آفاق بيئية : محمد التفراوتي
تجد الواحات ونظمها المختلفة اهتماما بالغا على المستوى الدولي وإقليمي والوطني. شارك المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان الدكتور إبراهيم حافيدي في قمة المناخ كوب 27 بشرم الشيخ ليتقاسم تجربة المغرب في تدبير الواحا. في عدة أنشطة من ضمنها إشكالية النظم الواحاتية بغية تقاسم تجربة المغرب في تدبير الواحات . فكان لنا معه هذا الحوار:
أجرى هذا الحوار : محمد التفراوتي
شاركتم في ندوتين حول النظم الواحاتية بقمة المناخ كوب 27 في الجناحين المغربي والاماراتي. ما هي المساعي المغربية للحفاظ على الواحات المغربية ؟
أطلقنا برنامجا خاصا في إطار “مخطط المغرب الأخضر” في سنة 2008 بهدف زراعة 3 ملايين شجرة خلال العقد 2010-2020. وأطلقت الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر 2020-2030” برنامج زراعة 5 ملايين نخلة إضافية لإعادة تأهيل الواحات بأكملها. وتم إنشاء الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان عام 2010 وتتمثل مهمتها في تصميم وتنفيذ برنامج تنمية متكاملة مستدامة حول ثلاث ركائز: الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
ما هو الدور الذي تحققه الوكالة لبلورة رؤية نمودجية وحكامة تدبيرية ؟
وتأسيس وكالة تعنى للواحات وذكر أركان جاء كإجراء للمحافظة على هذا الموروث وعلى الواحات وكذا شجر الاركان من المؤثرات المختلفة، وهي مؤسسة فريدة من نوعها من حيث الفكرة والمهام ، جاءت بإرادة ملكية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
يتكون نموذج الحوكمة الذي تتبناه الوكالة من تنسيق الإجراءات مع جميع المعنيين بالمجال على المستويات المحلية والوطنية والدولية ، وإقامة حوار مع الساكنة المحلية لتحديد الأولويات وتنفيذ الإجراءات ، وكذا ضمان المراقبة وإعداد التقارير لتحقيق التوازن بين نهج الحوكمة من أسفل إلى أعلى ومن أعلى إلى أسفل.
ماهي أهم المشاريع التي تم تنفيذها ؟
ثم تنفيذ مجموعة من المشاريع المدعومة بتمويل دولي من قبيل مشروع التكيف مع تغير المناخ – مناطق الواحات (PACCZO) بتمويل من صندوق التكيف، والذي يهدف إلى تحسين قدرة السكان في مناطق الواحات على التكيف مع تغير المناخ بشكل رئيسي من خلال 5 مكونات يتجلون في تحسين القدرات التكيفية لقطاع المياه. وتنويع مصادر الدخل وتحسين الظروف المعيشية للسكان المعرضين لتغير المناخ في المناطق المستهدفة.مرونة تحسين مرونة النظم الإيكولوجية استجابة لتغير المناخ وتقلبه. و تحسين وعي جميع أصحاب المصلحة من خلال إدارة المعرفة وتبادلها.و بناء قدرات المشاركين لتصميم وتنفيذ تدابير التكيف.
وتعمل الوكالة على تنشيط النظم الإيكولوجية الزراعية بالواحات من خلال نهج مستدام ومتكامل مناظر طبيعية في منطقة درعة تافيلالت ، من خلال مشروع Oasil الذي يسعى إلى تنشيط المنظومة
البيئية والفلاحية لواحات درعة تافيلالت بتمويل من مرفق البيئة العالمية وتنفيذه منظمة الأغذية والزراعة(الفاو) و الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر اﻷركان. و تنشيط النظم الإيكولوجية الزراعية في الواحات من خلال نهج مستدام ومتكامل وفي المناظر الطبيعية في منطقة درعة تافيلالت ، بتمويل من مرفق البيئة العالمية وتنفيذه منظمة الأغذية والزراعة (الفاو ) ووكالة الوطنية ..
الهدف العام لـمشروع ” OASIL ” هو تنشيط النظم الإيكولوجية الزراعية للواحات في منطقة درعة تافيلالت لتكون منتجة وجذابة وصحية ولإدامة سبل عيش الساكنة المحلية وجعلها أكثر مرونة. ويعتزم مشروع “OASIL ” تحقيق هذا الهدف من خلال العمل على 4 مكونات واعتماد نهج المناظر الطبيعية المتكاملة الذي تتجذر في مشاركة متعددة المستويات ومتعددة القطاعات وأصحاب المصلحة المتعددين ، ويأخذ في الاعتبار القدرة الاستيعابية لقاعدة الموارد الطبيعية للنظام البيئي الزراعي في الواحة. (الأرض والمياه والتنوع البيولوجي).
تعد إشكالية حرائق الواحات معضلة تؤرق كل صيف ساكنة المنطقة الواحية ومسؤولوها ما هي التدابير المتخدة في هذا الاتجاه؟
مكافحة الحريق بالواحات التي تعد مناطق معرضة للخطر. بين عامي 2009 و 2020. سجلت الواحات 2.000 حريق أصابت أكثر من 130.000 نخلة. أظهر مسح للأشجار المحترقة أن أكثر من 80 في المائة من الأشجار المتضررة يتم تنشيطها وإنتاجها في العام المقبل مما يدل على مستوى مرونة أشجار النخيل. وعليه أطلقت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان برنامجا وطنيا للوقاية من الحرائق والتصدي لها مع مختلف المعنيين باستخدام تقنيات مبتكرة للكشف المبكر والعمل (الكاميرات والطائرات بدون طيار)
إشكالية الواحات ذات بعد دولي ، يتطلب تطوير مستوى نظمها والمحافظة عليها، تضافر جهود عدة أطراف وطنية ودولية..هل هناك تصور في هذا الشأن ؟
تتأثر الواحات بشدة بتغير المناخ كما هو موضح في الخطة الإقليمية للتكيف مع تغير المناخ والتخفيف من حدته. لحماية النظم البيئية للواحات وحمايتها وتطويرها ، والمعروفة بتنوعها البيولوجي الغني والفريد وصون المناظر الطبيعية وخلفيتها الثقافية والحضارية ، أطلقت الحكومة المغربية “مبادرة الواحات المستدامة (SOI)” خلال مؤتمر COP22 المنعقد في مراكش في عام 2016. منذ ذلك الحين ، قمنا بتطوير تحالف مع العديد من منظمات الأمم المتحدة ،و انضمت إلينا جائزة خليفة الدولية النخيل التمر والابتكار الزراعي السنة الماضية .