوار تالانوا، يعد من النتائج الهامة التي خرج فيها مؤتمر الأطراف، والذي يبدل آلية تسوية الطموح في اتفاق باريس، ويضع حيز التنفيذ الاتفاقية المناخية التي وعدت الحكومات الالتزام بها قبل عامين، للحفاظ على درجة حرارة أقل من 1.5 درجة مئوية.

وقد أحرز تقدم هام بشأن المبادئ التوجيهية التي ستضع إطارا لاتفاق باريس.

وأظهرت المناقشات في مؤتمر الأطراف أن “هناك رغبة في اتخاذ إجراءات مناخية أسرع وأقوى على المدى القريب”. ويضع قرار يرتكز رسميا على مناقشات ما قبل عام 2020 في محادثات المناخ المقبلة ضغوطا فورية على البلدان المتقدمة النمو، لبذل المزيد من الجهود لزيادة الطموح في الفترة، التي تسبق عام 2020 وما بعدها.

“وبإرادة سياسية متجددة، يجب على البلدان الأن أن تقيم بشكل جماعي التقدم المحرز في خططها الوطنية للمناخ، وأن تأتي إلى مؤتمر الأطراف الـ24، في بولندا، وهي تؤكد على أنها تعتزم زيادة الطموح بحلول عام 2020 من أجل الانتقال إلى مستقبل الطاقة المتجددة”، وفق الشبكة.

وبينت ان “الانتفاضة غير العادية في دعم الإجراءات المناخية التي تقوم بها المدن، ورجال الأعمال، والمجموعات الدينية، والقادة المحليون، والسكان الأصليون، يزيد من حرج الحكومات الوطنية على بذل المزيد من الجهود، وعلى وجه السرعة”.

وقد ركزت المحادثات المناخية، التي ترأسها بلد “ليس غريبا على الآثار الخطيرة”، على جذب اهتمام العالم على قضايا قريبة من أولئك الذين هم في طليعة من يعانون من الآثار المدمرة.

ومع ذلك، فإن النتائج المخيبة للآمال بشأن الخسائر والأضرار والتمويل، تجعل من الواضح أن هناك انفصال “وحشيا”، بحسب ما أسمته الشبكة، بين البلدان المتقدمة النمو، واستعدادها الالتزام بالاتفاق، وبين حقيقة الآثار المناخية التي تواجهها البلدان النامية، فالدول الغنية فشلت في مواءمة وعودها بإجراءات ملموسة.

“ويشكل إطلاق خطة عمل متعلقة بالنوع الاجتماعي، ومنصة السكان الأصليين، جزءا لا يتجزأ من إرث رئاسة فيجي هذه”، تبعا للشبكة.

واستشرافا للمستقبل، “يجب على الرئاسة البولندية أن تمضي قدما في التقدم المحرز بشأن المبادئ التوجيهية للتنفيذ، وأن تحافظ على تعزيز التعاون الدولي بشأن الإجراءات المتعلقة بالمناخ”، وفق الشبكة.

“ويمكن أن يحدث ذلك، بحسبها، إذا بلدان مثل كندا والنرويج وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا ونيوزيلندا اتخذت خطوة في تقديم القيادة محليا ودوليا.

وتقول المدير التنفيذي لأندي أكت صفاء الجيوسي “لقد اتخذت خطوات ملموسة في مؤتمر COP23 هذا العام، ونحن الآن بحاجة لتحويلها إلى عمل نحو طموح ما قبل 2020 على المستوى المحلي والإقليمي، وخاصة من المنطقة العربية، التي شهدت ظاهر جوية قاسية، حيث سجلت مناطق عدة فيها هذا العام أعلى درجات للحرارة”.

وأضافت ” إن منطقتنا هي الأكثر ضعفا حتى الآن في مواجهة التأثيرات المناخية، لكن لديها الفرص الأكبر في مجال الطاقة المتجددة التي لم تستغل بعد بالكاد “.

وفي رأي عضو مجلس إدارة شبكة العمل المناخي في العالم العربي، وممثل منظمة كاربون للمدن المستدامة في الشرق الأوسط فإن ” مؤتمر الأطراف شهد ظهور المدن والمناطق كجهات فاعلة رئيسية في النقاش حول المناخ”.

“وأدى التحول من المفاوضات نحو التنفيذ، الذي أعقب اتفاق باريس، إلى تحويل الاهتمام نحو الجهود المبذولة الى التنفيذ أيضا”، بحسبه.

وأضاف “إن مشاركة الدول والمدن والمنظمات من الولايات المتحدة خلال مؤتمر الأطراف هذا، بعد أن أعلنت الحكومة الاتحادية، عن نيتها الانسحاب، يعد بمثابة دعم قوي لشأن التحول نحو التنفيذ”.

 “وفي المناطق التي تشهد تحضرا كبيرا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحتاج المدن إلى من يقود هذا التحول نحو تنمية منخفضة الكربون”.

في وقت أكد في عضو مجلس إدارة شبكة العمل المناخي في العالم العربي موسى إليمان سال أن “مكافحة تغير المناخ تتطلب مزيدا من المسؤولية والمزيد من الالتزام”.

وتابع “إن عملنا الضعيف اليوم، يدين بالفعل بعض الشعوب، ولا سيما من يقطنون في الجزر، ونحن نقف على عتبة لا يمكن الرجوع فيها، والبلدان المتقدمة النمو تسعى لإضافة المزيد من الظلم والفقر والخطر، التي باتت تلمسها “الدول الأكثر هشاشة”.

وبدوره قال المسؤول الدولي عن المناخ، في كريستيان إيد، محمد عدو “الجميع يعلمون أن تعهدات باريس وحدها لا تكفي لمكافحة تغير المناخ، بل إنها تصل بنا إلى عالم من ثلاث درجات”.

ولفت إلى أن ” الألية الموضوعة جعلت اتفاق باريس ليس مجرد وثيقة ثابتة، بل هو شيء حي، يقوي نفسه بمرور الوقت، والتي أصبحت تحمل الأن اسم حوار تالانوا. والذي وفقه فإن الالية تم تشغيلها الأن”.

واضاف “ان حوار تالانوا هو ما يجعل اتفاقية باريس قائمة، ومن الضروري ان تحظى باهتمام بارز في قمة العام القادم الهامة في بولندا”.

شبكة العمل المناخي هي شبكة عالمية، تضم أكثر من 1200 منظمة غير حكومية، تعمل على تعزيز العمل الحكومي والفردي، للحد من تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري إلى مستويات مستدامة إيكولوجيا.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!