الذكرى الأولى لافتتاح للمتحف الجامعي للنيازك

آفاق بيئية : محمد التفراوتي 

مرت سنة كاملة على افتتاح المتحف الجامعي للنيازك بأكادير، سنة كانت مليئة بالنجاحات على مستويات عدة، جعلت أعضاء الجمعية المسيرة للمتحف (جمعية المتحف الجامعي للنيازك) فخورين بحصيلتها وبأثر هذه المنشأة على زواره سواء بالنسبة للزيارات المؤطرة أو الزيارات الحرة. فخلال حضورهم في قاعة العرض بالمتحف، يكتشف ضيوفه عالما جديدا عبر عروض يلقيها متخصصون في ميدان علم الفلك والنيازك بالخصوص، وأشرطة وثائقية ذات مستوى عال صُورت بالجنوب المغربي، وهي توضح عمل المنقب عن النيازك في الميدان وفي المختبر. ولقد فاق عدد الزوار 3000 زائرا، استحسنوا بدون استثناء قاعة عرض العينات بواجهاتها العشر التي رفعت من قيمة أكثر من 100 قطعة معروضة تمثل نيازك مغربية وأخرى دولية، إضافة إلى ما يناهز 50 أمباكتيت impactites (“تكتيتات” tectites وزجاج ليبيverre lybique و”بريشات الإصطدام”Brèches d’impact  ومخاريط مخدوشةchatter cônes …) ومُعدات يستعملها الباحث عن هذه الأحجار الفضائية. ومنذ افتتاحه سجلنا انجذاب الزوار إلى مختلف الواجهات خصوصا تلك التي تعرض مواصفات الحجر النيزكي، كما لفت انتباهنا الاهتمام الكبير الذي يوليه الزائر لبعض عينات النيازك كنيزك تيسينت الذي سقط يوم 18 يوليوز سنة 2011 بمنطقة طاطا، وعينة من النيزك الروسي الذي سقط بمنطقة Tcheliabinsk سنة 2013، وقطع كويكب فيستا التي يبلغ عمرها 4.5 مليار سنة ونيازك أخرى قمرية ومريخية. ناهيك عن أخذ الزائر لصورة وهو يلمس نيزكا وُضع في واجهة خاصة لهذا الغرض.

ويعتبر هذا العدد المهم من الزوار خلال السنة الأولى نجاحا مهما للمتحف، كما أنه ينضاف إلى نجاح حفل افتتاحه يوم 12 فبراير 2016 الذي خلف صدى كبيرا، حيث حضر الحفل الوزير المنتدب لدى وزير التجارة والصناعة والاستثمارمامون بوهدهود، ووالي جهة سوس ماسة وعامل عمالة أكادير إدأوتنان زينب العدوي، ورئيس المجلس الجهوي لسوس ماسة ابراهيم حافظي، ورئيس جامعة ابن زهر عمر حلي، وتلة من المنتخبين وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية.

إضافة إلى ذلك وعلى هامش الزيارات، تم تنظيم عروض نشطها أساتذة باحثون من داخل وخارج المغرب، وأمسيات ملاحظة للسماء بواسطة تيليسكوب احترافي، إضافة إلى حصص مجانية لإجراء الخبرة على عينات صخرية يأتي بها منقبون وهواة جمع النيازك.

إن هذا العام الأول بمثابة بداية موفقة ومحفزة لمشوار تحقيق أهداف إنشاء هذا المتحف. وقد ساهمفي نجاح أنشطة المتحف، موقعه بالمركب الجامعي ابن زهر الذي يوفر فضاء ملائما لاستقبال جمهور متنوع يمثل جله فئة الطلبة والتلاميذ وكذا جمعيات هواة ومتخصصين في ميدان علم الفلك، وباحثين ورحل يأتون من بقاع مختلفة من المغرب ومن خارجه رغبة في اكتشاف المجموعة النيزكية المعروضة، ومن تم فهم ظاهرة النيازك عبر التعرف على أصلها وكيفية تمييزها عن الحجر الأرضي، وكيفية تصنيفها.

ولا يفوت أعضاء جمعية المتحف الجامعي للنيازك تقديم الشكر الخالص إلى مجموعة كبيرة من أساتذة وطلبة جامعة ابن زهر، والجمهور الذي تفضل بزيارة المتحف والشركاء، وأيضا إلى القسم التقني للمركب الجامعي على دعمهم ومساهمتهم في البداية الموفقة لهذه المنشأة التي تعتبر الأولى من نوعها على الصعيدين العربي والأفريقي.