دور وسائل الإعلام في نشر الثقافة البيئية

محمد التفراوتي29 ديسمبر 2006آخر تحديث :
دور وسائل الإعلام في نشر الثقافة البيئية

آفاق بيئية : القاهرة – محمد التفراوتي

الملتقى الإعلامي العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة

من أجل تشخيص واقع تناول قضايا البيئة والتنمية المستدامة في وسائل الإعلام ومدى تأثير ذلك على تغيير مفاهيم وسلوكيات المواطن العربي لتكون إيجابية تجاه الحفاظ على البيئة وترشيد استخدام الموارد ، وبغية بحث انجح السبل بما في ذلك بناء الشراكات لتوظيف الإعلام في خدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة ثم تعزيز قدرات الإعلاميين البيئيين لإيجاد إعلام بيئي أكثر تخصصاً وقدر ة على إثارة وتبنى قضايا البيئة والتنمية المستدامة التي تمس المصالح العربية ، نظمت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية تحت رعاية الأمير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز رئيس المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العرب المسؤولين عن البيئة وبمشاركة المركز العربي للثقافة والإعلام و برنامج الأمم المتحدة للبيئة واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ،الملتقى الإعلامي العربي الأول للبيئة والتنمية المستدامة الذي انعقد بالقاهرة الأسبوع الماضي وامتد لمدة ثلاث أيام ووفق تسع جلسات نقاشية وعروض تقنية .

استهل الناشر ورئيس تحرير مجلة “البيئة والتنمية” الأستاذ نجيب صعب سلسلة عروض الجلسات حول واقع تناول قضايا البيئة والتنمية المستدامة في الإعلام العربي بدراسة حول واقع تناول قضايا البيئة والتنمية المستدامة في الصحافة العربية ليبرز بداية السياق التاريخي للإعلام البيئي العربي منذ ما ير اوح العقدين حيث أكد على تطور الإعلام العصري كإعلام معلومات وتحليل، وليس إعلام مواعظ وافتراضات عبثية .

وأفاد ، في نفس السياق ، الأستاذ صعب ،في موضوع البيئة تحديداً، أنه تم تجاوز مرحلة إقناع الناس بأهمية الحفاظ على البيئة سليمة، إلى مرحلة تحديد الأساليب الناجعة لتحقيق هذا الهدف النبيل الذي أصبح مقبولاً. وهذا يعني معاملة البيئة إعلامياً كقضية وليس كأخبار في صفحات النشاطات الاجتماعية أو إشاعات في صحف الإثارة. أما إعادة تدوير الأخبار بلا معلومات جديدة وبلا تحليل موضوعي موثّق، يجعل الإعلام اجتراراً ويفقده صدقيته، ناهيك ، يضيف الأستاذ صعب ،عمّا في هذه الممارسة من استهتار بالجمهور واستخفاف بقدراته ومداركه. والجمهور لا يستمع إلى من يتعامل معه بخفة.

و أوضح كذلك رئيس تحرير مجلة البيئة والتنمية أن ورود كلمة ” بيئة ” تزايد آلاف المرات في وسائل الإعلام العربية خلال السنوات العشر الأخيرة ، إلا أن طريقة التصدي لهذا الموضوع بقيت في معظم الحالات مرتبطة بالخبر وردود الفعل الآنية على تطورات دولية وكوارث. وقد ساهمت المؤتمرات الدولية الكبرى حول البيئة والتنمية، منذ قمة الأرض عام 1992 ومشاركة الدول العربية فيها وتوقيعها على معظم المعاهدات البيئية الدولية التي تمخضت عنها، بتوسع وسائل الإعلام العربية في الكلام عن الموضوع. ولكن هذا انحصر غالباً بصيغة نقل الخبر عن الوكالات الأجنبية، أو بالبيانات عن مشاركة الوفود الرسمية.

واستعرض الأستاذ صعب وضع الإعلام البيئي في الصحافة العربية المكتوبة، مع إشارات إلى البرامج المخصصة للبيئة في الإذاعة والتلفزيون، وذلك على المستوى الوطني في الدول العربية. مع تناول موضوعي للمقاربة الإعلامية لمواضيع البيئة في 15 بلداً أمكن فيها رصد متابعات إعلامية بيئية على مستوى الصحافة المنتشرة في الأسواق، مشيرا في لمحة سريعة إلى تناول البيئة في المطبوعات الدورية المحدودة الانتشار وفي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة. كما تناول الأستاذ صعب دراسته العلمية والميدانية ، معززة بمعطيات علمية وأرقام تقنية ، البيئة في الإعلام الإقليمي والبيئة العربية على الإنترنت ثم الإعلام البيئي والسياسة البيئية فضلا عن مواقع بيئية مختارة على الإنترنت و نماذج من غلافات وصفحات من الصحافة العربية المعنية بالبيئة.

ومن جهته أثار الخبير الإعلامي الأستاذ محمد عبد الكافي واقع تناول قضايا البيئة والتنمية المستدامة في الإعلام المرئي والمسموع محور التنمية المستدامة واستيعاب روح العصر و واقع الإعلام البيئي في الوسائل المرئية والمسموعة العربية و تعزيز دور وسائل الإعلام في نشر الثقافة البيئية وتعميمها ثم أولويات العمل لإيقاظ الحس البيئي والتناغم مع المبادرة العربية للتنمية المستدامة.

وقارب الوكيل المساعد لشؤون البيئة بالرئاسة العامة للأرصاد الجوية والبيئة الدكتور احمد بن عبد الله عاشور محور “تسييس البيئة” ودعا بالمناسبة إلى مجموعة من التوصيات من قبيل تنمية الوعي البيئي لدى كافة العناصر الأمنية وتنظيم جميع مجالات التعامل الدولي وسيادة علاقات حسن الجوار بين جميع الدول والابتعاد عن الحلول العسكرية والسيطرة والتسلط والتميز و إقامة تعاون بيئي بين دول العالم ثم مد جسور الشراكة مع القطاع الخاص بمختلف فئاته الإنتاجية وضرورة ان تستبق الدولة وقوع الاضرار من خلال التخطيط فتوفرعلى الشعب مبالغ طائلة تنفقها على العلاج.

كما تقدم الأستاذ نايف شلهوب مدير إدارة التوعية والبيئة بورقة عمل حول الإعلام البيئي والتوعية في حين استعرضت الأستاذة رندة فؤاد الأمين العام للمنتدى العربي الإعلامي للبيئة والتنمية موضوع الإعلام التنموي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة

أما الجلسة الثانية فاشتملت على عروض لامست مختلف المحاور المرتبطة بالمستجدات في قضايا البيئة والتنمية المستدامة، إذ تعرض المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة من خلال الدكتور عبد الله الدروبي لموضوع التصحر والجفاف في حين تناول الأستاذ صلاح عرفة، تجربة جمعية البسايسة كمنظمة غير حكومية.

وتناول الأستاذ الفلكي حسن من المملكة المغربية والدكتور مصطفى فودة رئيس قطاع حماية الطبيعة جهاز شؤون البيئة بمصر جانب التنوع البيولوجي والسلامة الإحيائية .

فيما تطرق الدكتور محمد عيسى مجدلاوي عن المنظمة العربية للتنمية الزراعية لفصل آخر من الجلسة عن المياه .

كما قدمت عروض أخرى تناولت تباعا موضوع البيئة البحرية والسياحة والبيئة والتلوث والإنتاج الأنظف. وناقش الملتقى كذلك التشريعات البيئية للمستشار محمد عبد العزيز الجندي واستخدامات الطاقة البديلة في المناطق النائية للدكتورة الهام محمود والطاقة للدكتور مختار اللبابيدي من منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول.

وفي محور آخر قارب الملتقى دور المرأة والشباب في خدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة للدكتورة سامية جلال خبير الأمانة الفنية لمجلس الوزراء العرب والدكتور مجدي علام رئيس الاتحاد العربي للشباب والبيئة، أما عرض التجربة الكشفية في مجال البيئة فتناوله الدكتور زهير غنيم الآمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم و الأمين المساعد للمنظمة الكشفية العربية الأستاذ فتحي فرغلي.

و استعرض كل من الأساتذة محمد محمود عن الشبكة العربية للبيئة والتنمية والأستاذ عبد الله المشعان عن الشبكة الخليجية للجمعيات البيئية الأهلية والمهندس خالد الهجري عن الهيئة الملكية للجبيل وينبع موضوع المخلفات الصلبة .

في حين تناول الدكتور طارق عيد موضوع النفايات الصلبة والمواد والنفايات الخطرة بمشاركة الأستاذ ناصر الحربي من شركة ارامكو بالمملكة العربية السعودية.

بالإضافة إلى موضوع تغير المناخ وتأثير الإشعاع الشمسي على التغير المناخي وتكنولوجيا المعلومات في مجال البيئة والتنمية المستدامة و بناء قدرات الإعلاميين العرب في استدامة البيئية .

وناقش الملتقى كذلك دور المرأة والشباب في خدمة هذه القضايا وقدم ياسر فتحي الخولي عن قناة بيئتي رؤية القناة لتطوير إعلام بيئي فعال.

وخلص الملتقى الإعلامي العربي الأول للبيئة والتنمية إلى توصيات دعت إلى إنشاء شبكة للمعلومات البيئية على مستوى العالم العربي مع تفعيل عمليات عقد الدورات البيئية الخاصة بالإعلاميين لتعزيز قدراتهم في مجالات البيئة المختلفة.

وأوصى الملتقى إلى إبراز دور الإعلام البيئي لاعداد برامج لتوعية الحجاج والمعتمرين و إعداد دليل خاص بالقضايا الإعلامية البيئية واستخدام مصطلحات البيئة العربية التي تعبر عن واقع البيئة العربية ووضع خطة إعلامية بيئية يتم تنفيذها من خلال الإذاعة والتلفزيون.

ودعا الملتقى كذلك إلى تضمين المفاهيم البيئية في المناهج الدراسية في الوطن العربي والاهتمام بموضوعات البيئة في مناهج رياض الأطفال و إعداد موسوعة تعزز استخدام الوسائل التعليمية وأفلام تتناول قضايا البيئة العربية.

وتسائل الأستاذ عبد الله خشرمي في الجلسة الختامية عبر مداخلته “ماذا بعد بناء الشراكات مع الإعلام لخدمة قضايا البيئة والتنمية المستدامة “،عن متطلبات الشريك البيئي ومتطلبات الرسائل التوعوية والثقافية الجاهزة للتناول الاحترافي من قبل مختلف أجهزة الإعلام العربية المتخصصة والعامة ليؤكد أخيرا على دور الإعلام العربي في تحقيق الشراكة الاستراتيجية المأمولة .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!