التنوع البيولوجي وآليات التنفيذ بالمغرب

محمد التفراوتي10 يوليو 2017آخر تحديث :
التنوع البيولوجي وآليات التنفيذ بالمغرب

آفاق بيئية :  محمد التفراوتي

اسدل الستار الرباط عن  أشغال ورشة ” التنوع البيولوجي: آليات التنفيذ بالمغرب، ما بعد مؤتمر كوب  13″ بالتعاون مع التعاون الألماني   (GIZ) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي .

وناقش المشاركون مجال إعادة تنظيم وهيكلة اللجنة الوطنية للتنوع البيولوجي، والإجراءات التي يتعين اتخاذها لتنفيذ قرارات اتفاقية التنوع البيولوجي،  وكذا المنبر الحكومي الدولي في مجال التنوع البيولوجي ، وخدمات النظم الإيكولوجية . ثم تقييم آلية تبادل المعلومات بشأن التنوع البيولوجي ، مع عرض تخطيط الإجراءات الرئيسية لما بعد كوب 13 في اتفاقية التنوع لبيولوجي الذي سيتم تنفيذها من قبل المغرب .ثم تناول  منهجية إعداد الاستراتيجية الوطنية لتثمين الموارد الوراثية في لإطار برتوكول ناكويا.

وأفادت السيدة نزهة الوافي كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة  أن المغرب بادر إلى وضع سياسات تتوخى التوفيق التدريجي بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية والمحافظة على البيئة، الشيء الذي مكنه من الانخراط الفعلي في مسار تحقيق الاقتصاد الأخضر. وقد تم تكريس هذا التوجه باعتماد القانون الإطار للبيئة والتنمية المستدامة، الذي مكن من إرساء أسس التنمية المستدامة من خلال تضمنه بنود تقتضي ضرورة إنجاز الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وكذا تشجيع اللجوء للآليات الاقتصادية والمالية وجعلها في خدمة الحفاظ على البيئة وعلى الموارد الطبيعية.

و قامت الوزارة  بإعداد استراتيجية وطنية للتنمية المستدامة والتي تمت المصادقة عليها في المجلس الوزاري يوم 25 يونيو المنصرم. إذ تهدف هذه الاستراتيجية إلى رفع رهانات تعزيز الحكامة وتحقيق الانتقال التدريجي نحو الاقتصاد الأخضر وتحسين تدبير وتثمين الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي والتصدي للتغير المناخي والاعتناء بالمجالات الترابية الهشة.

ونظرا لما للتنوع البيولوجي من أهمية كبيرة بالنسبة للنظم الايكولوجية، وبالتالي ضمان حق الإنسان في بيئة سلمية، خاصة وأن الدراسات والإحصائيات المنجزة تشير إلى أن وثيرة تدهور التنوع البيولوجي في تزايد مستمر، فقد تم إدماج التنوع البيولوجي كرهان أساسي ضمن الرهانات السبع التي جاءت بها هذه الاستراتيجية. تضيف كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة . و يتطلب تنفيذ إجراءات المحاور الاستراتيجية المتعلق بهذا الرهان إلى حكامة وطنية تشاركية فعالة تساهم في التنسيق وتعبئة جميع الفاعلين لتنفيذ التزامات بلادنا اتجاه اتفاقية التنوع البيولوجي وبروتوكولاتها، ولاسيما بروتوكول ناكويا (Nagoya) الخاص بالحصول على الموارد الجينية والتقاسم العادل والمنصف للمنافع  الناشئة عن استخدامها.

وقالت السيدة نزهة الوافي  أن المغرب  يعتبر من ضمن الدول الأطراف الجد المتقدمة في تنفيذ مقتضياته، وذلك بفضل برنامج “الحكامة البيئية والمناخية” للتعاون الألماني (GIZ) ومشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المتعلق بإعداد إطار قانوني ومؤسساتي وطني بشأن الحصول وتقاسم منافع الموارد الجينية والمعارف التقليدية، وكذا إنجاز استراتيجية حول تثمين الموارد الجينية بالمغرب.

ومن جهتها، ذكرت السيدة ” أيشاني لابي ” الممثلة المقيمة المساعدة لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية بالمغرب بدعم الهيئة الأممية لجهود المغرب من أجل تفعيل استراتيجيته وخطط العمل الوطنية لحماية والحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر مختلف المشاريع المنجزة.

وقالت السيدة ” أيشاني لابي ” أن تحسين تدبير وتثمين الموارد الطبيعية وتعزيز الحفاظ على التنوع البيولوجي يوجد في صلب الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي تمت المصادقة عليها.

وقدم السيد  أحمد بيروك، بروفسور بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة لمحة سريعة عن الأجزاء الرئيسية للوثيقة الختامية بشأن الإجراءات الهامة التي سينفذها المغرب بعد مؤتمر الأمم المتحدة حول التنوع البيولوجي ثم تناول السيد خالد العلمي، رئيس قسم التنوع البيولوجي النتائج الرئيسية للدورة الخامسة للمنبر الحكومي الدولي في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية في حين  استعرض السيد المصطفى مدبوحي، رئيس مصلحة الحفاظ على التنوع البيولوجي  غرفة تبادل المعلومات بشأن التنوع البيولوجي   كمنصة وطنية لتتبع تنفيذ الاستراتيجية وخطة العمل الوطنية للتنوع البيولوجي. وعالج الأستاذ محمد منيوي منهجية إعداد الاستراتيجية الوطنية لتثمين الموارد الجينية في سياق تنفيذ بروتوكول ناغويا.       

وتوزع المشاركون إلى ثلاث مجموعات تدارست سبل مراجعة مهام وصلاحيات كل من اللجنة الوطنية للتنوع البيولوجي واللجنة الفرعية لتنفيذ اتفاقية التنوع البيولوجي ، واللجنة الفرعية لتنفيذ بروتوكول قرطاجنة وبروتوكول ناكويا و خلية المساعدة بشأن الحصول على المواردالجينية والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدامها وكذا اللجنة الفرعية الخاصة بالقضايا العلمية والتقنية.

ويذكر أن المغرب يضم تشكيلة غنية من عناصر التنوع البيولوجي على مستوى النباتات والحيوانات وكذا على مستوى النظم الايكولوجية، ويصنف في الرتبة الثانية على الصعيد البحر الأبيض المتوسط .ويتوفر المغرب على أكثر من 24000 نوع من الحيوانات .و ما بناهز 7000 نوع من النباتات؛ حيث يبلغ  معدل التوطن العام 11  ٪  بالنسبة للحيوانات وأكثر من 20٪ بالنسبة للنباتات .أما الحيوانات مهددة بالانقراض فناهزت 600  نوع  .  في حين قاربت  النباتات مهددة بالانقراض  170 نوع  .ويشار أن المغرب لديه 10 متنزهات وطنية : توبقال (1942)، تازكا (1950)، سوس ماسة (1991)، إيريقي (1994)،  الحسيمة (2004)، تالسمتان (2004)، إفران (2004)،  شرق الأطلس الكبير (2004)،  خنفيس (2006) وخنيفرة (2008) .

 ويحضى ب154  موقع ذات أهمية إيكولوجية وبيولوجية و التي تمثل النظم البيئية الطبيعية . و4  محميات المحيط الحيوي تتجلى في المحيط الحيوي للأركان و المحيط الحيوي لواحات جنوب المغرب و المحيط الحيوي انتركونتيننتال للبحر الأبيض المتوسط،  المحيط الحيوي للأرز . فضلا عن  24  منطقة رطبة مصنفة ضمن اتفاقية رامسار.و  9 ملايين هكتار من الغابات بما في ذلك سهوب الحلفاء مع متوسط الغطاء الغابوي حوالي 8٪ ثم  400  نوع  ذات استخدام طبي وعطري  و 800 نوعا ذات إمكانات طبية وعطرية.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!