سؤال …فى اليوم العالمي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية
آفاق بيئية: د أحمد زكى ابو كنيز*
اليوم السادس من نوفمبر هو اليوم الذى حددته الجمعية العامة للامم المتحدة بوصفه اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية, و يقصد بهذا ان تلتزم الدول او الجماعات المتحاربة بعدم استخدام البيئة فى صراعاتها مثل تلويث الانهار او آبار المياه العزبة ، وأحراق المحاصيل وقطع الغابات وتسميم التربة و ازالة الاشجار و قتل الحيوانات و اطلاق الغازات الكميائية او القنابل و الرؤوس النووية …. الخ لتحقيق المكاسب العسكرية.
و بالرغم من اننا نقيم نتائج الحروب بما تم تدميره من مدن وسبل الحياة و بعدد القتلى والجرحى بين العسكريين او المدنيين , الا اننا نغفل دائما الاثار السلبية للنزاعات العسكرية على البيئة و الموارد والثروات الطبيعية. ومع ذلك فقد وجدت دراسة اممية ان ما لا يقل عن 40 % من الصراعات الداخلية خلال العقود الستة الماضية كانت ذات تاثير سلبى على الموارد الطبيعية فى مناطق النزاع ، سواء كانت موارد ذات قيمة عالية، مثل الأخشاب و الثروة المعدنية، أو موارد محددة مثل الأراضي الخصبة والمياه. بالاضافة الى ان الدراسة توصلت الى أن فرص تأجج النزاعات تتضاعف اذا كانت مرتبطة بالموارد الطبيعية.
فيما تهتم المنظمة الدولية و اعنى بها منظمة الأمم المتحدة أهمية كبرى بضمان إدخال العمل المتعلق بالموارد الطبيعية و البيئة في خطط التنمية الشاملة لمنع وقوع النزاعات عليها و التحقق من بناء واستمرارية الهدوء و السلام ، حيث انه لن يكون هناك سلام دائم مع تدمير الموارد الطبيعية التي تدعم سبل العيش و تحافظ على النظم البيئية المختلفة على المستوى العالمى.
و بالنظر الى ما سبق و مقارنته بما يقع الان فى قطاع غزة من اعتداء همجى بربرى للكيان الصهيونى و العمل المنتظم له على تدمير النظام البيئى بها بل وتدمير الحياة و الابادة الجماعية لسكان القطاع و استخدام الاسلحة المحرمة دوليا و قطع الاشجار و تدمير المزروعات التى هى مصدر للغذاء و الكساء و الدواء لاهالى غزة, بل و قطع المياه و الكهرباء عنهم و هذا يتنافى مع الحق فى الحياة الذى ضمنه العهد الدولى للحقوق الاقتصادية و الاجتماعية للامم المتحدة. بالاضافة الى منع الاغاثة و دخول الادوية و الطعام….. الخ
و ما زاد على ذلك تصريح اليمينى المتطرف عميحاى الياهو وزير التراث فى حكومة الكيان الصهيونى المحتل بضرورة عدم تقديم اى مساعدات انسانية لقطاع غزة و استبدال ذلك بالهجوم على القطاع بالقنبلة النووية و فى هذا التصريح الخطير الغير مسئول من مسئول كبير فى النظام الصهيونى المحتل للاراضى الفلسطينيه امرين فى غاية الخطورة اولهما انه دعوة مباشرة لافساد بيئة القطاع بالكامل بل و بيئة دول الجوار .
و ثانيهما اعتراف صريح من مسئول كبير (بحجم وزير) بامتلاك الكيان الصهيونى المحتل للاراضى الفلسطينية القنبلة الذرية وبالتالى يتعين على مجلس الامن التحرك لتوقيع عقوبات على هذا الكيان الصهيونى, وحيث ان المجتمع الدولى المنافق للصهيونية العالمية لن يتحرك فعلى المجموعة العربية بالامم المتحدة تقديم شكوى ضد الكيان للتعامل معه على انه يمتلك اسلحة نووية يمكن استخدامها فى عدوانه على قطاع غزة و ما يترتب على ذلك من اضرار عظيمة على الدول المجاورة للقطاع. فهل لدى الدول العربية الارادة و القدرة على هذا العمل.
و يقناً بان الدول التى تناصر الفلسطينين و قد بدأت اعدادها فى الازدياد بعد افتضاح امر اسرائيل و اكاذيبها سواء فى امريكا الجنوبية او اوربا او افريقا و اسيا سوف تتحرك للتجاوب مع هذا التصريح المجنون لوزير متهور , فلابد ان يتم ذلك قبل فوات الاوان.
عود على بدء ففى اليوم العالمى لمنع استخدام البيئة فى الصراعات المسلحة ليستفيق العالم و يحاسب اسرائيل على اتلافها للبيئة فى قطاع غزة والاراضى الفلسطينية المحتلة بل و حسابها على جرائم الحرب التى تقترفها , و اناشد العالم والدول و الشعوب المحبة للسلام والعدل للتحرك لمنع وقوع الكارثة بكف ايدى المعتدى الكاذب الذى لا يريد ان يتوقف عن افساد كل شىء
* د أحمد زكى ابو كنيز: خبير التنمية المستدامة