الأمانة العامة لإتفاقية الأنواع المهاجرة تعقد دورتها الثالثة بالمغرب

محمد التفراوتي16 مارس 2023Last Update :
الأمانة العامة لإتفاقية الأنواع المهاجرة تعقد دورتها الثالثة بالمغرب

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

شهدت مدينة أكادير انعقاد الدورة الثالثة للملتقى الإقليمي، الرفيع المستوى، المتعلق بالمحافظة على حيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير وصونها ، بأڭادير من 14 إلى 16 مارس 2023.

ونظم الملتقى من قبل الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة حول المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات المتوحشة (CMS).

وأفاد السيد عبد الرحيم هومي مدير عام والمدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات أن الحفاظ على الحيوانات الضخمة في الساحل والصحراء واستعادتها من القضايا البيئية الحاسمة للحفاظ على التنوع البيولوجي في هذه المنطقة. و تشمل أنواعا شهيرة مهددة بالانقراض. وتؤكد أهمية الموضوعات التي يناقشها الملتقى على القضايا الاستراتيجية للحفاظ على الحيوانات الضخمة في الساحل والصحراء وتذكر بإصرار الحاجة إلى الحفاظ عليها. خصوصا المهددة  والمصنفة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة  IUCN)) .

وقال السيد هومي أن الحفاظ على الحيوانات الضخمة في الساحل والصحراء أمر ضروري للمحافظة على  التوازن البيئي بالمنطقة والحفاظ على التنوع البيولوجي. و يمكن أيضا الحفاظ على موطنها الطبيعي و النظم البيئية التي تدعمها ، والتي يمكن أن يكون لها آثار مفيدة على المجتمعات المحلية التي تعتمد على هذه الموارد الطبيعية. ومع ذلك ، فإن الحفاظ على هذه الحيوانات الضخمة واستعادتها يواجه العديد من التحديات من قبيل الصيد الجائر وفقدان الموائل بسبب التصحر وتغير المناخ والصراع والفقر.

وشكل الملتقى فرصة لمناقشة وتقييم مختلف الأعمال الجارية في بلدان المنطقة. والوقوف على التجارب والخبرات المختلفة ، في أفق استخلاص أفضل النماذج ولتحديد الطرق والوسائل اللازمة للحفاظ على هذه الأنواع. ومكن الملتقى  الإقليمي  الثالث من مناقشة واعتماد خطة العمل للمحافظة على الحيوانات الضخمة في الساحل والصحراء، للتذكير بأهمية تنوع الحياة البرية المحلية للحفاظ على  التوازن البيولوجي للنظم البيئية.

وتعتبر منطقة الساحل والصحراء هي واحدة من أكثر المناطق جفافا والأكثر تتأثر بظاهرة تآكل التنوع البيولوجي حيث تتعدد الأنواع  من الظباء إما منقرضة أو لها وضع عالمي محفوف بالمخاطر .

وتظل اتفاقية حفظ الأنواع المهاجرة ، على الصعيد العالمي ، الأداة الوحيدة المخصصة للحفاظ على هذا المكون المهم للتنوع البيولوجي. وتعد هذه الاتفاقية ، باعتبارها صك قانوني دولي مهم لحماية الأنواع المهاجرة بما في ذلك الحيوانات الضخمة في الساحل والصحراء، كما أنها اتفاق حكومي دولي ، وأداة قيمة للمساعدة في حماية هذه الأنواع المهاجرة من خلال توفير إطار قانوني للحفظ واستعادة موائلها وتعزيز التعاون الدولي بين دول المنطقة. وهذا يتطلب تعاونا دوليا وتنسيقا إقليميا لتنفيذ تدابير الحفظ والإدارة المستدامة.

وتعد الاتفاقية منتدى مهما للمناقشات و تبادل المعلومات حول أفضل الممارسات في مجال الحفظ واستعادة الحيوانات الضخمة في الساحل والصحراء والأنواع المهاجرة الأخرى في منطقة. من خلال المشاركة في الندوات الإقليمية حول حيوانات الساحل والصحراء الضخمة.

تشكل الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية بالنسبة للمغرب  جزء مهما مهم في تنوعه البيولوجي. تعد الحيوانات الضخمة في الساحل والصحراء

المكون الأساسي للنظام البيئي للمغرب الذي يتميز بالمناظر الطبيعية القاحلة وشبه قاحلة حيث توجد ثدييات كبيرة مثل الغزلان والظباء .

ويواصل المغرب بذل الجهود اللازمة للتوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية والبشرية مع الاهتمام الدائم  بالحفاظ على التنوع البيولوجي وحمايته وإعادة تأهيل التوازنات البيئية المناطق الطبيعية بما يتماشى مع توصيات الاتفاقيات دولية.

و أنشأت الحكومة المغربية العديد من المناطق المحمية للحفاظ على التنوع البيولوجي وخاصة منتزه سوس ماسة الوطني ومنتزه توبقال الوطني ومنتزه الوطني منتزه تلاسمطان ومنتزه الوطني خنيفيس. وتوفر هذه المناطق المحمية ملاذا للحيوانات الضخمة في الساحل والصحراء وتسمح بذلك الحفاظ على الموائل الطبيعية لهذه الأنواع.

وتدارس المشاركون خطة عمل للمحافظة على حيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير ومستوطناتها، وفقا لما قرره المؤتمر الثالث عشر للدول الأطراف لهذه الاتفاقية (COP13 ) ، في أفق تقديم الخطة المعتدة والمتفق عليها هذه خلال الدورة الرابعة عشر لمؤتمر الدور الأطراف، المزمع تنظيمها  بأوزبكستان من 23 إلى 28 أكتوبر 2023.

ووقعت بالمناسبة اتفاقا لتعزيز التعاون الثنائي المغرب والنيجر في مجالات رئيسية متعددة تهم الحفاظ على التنوع البيولوجي، والتدبير المستدام للاحياء البرية والمائية في المياه العذبة، وتنمية الغابات، ومكافحة التصحر. وتنشد الاتفاقية العمل المشترك لحماية بيئة وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

ويتوفر المغرب على عدة مناطق محمية ومتنزهات وطنية تعد ملاذا لحيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير وتساعد في المحافظة على المستوطنات الطبيعية لهذه الأنواع. ويسعى المغرب إلى تنفيذ العديد من الإجراءات لحماية الأنواع المهددة بالانقراض في سياق استراتيجية غابات المغرب 2020- 2030 .

ويضم المغرب ستة أنواع من بين الأنواع الثمانية المستهدفة من قبل العمل المنس والمدرجة في ا لاتفاقية CMS والخاصة بحيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير، ويتعلق الامر بالمها، والمها الحسامي وغزال آدم وغزال أغيس وغزال مهر والأروية.

وتتميز منطقة الساحل والصحراء بأوساط بيئية قاحلة فريدة من نوعها وتنوع كبير من الأنواع المتكيفة والمتوطنة. غير أن تجمعات هذه الأنواع تعرف تدهورا مستمرا بسب بعض التهديدات التي تواجهها هذه المنطقة والمتمثلة أساسا في النمو الديمغرافي السريع وتراجع مستوطنات هذه الحيوانات والموارد الطبيعية التي تتغدى عليها، وكذا التصحر والتأثيرات السلبية الأخرى للتغيرات المناخية، إلى جانب الصيد غير المشروع. وتشكل الندوة الإقليمية الثالثة اتفاقية حفظ أنواع الحيوانات البرية المهاجرة (CMS)  ، التي اختارت المغرب لانعقادها، فرصة لتقييم العمل الجاري تنفيذه والمتعلق بحيوانات الساحل والصحراء ذات الحجم الكبير، ودراسة إمكانية توسيع نطاق العمل المنسق ليشمل أنواعا أخرى، إلى جانب مناقشة مصادر التمويل المستدام من أجل تنفيذ خطة العمل.

يشار أنه سبق اعتماد خطة العمل المنسق المتعلق بحيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير للمرة الأولى خلال المؤتمر الرابع للدول الأطراف بنيروبي سنة 1994. وتقوم بلدان منطقة الساحل والصحراء، منذ ذلك التاريخ، بتعزيز جهودها للمحافظة على هذه الأنواع وصونها.

و صادق المغرب، الذي يشكل محطة هامة لتوقف العديد من أنواع الحيوانات المهاجرة وتكاثرها، على هذه الاتفاقية منذ سنة 1993.

وقد قام باتخاذ العديد من الإجراءات في إطار تطبيق أحكام هذه الاتفاقية. وتسهر الوكالة الوطنية للمياه والغابات، باعتبارها نقطة الاتصال الوطنية لهذه الاتفاقية، على أجرأتها وتنفيذها. ويتوفر المغرب حاليا على أكبر عدد من “الاروية” و”غزال أغيس” بالوسط الطبيعي، إلى جانب أكبر عدد من “غزال مهر” في شبه الأسر وكذا أكبر مخزون لحيوان المها في شبه الأسر في نطاق انتشاره. وعمل المغرب على إعادة إدخال “المها” إلى وسطه الطبيعي بمحاميد الغزلان.

وتخلل الملتقى تنظيم زيارة ميدانية لفائدة الأعضاء والضيوف المشاركين بهذا الملتقى إلى المنتزه الوطني لسوس ماسة المتواجد بين

مدينتي أكادير وتزنيت، والذي تم إحداثه سنة 1991. ويتوفر هذا المنتزه على محميتين هامتين تم إعدادهما وتجهيزهما خصيصا لتناسب وتساهم في تأقلم بعض الأنواع المهددة بالانقراض، منها ثلاثة أصناف من ذوات الحوافر، ” غزال آدم “و”المها” و”المها الحسامي” .

يشار أن الملتقى شهد مشاركة ما يقارب 70 مشاركا ينتمون لأكثر من 24 دولة، منها 16 من منطقة الساحل والصحراء، فضلا عن بعض المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المهتمة بالمحافظة على حيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير من العديد من البلدان، منها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة وسويسرا.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

Breaking News
error: Content is protected !!