آفاق بيئية : محمد التفراوتي
اسدل الستار عن المؤتمر الاقليمي حول “الرأي العام العربي والبيئة” الذي انطلقت أشغاله في فندق بريستول في بيروت، بحضور حشد من المسؤولين والمهتمين بموضوع البيئة العربية. حيث ناقش المؤتمر أولويات البيئة العربية وسبل التواصل بين الجمهور والمسؤولين من أجل وضع سياسات بيئية تستجيب لتطلعات الناس، وذلك من خلال التقرير التحليلي للاستطلاع البيئي الذي شمل 18 بلداً عربياً. وهو من تنظيم مجلة “البيئة والتنمية”، بالاشتراك مـع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة وصندوق أوبك للتنمية الدولية.ويعد هدا التقرير حصيلة دراسة كبيرة وهامة جداً،تجرى لأول مرة في الوطن العربي.وقد أوحت أهمية نتائجها بمبادرة تنظيم مؤتمر إقليمي، يكرس لموضوعات: “الرأي العام والبيئة”، حيث التقى صناع القرار والإعلام والجمهور، من مسؤولين، ورؤساء منظمات إقليمية ودولية،وباحثين وخبراء بيئيين، ورؤساء تحرير صحف، وممثلون عن المجتمع المدني، وعن القطاع الخاص.وستعلن نتائج الإستطلاع، الذي شمل 18 بلداً، في طاولة مستديرة، وفق محاور استطلاع الرأي العام والبيئة: النتائج والتحاليل، هل تستجيب الحكومات والمنظمات الدولية لطموحات الشعوب العربية وأولوياتها؟ الاعلام والبيئة والجمهور وكيف يدعم الاعلان التنمية.
وخلال الجلسة الافتتاحية أشار ناشر ورئيس تحرير مجلة “البيئة والتنمية” نجيب صعب، الى أن الاستطلاع بيّن أن السبب الرئيسي للتدهور البيئي، وفق الجمهور العربي، هو عدم الالتزام بالتشريعات والقوانين، وقد اختار الجمهور تلوث الهواء والنفايات والأسمدة والمبيدات الزراعية وضعف الوعي ومصادر المياه كأبرز المشكلات البيئية. أضاف صعب: “لقد قال الجمهور كلمته، وعلى الحكومات أن تسمع“.
وأكد المدير الاقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة الدكتور حبيب الهبر على الدور الهام الذي يُمكن أن تلعبه وسائل الاعلام في “تغيير سلوك الناس تجاه القضايا البيئية ليكونوا قوى ضاغطة على الحكومات لتصويب سياساتهم البيئية”. أضاف الهبر أن “برنامج الأمم المتحدة للبيئة سيضع نتائج الاستطلاع والمؤتمر نصب عينيه عند تحديد أولويات خططه الاقليمية للمساهمة في تطوير وضع البيئة نحو الأفضل“.
وتوقعت مديرة ادارة البيئة والاسكان والتنمية المستدامة في جامعة الدول العربية السيدة فاطمة الملاح، التي مثلت أمين عام الجامعة عمرو موسى، “أن تستفيد المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية في مجال البيئة من نتائج الاستطلاع في تطوير برامجها ونشاطاتها، وفي العمل على تطوير ادراك المواطن العربي وسلوكه تجاه القضايا البيئية”. وأشارت الى أن جامعة لدول العربية ستولى اهتمامها خلال المرحلة المقبلة لالتزام أكثر بمبادرة التنمية المستدامة في المنطقة العربية، “ولانشاء مرفق البيئة العربي واستقطاب موارده من داخل المنطقة، لاستقطاب الدعم من الجهات والمؤسسات المانحة الدولية، وتوجيه موارده لمواجهة المشاكل البيئية، ذات الخصوصية العربية“.
ومن جهته أفاد مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (OFID)، سليمان الحربش، ان الصندوق يقدم خدمات الى 120 دولة، ثمانون بالمئة منها منخفضة الدخل. وتطرق الى مفهوم التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة التي “لا يمكن أن تتحقق الا بتحول موضوع البيئة الى قضية شعبية، بدءاً بالمناهج الدراسية والاعلام”، منبهاً الى أن رص الأبحاث على الرفوف لا يفيد. ودعا الى “الاستفادة من دخل النفط في تنمية تكنولوجيات الطاقة المتجددة والمستقبلية“.
وأكد أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ عبد الرحمن العطية على التزام دول المجلس بالعمل البيئي التنموي المتوازن ورفع مستوى الوعي البيئي ومشاركة المجتمع المدني. واعتبر أن “المداولات في مؤتمر الرأي العام والبيئة ستكون ذات تميز وأهمية خاصة للجميع لانها مستوحاة من نبض الشارع لتحقق رغباته وتطلعاته الى تنمية مستدامة، وتمس بعض جونب عجلة من عجلات التنمية غير المتزنة لتعدل مسارها ولتدفعها الى الاتجاه الصحيح“.
وجاء في كلمة رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، الذي مثله وزير البيئة المهندس يعقوب الصراف، أن “هذا المؤتمر انطلاقة لعمل في الاتجاه الصحيح، بحيث يتعاون جميع الأطراف المعنيين في مناقشة المشاكل البيئية ووضع حلول لها والمساهمة في تنفيذها”. وعن التقرير التحليلي لنتائج الاستطلاع البيئي الخاصة بلبنان، والتي أظهرت أن 71 في المئة من المشاركين يعتقدون أن الأوضاع البيئية تتدهور و99 في المئة يطالبون الحكومة بعمل أكثر من أجل حماية البيئة، قال: “انها أرقام مقلقة تضعنا أمام مسؤوليات، لكنها تعبر بصراحة عن رأي الناس”. وأضاف: “لقد قال الجمهور كلمته، وأعدكم أن الحكومة اللبنانية ستأخذ برأيه جدياً”. وهنأ مجلة “البيئة والتنمية” بعيدها العاشر، “هذه المبادرة الخاصة التي تحولت الى مؤسسة بيئية عربية نعتز بها“.
حضر جلسة الافتتاح النائب عمّار حوري ممثلاً رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، والنائب ياسين جابر ورئيس المجلس الأعلى السوري اللبناني نصري خوري والسفير السعودي عبدالعزيز الخوجا ومدير عام وزارة البيئة الدكتور برج هتجيان. ومن المشاركين في المؤتمر الدكتور عبدالرحمن العوضي أمين عام المنظمة الاقليمية للبيئة البحرية، وعدنان بدران رئيس الحكومة الأردنية السابق ورئيس الأكاديمية العربية للعلوم وتنمية المجتمع، والدكتور مصطفى كمال طلبه المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، والسفير عبدالمحسن السديري الرئيس السابق للصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والمدعي العام المصري السابق عبدالعزيز الجندي الذي اشتهر بدفاعه عن قضايا البيئة وسوق المخالفين الى المحاكم. ويشارك من قطر الدكتور سيف الحجري نائب رئيس مؤسسة قطر للعلوم والتربية إلى جانب مسؤولين في المجلس الأعلى للبيئة والمحميات ومركز أصدقاء البيئة. ومن السعودية مدراء تنفيذيون من هيئات البيئة، ووكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أحمد عاشور. كما يحضر مسؤولون من هيئات حماية البيئة في الكويت والبحرين والشارقة ومصر والأردن، وعدد كبير من رؤساء تحرير ومسؤولي صحف عربية.
استطلاع الرأي العام والبيئة: النتائج والتحاليل
بعد الافتتاح الرسمي، تحول المؤتمر الى طاولة مستديرة موسعة تم تسجيل المشاركين فيها وفق معايير التوازن الجغرافي وتنوع الاختصاصات.
في الجلسة الأولى، عرض الدكتور مصطفى كمال طلبة، رئيس المركز الدولي للبيئة والتنمية والمدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ونجيب صعب، التقرير النهائي لاستطلاع الرأي العام العربي حول قضايا البيئة، الذي أجرته مجلة “البيئة والتنمية” في 18 بلداً عربياً، بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة والأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة. وهو تقرير علمي شامل يُظهر الاتجاهات البيئية للجمهور في جميع أنحاء العالم العربي، وسيكون أداة مهمة للحكومات والمنظمات الاقليمية والدولية لتخطيط برامجها البيئية.
وجد ثلثا المشاركين في الاستطلاع ان وضع البيئة في بلدهم يسوء، بينما رأى الثلث انه يتحسن. وكانت نسبة الذين رأوا ان الوضع يتدهور أعلى في بلدان المشرق مما هي في مناطق أخرى. وهذا لم ينحصر بالعراق وفلسطين، وانما ينطبق أيضاً على سورية ولبنان. وقد لوحظ أن التقييم السلبي لوضع البيئة يزداد مع ارتفاع مستويات الدخل والتحصيل العلمي.
قال معظم المشاركين ان المصدر الرئيسي لمعلوماتهم حول البيئة هو من الصحف، يليها التلفزيون والمجلات المتخصصة والانترنت. وفيما قال 95٪ انهم مستعدون للتقيد بقوانين بيئية مشددة، فان 68٪ أبدوا استعداداً لدفع ضرائب تساعد في حماية البيئة.
وكانت الأسباب الرئيسية الأربعة للتدهور البيئي التي اختارها المشاركون كالآتي: عدم التقيد بالقوانين، عدم كفاءة برامج التوعية، سوء ادارة شؤون البيئة، ضعف مؤسسات حماية البيئة. وفي بعض بلدان المشرق، اعتبر معظم المشاركين ان الانفاق الحكومي غير الكافي على البيئة هو من المشاكل الرئيسية.
لدى تقييم مستوى إلحاح المشاكل البيئية في البلد، سجل تلوث الهواء أعلى النقاط على الاطلاق، اذ اعتبره 80٪ من المجموع مشكلة رئيسية. وهذا لا يصح فقط على المعدل الاقليمي، وانما في بلدان بعينها وداخل المناطق الفرعية. اما المشاكل الرئيسية التي تلت تلوث الهواء مباشرة فهي: النفايات الخطرة، الأخطار الصحية الناتجة عن المبيدات والأسمدة، ضعف الوعي البيئي، النفايات الصلبة. كما سجلت موارد المياه العذبة والتلوث من الصناعة مرتبة عالية في سلم الأولويات. وكان من الواضح ان الجمهور هو أكثر تحسساً للمشاكل التي لها علاقة مباشرة بصحة الانسان. والجدير بالتنويه أن ضعف الوعي البيئي جاء في المرتبة الرابعة كمشكلة بيئية رئيسية (71٪)، بعدما جاء ضعف برامج التوعية البيئية في المرتبة الثانية كأهم أسباب التدهور.
والملاحظ أن هناك شبه اجماع (95٪) بين المشاركين من جميع البلدان والمناطق والطبقات الاجتماعية والاقتصادية على ان بلدانهم يجب ان تفعل المزيد لحماية البيئة.
هل تستجيب الحكومات والمنظمات الدولية لطموحات الشعوب العربية وأولوياتها؟
الاستجابة الوطنية والاقليمية والدولية لمطالب الجمهور كانت محور الجلسة الثانية للمؤتمر، التي أدارتها السيدة فاطمة الملاح، مديرة ادارة البيئة والاسكان والتنمية المستدامة في جامعة الدول العربية.
تحدث أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبدالرحمن العطية، عن استجابة المنظمات الاقليمية لتطلعات الرأي العام، من خلال تجربة مجلس التعاون.
وعرض مدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية (OFID)، سليمان الحربش تجربة الصندوق كمنظمة تنمية دولية رائدة في التعامل مع احتياجات المجتمعات المحلية.
وتكلم الدكتور عدنان بدران، رئيس الأكاديمية العربية للعلوم ورئيس وزراء الأردن السابق، عن تعامل الحكومات مع طموحات الجمهور في مجالات البيئة والتنمية المستدامة.
الاعلام والبيئة والجمهور
أدار أحمد منصور، من تلفزيون الجزيرة، الجلسة الثالثة التي تناولت الاعلام والبيئة والجمهور. وهو تحدث عن الدور الذي تقوم به – أو لا تقوم – المحطات الفضائية، والتلفزيون عامة، في التوعية البيئية واسماع صرخة الجمهور.
أسامة سرايا، رئيس تحرير “الأهرام”، وهي كبرى الصحف العربية، تطرق الى العلاقة بين الصحيفة والجمهور، وإلى أي مدى يؤمن الاعلام التواصل بين الجماهير والمجتمع العلمي والمسؤولين في مجالات البيئة. وعرض لتجربة “الأهرام” في هذا المجال.
وتناول غسان شربل، رئيس تحرير “الحياة”، دور وسائل الاعلام في تعميق التواصل بين الشعوب في الدول العربية، وتحدث عن تجربة “الحياة كجريدة يومية اقليمية تخاطب كل العرب.
وتحدث إدمون صعب، رئيس التحرير التنفيذي لجريدة “النهار”، عن مدى استجابة وسائل الاعلام لصرخة الناس، خاصة في مجال البيئة. وعرض لتجربة “النهار” التي خصصت ملاحق وصفحات لقضايا التنمية منذ أربعة عقود.
كيف يدعم الاعلان التنمية
“الاعلان في خدمة البيئة” كان محور الجلسة الرابعة التي أدارتها راغدة حداد، رئيسة التحرير التنفيذية لمجلة “البيئة والتنمية”. وتحدث فيها مصطفى أسعد، الرئيس التنفيذي لـ “بوبليسيس – غرافيكس” والرئيس السابق للمنظمة الدولية للاعلان، الذي قدم عرضاً عن كيف يمكن للاعلان أن يخدم المجتمع ويدعم أهداف التنمية.
وعرض فيليب سكاف، الرئيس التنفيذي لـ “غراي وورلد وايد”، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أفكاراً ونماذج عن توظيف الاعلان في خدمة البيئة من دون أن يخسر الاعلان قيمته الفنية.
المجتمع الأهلي البيئي ومؤتمر صحافي للمقررات
الجلسة الخامسة تناولت المجتمع الأهلي البيئي والجمهور، أدارها الدكتور محمد الصيرفي من مركز أصدقاء البيئة في قطر. ويتحدث فيها المستشار عبدالعزيز الجندي، المدعي العام المصري السابق ورئيس جمعية أصدقاء البيئة في الاسكندرية، عن تجربة الجمعيات الأهلية ومدى استجابتها للجمهور وثقة الناس بها وفاعليتها. وتناول الدكتور سيف الحجري، نائب رئيس مؤسسة قطر ورئيس مجلس ادارة مركز أصدقاء البيئة، العمل الأهلي البيئي في قطر وتجربة المركز.
وتناول يحيى خالد شحادة، مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في الأردن، تحول جمعيته إلى مؤسسة أهلية فاعلة وتواصلها مع الجمهور. وتحدث خولة المهنّدي، رئيسة جمعية أصدقاء البيئة في البحرين، عن عمل الجمعيات الأهلية في البحرين ومساهمتها في صنع القرار البيئي. في حين قدم وائل حميدان، مسؤول حملات غرينبيس المتوسط في لبنان، تجربة منظمته في العمل مباشرة مع الجمهور.
وبعد مناقشة عامة، عقد مؤتمر صحافي أعلان فيه عن إنشاء المنتدى العربي للبيئة والتنمية.يذكر انه شارك في المؤتمر مسؤولون حكوميون، ورؤساء منظمات بيئية وانمائية تعمل على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية، إلى جانب خبراء وأكاديميين ومسؤولين من القطاع الخاص، وممثلين عن منظمات المجتمع الأهلي، ورؤساء مؤسسات إعلامية وإعلانية
تأسيس المنتدى العربي للبيئة والتنمية
أعلن في مؤتمر صحافي عقد في فندق بريستول في بيروت عن تأسيس “المنتدى العربي للبيئة والتنمية”. وجاء الاعلان في ختام مؤتمر “الرأي العام والبيئة”، الذي نظمته مجلة “البيئة والتنمية” وحضره خبراء في عديد من مجالات البيئة وممثلو هيئات بيئية واعلامية من معظم الدول العربية. وكانت الهيئة التأسيسية للمنتدى قد عقدت اجتماعات قبل انعقاد المؤتمر وخلاله، أقرت في ختامها نظامه وبيانه الأساسي، حضرها بصفة ضيفين أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية ومدير عام صندوق أوبك للتنمية الدولية سليمان الحربش.
يضم مجلس الأمناء التأسيسي كلاً من: الدكتور مصطفى كمال طلبه (مصر، المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة)، الدكتور عبدالرحمن العوضي (الكويت، الأمين التنفيذي للمنظمة الإقليمية للبيئة البحرية)، الدكتور عدنان بدران (الأردن، رئيس وزراء سابق)، السفير عبدالمحسن السديري (السعودية، الرئيس السابق للصندوق الدولي للتنمية الزراعية)، محمد البواردي (الإمارات، أمين عام المجلس التنفيذي في أبوظبي)، صالح عثمان (السودان، المدير التنفيذي المساعد السابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة)، الدكتور رياض حمزة (البحرين، استاذ جامعي)، سعد الحريري (لبنان، نائب في البرلمان اللبناني)، مارون سمعان (لبنان، الرئيس التنفيذي لشركة بتروفاك العالمية)، نجيب صعب (لبنان، رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية).
تم في الاجتماع التأسيسي لمجلس الأمناء انتخاب مكتب تنفيذي موقت يتولى استكمال تكوين المنتدى ومتابعة اجراءات التأسيس خلال سنة، يتألف من: مصطفى كمال طلبه (رئيساً)، عبدالرحمن العوضي وعدنان بدران (نائبين للرئيس)، نجيب صعب (أميناً عاماً)، مارون سمعان (عضواً).
قررت الهيئة اتخاذ بيروت مقراً للمنتدى، وتكليف الأمين العام انشاء سكرتارية تعاونه في إدارة شؤونه. كما كلفت الهيئة التأسيسية المكتب التنفيذي الاعداد للدورة الأولى للمؤتمر العام للمنتدى، التي ستناقش تقريراً عن وضع البيئة العربية، ويأخذ في الاعتبار الآراء التي طرحت في مؤتمر الرأي العام العربي والبيئة.
وكان المنتدى قد حصل على دعم جامعة الدول العربية، حيث دعاه الأمين العام عمرو موسى إلى المشاركة في أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي للجامعة كمراقب، حين اتمام اجراءات انشائه. كما أوصى برنامج الأمم المتحدة للبيئة بانشاء المنتدى، ودعا إلى إقامة برامج تعاون مشتركة بين الطرفين.
وكان النائب سعد الحريري قد دعا أعضاء مجلس أمناء المنتدى الى لقاء على عشاء في دارته، حضره رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، تم خلاله بحث القضايا البيئية العربية والعالمية.
وقد اختارت الهيئة التأسيسية مدينة بيروت مقراً للمنتدى العربي للبيئة والتنمية، الذي سينشأ كمنظمة إقليمية أهلية، وذلك تقديراً للدور الكبير الذي لعبه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حين تبنى فكرة إنشاء المنتدى يوم أطلقتها مجلة “البيئة والتنمية” قبل سنوات.
أهداف المنتدى
ان أهم أهداف المنتدى هي نشر التوعية البيئية عن طريق دعم دور التربية البيئية والاعلام البيئي والمنظمات غير الحكومية العاملة في مجال البيئة. وهو يعمل على جمع المهتمين بشؤون البيئة والتنمية في العالم العربي لمناقشة القضايا الاقليمية والوطنية، بهدف مواجهة تحديات البيئة والتنمية، في ضوء المتغيرات المحلية والاقليمية والعالمية. كما يسعى المنتدى إلى تشجيع المجتمعات العربية على حماية البيئة والاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية، وتحقيق التنمية المستدامة، بالتفاعل الايجابي بين المخططين وصانعي القرار ورجال الأعمال والمجتمع المدني وغيرهم من المهتمين بشؤون البيئة والتنمية.
يعمل المنتدى على تحقيق أهدافه عن طريق:
إصدار تقرير دوري عن أوضاع البيئة والموارد الطبيعية في العالم العربي، مع التركيز على تقييم مسيرة العمل لتحقيق التنمية المستدامة.
عقد اجتماعات دورية لمناقشة التقارير الدورية التي تعالج القضايا البيئية وأثرها على مسيرة التنمية المستدامة في العالم العربي، واجتماعات فرعية لبحث قضايا ذات اهتمام خاص أو تختص بمجموعات محددة من الدول العربية.
تنمية التربية البيئية منذ الطفولة وفي المراحل الدراسية المختلفة، بالتعاون مع المؤسسات التربوية، لدعم سلوك بيئي إيجابي، وبناء القدرات في مجال الحفاظ على البيئة، بالتعاون مع الجامعات ومراكز البحوث.
البيان التأسيسي
وجاء في البيان التأسيسي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية:
إن طبيعة المشكلة البيئية تتطلب تدعيم الهيئات الأهلية، وتنسيق الجهود وطنياً والتعاون اقليمياً ودولياً. من هنا برزت الحاجة الى منبر بيئي أهلي عربي مستقل يكون مؤثراً وفعّالاً في رسم السياسات والخطط لدعم التنمية المستدامة، وبلورة القضايا البيئية المشتركة في إطار علمي يساعد على وضع خطط لمواجهة تحديات المستقبل. هذا هو جوهر التعاون بين القطاع الأهلي والأجهزة البيئية الحكومية والمنظمات الدولية، بحيث يكون للمواطنين رأيهم في السياسات البيئية ويتحملون مسؤولياتهم في رعاية البيئة.
بعد سنوات من انطلاق “البيئة والتنمية” كأول مجلة عربية اقليمية مستقلة تعنى بشؤون البيئة خاصة والتنمية المستدامة عامة، أبدت مجموعة من خبراء البيئة في العالم العربي وأصدقاء المجلة رغبة في اقامة منبر أهلي عربي يحقق هذه الأهداف.
انطلاقاً من هذه الرغبة، سعت هذه المجموعة إلى إنشاء منتدى عربي للبيئة والتنمية، كهيئة بيئية اقليمية غير حكومية، تجمع المهتمين بشؤون البيئة والتنمية المستدامة في العالم العربي.
إننا نأمل قيام منتدى عربي للبيئة والتنمية، يجمع مهتمين من الدول العربية كلها، يشكل مركزاً مهماً للحوار وتبادل الخبرات والمعلومات في إطار مؤسسي. ان المشاكل البيئية المشتركة التي تتطلب التعاون الإقليمي العربي ليست بقليلة، ومنها الموارد المائية وتلوث الهواء وتدهور الأراضي وزحف الصحراء وتلوث البحار الاقليمية ونقص انتاجيتها. وأملنا أيضاً أن ينجح هذا المنتدى في تشجيع رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية العربية للتعاون في تحقيق سوق مشتركة للمنتجات الصديقة للبيئة، وتوحيد المقاييس البيئية، بهدف أن تحتل المجموعة العربية مركزاً لائقاً في السوق العالمية الجديدة. وفي هذا الاطار يشجع المنتدى على اقامة صلات تعاون بيئي بين غرف التجارة والصناعة العربية، وبين مؤسسات البحث العلمي والتعليم في العالم العربي لتطوير برامج وبحوث بيئية مشتركة. وسوف يسعى المنتدى الى تشجيع الحكومات على وضع وتطوير التشريعات البيئية التي تتماشى مع طبيعة المشكلات والتطورات في عالمنا العربي المعاصر، مع التأكيد على التنفيذ الفاعل لهذه التشريعات.
تاريخ المادة:- 2006-06-23