آفاق بيئية: د احمد زكى ابو كنيز*
يحتفل العالم اليوم السابع عشر من يوليو باليوم العالمى لمكافحة التصحر, وهو احد الايام التى تحتفى بها الامم المتحدة دوليا وتدعو شعوب و دول العالم للاحتفاء بها و ذلك لتعزيز الوعى الجمعى بمشاكل الجفاف و التصحر باعتبارهما تحديات بيئية هامة تواجه الكوكب, و بهدف حماية الاراضى الزراعية على المستوى العالمى من الارتداد الى عدم الانتاج بالتقليل من عمليات تجريف او انجراف الاراضى الزراعية و حمايتها من الاثار السلبية للتغيرات المناخية مع السعى لتنشيط ادوار التنمية المستدامة و الحفاظ على الانظمة البيئية الزراعية. و تم تحديد هذا اليوم بالذات لهذه المناسبة كونه ذكرى توقيع اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر و التى تم توقيعها فى باريس عام 1994 و دخلت حيز التنفيذ فى ديسمبر 1996 , و تشير الاتفاقية باهمية التوعية باهمية التسارع الى تنفيذ انشطة للتخفيف من اثار الجفاف ومعالجة اسبابه, على ان يتم العمل بالتعاون ما بين الحكومات و الجهات ذات الصلة والتأثير الدولى فى هذا الخصوص. على ان يتم ذلك التعاون طبقا لاسترتيجيات بعيدة المدى على المستويين المحلى و الدولى للتأكد من ادراك سبل ووسائل تقليل تأثير الجفاف و التصحر باستخدام افضل الوسائل بيئيا و اقتصاديا و اجتماعيا. وقبل الاسترسال فى هذا الموضوع يتوجب علينا ان نعرف المقصود بالتصحر, فاللتوضيح نقول ان التصحر يقصد به تحول الاراضى المنتجة الى اراضى غير منتجة . هذا و قد عرفته اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة التصحر المشار اليها فى صدر هذا المقال بأنه عملية تردى الاراضى فى المناطق الجافه و شبه الجافة و الجافه شبه الرطبة و الناتج من عوامل متعددة تتضمن الاختلالات المناخيةو الانشطة البشرية,, و ما من شك ان التصحر و الجفاف يشكلان معا اكبر التهديدات الانية للتنمية المستدامه حول العالم , و يتوقع العلماء انه و بحلول عام 2050 سيقع ثلاثة ارباع سكان الكرة الارضية تحت تأثير محتمل للجفاف اذا لم نبذل جهودا كافية لعلاج الامر, و يتاتى هذا التوقع بسبب حدوث زيادة فى حالات الجفاف و فتراتها بنسبة تقارب ال 30% عنها قبل عقدين من الزمان, فقد ذكرت المنظمة الدولية للارصاد الجويه فى تقريرها الصادر عام 2021 ان هناك 2.3 مليار شخص واجهوا مصاعب الجفاف و الاجهاد المائى. فى حين كشفت الامم المتحدة عن ان اكثر من خمسين مليون شخص حول العالم سيتشردون جراء تفاقم ظاهرة التصحر مع نهاية العقد الحالى وذلك فى حالة استمرار تدهور الاراضى بالوتيرة الحالية التى تزداد حوالى عشرين الى ثلاثين ضعف عن ما قبل الثورة الصناعية. وان هذا الامر يؤدى الى ان العالم يفقد بسبب معدلات التصحر المتفاقمة حوالى 24 مليون فدان من الاراضى الزراعية سنوياً. ويحدث التصحر نتيجة واحد من المسببات الاتية: