الاتحاد من أجل المتوسط بمناسبة اليوم العالمي للمياه
اليوم العالمي للمياه تحت شعار “مياه الصرف”، 22 مارس 2017
السواحل الجنوبية لبحر المتوسط من أكثر مناطق العالم شُحاً في المياه. فهناك أكثر من 180 مليون نسمة في المنطقة يعانون من الفقر المائي، و60 مليون آخرين يواجهون الإجهاد المائي.
وتبشر إعادة استخدام مياه الصرف بإمكانيات عظيمة في منطقة البحر المتوسط، إذْ لا يعاد حالياً تدوير سوى 1% منها. وقد اعتمدت الدول أعضاء الاتحاد من أجل المتوسط حتى الآن ثمانية مشاريع في مجال المياه والبيئة تمثل استثمارات تبلغ نحو 430 مليون يورو من أجل المنطقة. وتهدف هذه المشاريع إلى توفير إمكانية الحصول على المياه، وتساهم في إزالة التلوث من البحر الأبيض المتوسط مع الوقاية من مصادر التلوث الجديدة، وتعزز قدرات المجتمع المدني والمهنيين المتخصصين في مجال المياه، وتحقق تبادل المعرفة بشأن القضايا المائية.
آفاق بيئية : برشلونة
تعتبر منطقة البحر المتوسط من مناطق العالم الأشد عرضة لتغير المناخ ومن المناطق الأشد تأثراً بالطلب البشريّ على المياه، حيث يوجد أكثر من 180 مليون نسمة يعانون من الفقر المائي فضلاً عن 60 مليون آخرين يواجهون إجهاداً مائياً بدرجة ما. وتسلط هذه الأرقام الضوء على حجم التحدي الذي تواجهه بلدان المنطقة. وبمناسبة اليوم العالمي للمياه، تؤكد الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط على ضرورة مواصلة تعزيز التعاون الإقليمي للتصدي بنجاح لهذه القضية المثيرة لقلق متزايد . فمن خلال تشجيع العمل التعاوني في وضع أجندة مائية محتملة للاتحاد من أجل المتوسط، والعمل كمنصة للتعاون والحوار عبر مجموعة خبراء المياه التابعة للاتحاد من أجل المتوسط، فضلاً عن دفع عجلة تنفيذ عدد من المشاريع المعتمدة من الاتحاد في قطاع المياه، تفي الأمانة العامة باختصاصها التأسيسي المتمثل في جعل المياه من القطاعات ذات الأولوية.
وتماشيا مع المحور الأساسي لهذا العام و الذي هو مياه الصرف، حان الوقت لكي نتذكر أن العديد من هذه التحديات يرتبط ارتباطاً مباشراً باستنزاف موارد المياه وإدارة مياه الصرف الحضرية في منطقة تضاعف سكانها ثلاثة أضعاف في غضون نصف قرن من الزمان. ويساعد الاتحاد من أجل المتوسط على التصدي لهذا التحدي بالترويج لأجندة مجدَّدة للتنمية الحضرية تلعب فيها هذه القضايا دوراً محورياً.
وفي ظل هذه المعطيات، تُعتبر إعادة استعمال المياه وموارد المياه غير التقليدية وسيلة واعدة للغاية لمكافحة شح المياه، آخذين بعين الاعتبار أن هناك بالفعل بلداناً في المنطقة تقترب من استغلال موارد المياه العذبة الطبيعية المتجددة بنسبة 100% وفقاً لـ مؤشر استغلال المياه التابع للوكالة الأوروبية للبيئة، وأن الأرقام الحالية الخاصة بإعادة استعمال مياه الصرف في منطقة البحر المتوسط تُظهر وجود آفاق كبيرة لتوسيع هذا الاستعمال.
ويجسّد الاتحاد من أجل المتوسط روح التعاون والشراكة الإقليميين وقيمتهما المضافة، و يعمل حالياً على 21 مبادرة للتنمية المستدامة، تتعلق ثمانٍ منها تحديداً بالمياه. ومن أبرز الأمثلة على هذه المشاريع ما يلي:
– البرنامج المتكامل لحماية بحيرة بنزرت من التلوث، الذي دُشّن في تونس في نوفمبر 2016، ويساعد حالياً على تحسين الأوضاع البيئية والاجتماعية الاقتصادية لأكثر من 400 ألف نسمة. ينفَّذ هذا المشروع باستثمار مقداره 90 مليون يورو مقدم من المصرف الأوروبي للاستثمار والمصرف الأوروبي للإنشاء والتعمير والاتحاد الأوروبي والحكومة التونسية، وهو مدمج في مبادرة أفق 2020 الأورومتوسطية لإزالة التلوث من البحر الأبيض المتوسط، ويُتوقع أن يستمر حتى عام 2022.
– مشروع منشأة تحلية المياه لقطاع غزة، الذي سيساعد على توفير مياه الشرب لأكثر من 1.8 مليون فلسطيني، وبالتالي يقدم حلاً مستداماً لنقص المياه المزمن وطويل الأمد في قطاع غزة. وقد استُكملت دراسات الجدوى الفنية والدراسات المالية اللازمة للمشروع، وتعمل الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط عن كثب مع الحكومة الفلسطينية للمساعدة على ضمان إشراك عدد من المؤسسات المالية الدولية والمنظمات الدولية لتنفيذ المشروع كي يصير واقعاً ملموساً على الأرض.
واتساقاً مع خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، تشارك الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط في الاحتفال باليوم العالمي للمياه، وتهنئ جميع أصحاب المصلحة والشركاء حول البحر المتوسط على جهودهم في سبيل ضمان إمكانية حصول الجميع على المياه، والاستخدام الأمثل للموارد، والاقتصادات الأكثر استدامة. وتشجع أيضاً تعزيز أوجه التآزر والمبادرات التعاونية بغية الترويج لمشاريع أكثر نجاحاً تغيّر حياة الآلاف كل سنة.
يشار أن الاتحاد من أجل المتوسط يعد هيئة حكومية أورومتوسطية تضم في عضويتها 28 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي و15 بلداً من جنوب وشرق المتوسط. وهو بمثابة منبر لتعزيز التعاون والحوار الإقليميين وتنفيذ مشاريع ومبادرات محددة ذات أثر ملموس على المواطنين، مع التركيز على الشباب، بهدف التعاطي مع الأهداف الاستراتيجية الثلاثة: الاستقرار، التنمية البشرية والتكامل.كما أن الأمانة العامة للاتحاد من أجل المتوسط هي منصة لتفعيل القرارات التي تتخذها الدول الأعضاء وتنفيذ مشاريع إقليمية استراتيجية من خلال آلية محددة تعتمد على شبكات حيوية متعددة الشراكات وتبادل أفضل الممارسات والمناهج المستحدثة: أكثر من 45 مشروع إقليمي معتمد بقيمة تتجاوز 5 مليارات يورو، وبخاصة في مجالات النمو المستدام والشامل وصلاحية الشباب للتوظيف وتمكين المرأة وتعزيز قدرة الطلاب على التنقل بالإضافة إلى التنمية الحضرية المتكاملة والنشاط المعني بالمناخ.