آفاق بيئية: محمد التفراوتي
شفشاون تعلن عاصمة للسينما الخضراء في ختام المهرجان الدولي لأفلام البيئة
أسدل الستار في مدينة شفشاون على الدورة الرابعة عشرة من المهرجان الدولي لأفلام البيئة حيث عاش الجمهور والضيوف أربعة أيام من المتعة البصرية والنقاشات الفكرية والفنية التي جمعت بين الإبداع السينمائي ورسائل الاستدامة. وقد توج الحفل الختامي بتوزيع الجوائز على الأفلام المتبارية التي أبانت عن حس بيئي عميق ورؤية فنية مميزة.
في مسابقة أفلام المؤسسات التعليمية ارتسمت الفرحة على وجوه تلاميذ طاطا بعدما خطف فيلم “أنقذوا الواحة” لمخرجه كمال أوسعيد الجائزة الأولى بينما حظيت ثلاثة أفلام بتنويه خاص هي “ماسة بين الحياة والموت” و”المقعد” و”ندى” في إشارة إلى تشجيع المواهب الناشئة على مواصلة مسارها الإبداعي.
أما في فئة أفلام الهواة فقد خطف فيلم “تيزي ن أوماراغ” لفاطمة الزبير وكوثر أوزكان الأضواء وحاز لقب أفضل فيلم في حين نال العمل الألماني “Monalisa une histoire climatique” للمخرجين ماتياس شفيكرت وتوبياس شافير تنويها خاصا.
وفيما يخص مسابقة الأفلام الاحترافية القصيرة انتزعت إندونيسيا الصدارة من خلال فيلم “Earth Defender” للمخرجين سيل فان دير وورد ويوريك دوزي وكينان تيغار بينما عاد التنويه لفيلم “ECO” من فرنسا للمخرجة أوبري نويمي. أما المسابقة الرسمية للأفلام الاحترافية الطويلة فقد منحت اللجنة تنويها خاصا للفيلم المغربي “The Greater Flamingo” من إخراج حسن خرفي قبل أن تسدل الجائزة الكبرى ستارها على فيلم “Wilding Retour à la Nature Sauvage” القادم من إنجلترا.
لم يقتصر المهرجان على المسابقات بل كان مناسبة للغوص في قضايا فكرية وجمالية حيث اجتمع الضيوف في ماستر كلاس دولي لمناقشة القيم الفنية والجمالية والبيئية التي حملها الوثائقي “The Blue Quest Palawan” للمخرجين كليمان بوزطال وجيروم يروس كما استضافت المدينة ندوتين دوليتين الأولى تحت عنوان “سينما البيئة بعيون نسائية” والثانية حول “الثورة الرقمية كرافعة للتربية على البيئة والتنمية المستدامة” في فضاء أقشور السياحي الذي شكل بدوره رسالة رمزية لانفتاح المهرجان على محيطه الطبيعي والثقافي.
وفي لحظة رمزية أعلن عن جعل مدينة شفشاون عاصمة للسينما الخضراء وهو الإعلان الذي لقي صدى واسعا بين المشاركين الذين أكدوا أن تراكم أربع عشرة دورة متتالية تحت إشراف جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية جعل من المهرجان فضاء جامعًا بين الفن والوعي البيئي حيث تلتقي الصورة بالإبداع لترسيخ رسالة الاستدامة وبناء جسور بين السينما والبيئة.
كما دأب المهرجان على تكريم شخصيات إعلامية وفنية بقلادة “سفير للبيئة” تقديرا لالتزامهم بالدفاع عن البيئة وحماية الموارد الطبيعية وشهد أيضا حضورا دوليا وازنا من الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا وعدد من الدول العربية والمغاربية ليواصل رسالته السنوية المتمثلة في تنظيم مهرجان “بدون بلاستيك”.
وبهذا الإعلان النوعي تترسخ مكانة شفشاون المدينة الزرقاء كفضاء يزاوج بين الهوية الجمالية والالتزام البيئي وتفتح صفحة جديدة أمام السينما البيئية كأداة للتوعية والتحسيس بقضايا التنمية المستدامة.
يشار أن المهرجان شهد مشاركة دولية مكثفة شملت دولا مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ألمانيا، إسبانيا إضافة إلى وفود من دول عربية ومغاربية، وقد نوقشت خلال التظاهرة سبل جعل السينما أداة فعالة للتوعية والتحسيس بقضايا التنمية المستدامة والحفاظ على المناطق الطبيعية والثروات المحلية.