المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء البيئة
آفاق بيئية : محمد التفراوتي
انطلقت أشغال اللمؤتمر الإسلامي السابع لوزراء البيئة ، أمس ، بمقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، والذي سيمتد ليومين تحت شعار ” من أجل تعاون إسلامي فعال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة” .
ويعتبر المؤتمر أول اجتماع وزاري بعد دخول اتفاق باريس حيز التنفيذ، مما يشكل مناسبة لتعزيز سبل التعاون بين بلدان العالم الإسلامي في مجال مكافحة آثار التغيرات المناخية .
وألقت الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ، خلال الجلسة الافتتاحية ، رسالة وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى المشاركين . كما تسلمت الدرع الذهبي الذي قدمه المؤتمر إلى الملك محمد السادس، تقديرا لجهود جلالته في مجال تعزيز العمل المشترك في مجال البيئة .
وأفاد المدير العام للإيسيسكو السيد عبد العزيز بن عثمان التويجري أن شعار الدورة الحالية للمؤتمر يعبر عن المهمة الرئيسية التي يتوجب أن يضطلع بها المؤتمر لتحقيق الهدف الأساس من انعقاده ، و أن تعزيز التعاون الإسلامي الفعال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ينبغي أن يأتي في مقدمة الانشغالات، في هذه المرحلة التي يمر بها العالم، والتي يتصاعد فيها الاهتمام الدولي بقضايا البيئة والتغيرات المناخية.
وأشار التويجري أن الشعار الدورة السادسة للمؤتمر (التغيرات المناخية: تحديات المستقبل من أجل تنمية مستدامة) ، يتكامل مع شعار الدورة الحالية ، حيث إن الأول كان بمثابة التشخيص الدقيق لهذه الظاهرة الكونية، والثاني يتمثل في المعالجة العلمية لها، من خلال حشد الجهود وتعزيز التعاون الإسلامي في هذا المجال الحيوي للوصول إلى تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، التي لا تكتمل عناصرها ولا تنبني هياكلها على أسس صحيحة، إلا في ظل بيئة نظيفة محمـية من الوجوه كافة، تتوفر فيها الوسائل العلمية للتعامل الفاعل مع التغيرات المناخية، في إطار تعاون دولي مثمر ومكـثـف، لمواجهة المخاطر البيئية الناجمة عنها.
وأعلن التويجري أن المؤتمر سيناقش تقارير تعنى بإنشاء مجلس منظمة التعاون الإسلامي للمياه، وإنشاء لجنة مشتركة لمنظمة التعاون الإسلامي من أجل التنمية المستدامة، ووثيقة توجيهية بشأن المدن الخضراء ودورها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب تقرير حول إنشاء الأكاديمية الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة في المغرب، ومشروع آخر حول برنامج الاحتفاء بالعواصم الإسلامية للبيئة والتنمية المستدامة. مشيرا إلى أن الوثائق التأسيسية التي اعتمدها المؤتمر في دوراته السابقة شكلت إطارا متكاملا للعمل الإسلامي المشترك في مجال البيئة، ترسم أمام الدول الأعضاء خريطة الطريق لوضع السياسات الوطنية حول حماية البيئة.
و قال السيد عبد الرحمان بن عبد المحسن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة بالمملكة العربية السعودية أن حماية البيئة في المنظور الإسلامي ترقى إلى مستوى الواجب الشرعي الذي يقتضي من الجميع الوفاء به، مما يتطلب مشاركة العالم الإسلامي في الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي في المجال. وأضاف أن المؤتمر يظل مصدرا مهما بنتائجه المتتالية للمشاركة في المحافل الدولية التي تعنى بالقضايا البيئية، برؤية متجانسة واستراتيجية مدروسة، وبأهداف محددة تعبر عن موقف الدول الأعضاء إزاء القضايا البيئية والحلول المقدمة للحد من تلوث البيئة وضمان حمايتها من الآثار المترتبة عن التغيرات المناخية.
وأبرز السيد يوسف بن أحمد العثيمين الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أهمية تركيز الدول الأعضاء في المنظمة على تطوير وتعزيز تشريعاتها وأطرها التنظيمية المتعلقة بالبيئة، والنظر في سبل ووسائل الاستفادة من التمويل المتاح في مجال المناخ للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، وأيضا تعزيز القدرات البشرية والمؤسسية في المجال. معتبرا أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يقتضي التعاون بين المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص والمجتمع بشكل عام، عبر اعتماد نهج تشاركي وتشجيع جميع الأطراف المعنية في تنفيذ برامج البيئة ومشاريعها.
وتناولت السيدة أمينة “مايغا كيتا” رئيسة منظمة ” أجير” للحياة والبيئة الراقية في مالي ، الجهود المبذولة من قبل دولة مالي بغية تحسين مواجهة ظاهرة التغير المناخي داعية إلى تطوير الوعي البيئي لدى الشباب وكافة المتدخلين، من خلال التربية والتحسيس .