“صوان” يزور سماء أكادير: الباحث إبراهيم جبيل يوثق مذنبا بلا ذيل في لحظة نادرة

محمد التفراوتيمنذ ساعتينآخر تحديث :
“صوان” يزور سماء أكادير: الباحث إبراهيم جبيل يوثق مذنبا بلا ذيل في لحظة نادرة
آفاق بيئية: محمد التفراوتي 
 من سماء أكادير: الباحث إبراهيم جبيل يوثق ظهور المذنب “صوان” C/2025 R2 في لقطة فلكية نادرة

في ليلة هادئة من ليالي أكتوبر، وبين نجوم تتلألأ فوق مدينة أكادير، نجح الباحث المغربي إبراهيم جبيل في التقاط صورة نادرة للمذنب C/2025 R2 المعروف باسم “صوان”، وذلك يوم 25 أكتوبر 2025 في تمام الساعة 21:44. الصورة، التي التقطت بكاميرا رقمية غير احترافية وعدسة 200 ملم، تعد من أوائل الصور المنشورة لهذا المذنب من المغرب، وربما الوحيدة من مدينة أكادير.

مذنب بلا ذيل… ولكن بكثير من الدهشة

على خلاف ما اعتاده هواة الفلك من رؤية ذيل المذنبات، جاءت صورة “صوان” بدون ذلك الذيل المميز. السبب يعود إلى البعد السحيق للمذنب عن الأرض في تلك اللحظة، ما جعل ذيله غير مرئي حتى بعد معالجة أكثر من 231 صورة التقطت خلال الرصد. هذا الغياب أثار تساؤلات الباحث في البداية، قبل أن يطلع على قناة Tsul’a Bigue Aventures، حيث أكدت متخصصة أمريكية أن المذنب سيبدو شبيها بالتجمعات النجمية الكروية، وتحديدا M13 (NGC 6205) في كوكبة الجاثي (Hercules).

من الشك إلى اليقين

في تصريح مثير لهواة الفلك، كشف إبراهيم جبيل لمنصة “آفاق بيئية” عن تفاصيل تجربته قائلا:
“الحقيقة أنني أول مرة أرى هذا الشكل للمذنب. في البداية لم أصدق، قلت ربما شيء آخر…”

لكن بعد مشاهدته لفيديو نشرته قناة Tsul’a Bigue Aventures الأمريكية، تيقن من أن ما صوره هو بالفعل المذنب صوان. الفيديو، الذي يحمل عنوان Chasing Comets: My Night with Comet Lemmon and SWAN، يعرض بين الدقيقة 7:18 و7:23 وصفا دقيقا للمذنب كما يظهر في السماء، ويشرح كيف يمكن تصويره باستخدام معدات بسيطة.

ما الذي كشفه الفيديو؟

أكدت صاحبة القناة أن المذنب سيرصد بدون ذيل بسبب ابتعاده الكبير عن الأرض في تلك الفترة. وأوضحت أنه سيكون شبيها بالتجمع النجمي الكروي (M13 NGC 6205)، وهو ما لاحظه جبيل بالفعل في صورته. و عرضت طريقة تصوير المذنب باستخدام تلسكوب صغير وعدسة هاتف، مما عزز ثقة جبيل بأن ما رصده هو فعلا C/2025 R2.

أهمية هذا التوثيق

ما قام به إبراهيم جبيل يعد رصدا بصريا وتجربة علمية وتوثيقية نادرة، خاصة أن المذنب لم يكن مرئيا بوضوح في معظم مناطق المغرب، ولم ينشر له سوى عدد محدود من الصور. اعتماده على مصادر علمية دولية لتأكيد الرصد يظهر وعيا فلكيا متقدما، ويشجع الهواة على التحقق من مشاهداتهم عبر المقارنة والتحليل.

تفاصيل الصورة:
– الموقع: مدينة أكادير، المملكة المغربية
– التاريخ والوقت: 25 أكتوبر 2025، الساعة 21:44
– زاوية الارتفاع: 45 درجة فوق الأفق
– عدد الصور الملتقطة: 231 صورة
– العدسة المستخدمة: 200 ملم
– النجوم المرجعية: نجم الطير (Altair) في كوكبة النسر (Aquila) يظهر في الزاوية العليا اليمنى من الصورة

حين يتحدث الشغف بلغة النجوم

ما يجعل هذه الصورة مميزة هو ندرة المذنب،  و الطريقة التي تم بها توثيقه. فباستخدام معدات بسيطة، استطاع إبراهيم جبيل أن يفتح نافذة على حدث فلكي عالمي، ويثبت أن الرصد الفلكي ليس حكرا على المختبرات والمراصد الكبرى، بل هو متاح لكل من يحمل شغفا بالسماء.

دعوة للتأمل
في زمن تتسارع فيه التكنولوجيا، تأتي هذه الصورة لتذكرنا بجمال الكون وبعظمة الخالق سبحانه وتعالى. إنها لحظة تأمل في كون مترامي الأطراف، تجسد كيف يمكن للعلم والشغف أن يلتقيا في نقطة ضوء بعيدة، ترصد من فوق سطح الأرض.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!