مؤتمر المنتدى العربي للبيئة والتنمية في الجامعة الأميركية في بيروت يطلق
تقرير “التنمية المستدامة في مناخ عربي متغير”
بيروت : محمد التفراوتي
انعقد بالجامعة الأميركية في بيروت من 10 إلى 11 نوفمبر 2016 المؤتمر السنوي التاسع للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) . وكسائر دأبه أطلق المنتدى أفد تقريرا جديدا ضمن سلسلة تقارير “البيئة العربية” الوازنة تحت عنوان “التنمية المستدامة في مناخ عربي متغير” مؤكدا على ضرورة التحول إلى اقتصاد أخضر من أجل تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في المنطقة العربية بحلول سنة 2030. وأشار التقرير إلى أن هناك أكثر من 10 بلدان عربية من أصل 22 هي إما تحت الاحتلال وإما تعاني من حروب أو نزاعات، فيما عشرات ملايين الأشخاص هم لاجئون أو نازحون داخلياً، ويفتقر كثيرون إلى الحاجات والحقوق الأساسية. وحتى لو توقفت جميع النزاعات والحروب فوراً، فلن تستطيع المنطقة العربية الوفاء بموعد تحقيق هذه الأهداف باستخدام الطرق التقليدية. لذلك أوصى التقرير بمقاربة بديلة قائمة على دمج مبادئ التنمية المستدامة في مبادرات إحلال السلام وفض النزاعات وفي جهود إعادة الإعمار المرتقبة.
وأبرز نجيب صعب أمين عام المنتدى العربي للبيئة والتنمية “أفد” أهمية صدور التقرير مع انعقاد قمة المناخ في مراكش، موضحاً أن “أفد” يسعى من خلاله إلى “رسم خريطة طريق لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة في البلدان العربية، في ظل الحروب والنزاعات والأوضاع الاقتصادية الحرجة، وضرورات الالتزام باتفاقية باريس المناخية”.
وأفاد رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري ، خلال الجلسة الافتتاحية ، أن دور الجامعة هو العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. مضيفا أن “هذه الجامعة، طوال وجودها، كانت في طليعة الجهود الرامية إلى القضاء على الفقر والجوع لضمان صحة أفضل وتعزيز المساواة بين الجنسين وحماية البيئة وحتى تعزيز السلام العالمي عبر تأسيس الأمم المتحدة في العام 1945”. ذلك أن تعزيز روح المبادرة هو مجال تركز عليه الجامعة، وخصوصاً الشركات الناشئة التي تلبي احتياجات التنمية المستدامة.
وقال خوري أن قيادة الابتكار في التعليم المستدام في الدول العربية هو التحدي الذي يجب رفعه. و “إننا ننظر إلى هذا المؤتمر كخطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق هذا الهدف”.
ومن جهته تناول رئيس مجلس أمناء “أفد” الدكتور عدنان بدران التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، من حروب وأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، ستكون لها تداعيات كبرى على مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأشار إلى تركيز تقرير “أفد” على ضرورة دمج تنفيذ هذه الأهداف في الجهود المرتقبة لإعادة الإعمار. كما دعا إلى إعطاء الأولوية للمثلث العربي الأخضر المتمثل في أمن المياه وأمن الطاقة وأمن الغذاء .
وقدم أمين عام منتدى “أفد” نجيب صعب تقرير أعمال “أفد” لسنة 2016. فأكد على الدور الذي يلعبه المنتدى العربي للبيئة والتنمية في بناء السياسات والبرامج الضرورية لتحقيق تنمية مستدامة في العالم العربي استناداً إلى العلم والتوعية. وأشار إلى اعتماد مبادرات “أفد”، المتعلقة بالاقتصاد الأخضر وتنويع مصادر الدخل وإصلاح دعم أسعار الطاقة والمياه وبرامج الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وتخفيف الهدر في الغذاء، في خطط التنمية الوطنية في كثير من البلدان العربية.
ولفت صعب إلى “تزامن مؤتمر “أفد” مع الاجتماعات التحضيرية لقمة المناخ في مراكش، التي تبحث في سبل تنفيذ اتفاقية باريس التي لعب “أفد” دوراً أساسياً في التمهيد لها على مستوى المنطقة العربية”.
يشار أن الملتقى شهد تقديم كل من نجيب صعب وعدنان بدران إلى رئيس اللجنة التنفيذية لـ”أفد” الدكتور عبدالرحمن العوضي جائزة “أفد” لإنجازات العمر البيئية، لتكريسه حياته لخدمة الصحة العامة والبيئة. وكانت الجائزة منحت مرة واحدة سابقاً للعالم المصري الراحل الدكتور محمد القصاص. كما كرمت الجامعة الأميركية في بيروت العوضي الذي تخرج منها عام 1958، لإنجازاته المتميزة في الحقل العام. وقدم له رئيسها كتاباً خاصاً عن الجامعة الأميركية بمناسبة مرور 150 سنة على تأسيسها. والدكتور العوضي عضو مؤسس لـ”أفد”، وخدم بلاده الكويت لأكثر من 20 عاماً كوزير للصحة ووزير للتخطيط، وكان عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية. وهو حالياً الأمين التنفيذي للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية (روبمي).
ويذكر أن المؤتمر شهد مشاركة نحو 500 مندوب من 58 بلداً، يمثلون 160 مؤسسة من القطاعين العام والخاص والمنظمات والجامعات ومراكز الأبحاث والمجتمع المدني.