آفاق بيئية : الامم المتحدة
للحيوانات وللنباتات التي تعيش في البرية قيمة جهورية، فهي تسم في الجوانب البيئية والجينية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتعليمية والثقافية والترفيهية والجمالية لرفاه الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة.
واليوم العالمي للأحياء البرية هو فرصة للاحتفاء بغنى التنوع والجمال في الحيوانات والنباتات وزيادة الوعي بالمزايا التي تعود على الناس من الحفاظ على ذلك الغنى والتنوع. وهو في ذات الوقت فرصة تذكرنا بالحاجة الماسة لمكافحة الجريمة ضد الأحياء البرية، والحد من تسبب الإنسان في تقليل أعداد الأنواع، وتلك مسألة لها آثار الاقتصادية والبيئة والاجتماعية كبيرة. وبالنظر إلى تلك الآثار الجانبية السلبية، يركز الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة على وقف فقدان النوع البيولوجي.
الغابات وسبل العيش: الاستدامة للناس والكوكب
تعتبر الغابات والأراضي الحرجية ، التي تغطي ما يقرب من ثلث مساحة اليابسة، ركائز أساسية لسبل عيش الإنسان ورفاهه.
ويعيش أكثر من 800 مليون شخص في الغابات الاستوائية وغابات السافانا في البلدان النامية. وللمجتمعات الأصلية والريفية علاقة وثيقة واستثنائية مع تلك النظم الطبيعية. فهي تعتمد عليها في تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمأوى إلى الطاقة والطب، وتصون تلك المجتمعات كذلك علاقتها الشخصية والثقافية والروحية القوية مع تلك البيئات. ولطالما مثل السكان الأصليون والمجتمعات المحلية الحراس التاريخيون لأهم محميات التنوع البيولوجي، بما في ذلك الغابات.
وتعتبر خدمات النظام الإيكولوجي وموارده التي تتيحها الغابات والأراضي الحرجية — من تصفية المياه العذبة وتخزينها إلى ضمان خصوبة التربة أو تنظيم المناخ — ضرورية للاقتصاد العالمي وللناس في كل أرجاء العالم.
ومع ذلك، فالغابات في مفترق طرق بسبب أزمات الكوكب المتعددة التي نواجهها حاليًا، من تغير المناخ إلى فقدان التنوع البيولوجي والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية لجائكة كورونا.
ولذا، يُراد من موضوع اليوم العالمي للحياة البرية 2021، ‘‘الغابات وسبل العيش: الاستدامة للناس والكوكب’’ تسليط الضوء على الروابط بين غابات كوكبنا والأراضي الحرجية وصون سبل العيش التي نعتمد عليها بشكل مباشر، مع إيلاء اهتمام خاص بالمعارف التقليدية للمجتمعات التي أدارت النظم الإيكولوجية للغابات والحياة البرية لقرون.
وهذا يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وبخاصة الأهداف 1 و 12 و 13 و 15، والتزاماتها الواسعة بالتخفيف من حدة الفقر، وضمان الاستخدام المستدام للموارد وصون الحياة على الأرض.