رؤية جديدة لكيفية رفع كفاءة استخدام وإنتاجية المياه في الزراعة

محمد التفراوتي25 أغسطس 2015آخر تحديث :
رؤية جديدة لكيفية رفع كفاءة استخدام وإنتاجية المياه في الزراعة

irrigation

قاعدة بيانات حرّة تمكِّن بلدان الندرة المائية من تحقيق مزيد من الغلة مقابل كل قطرة

معلومات التوابع الفضائية تتيح رؤية جديدة لكيفية رفع كفاءة استخدام وإنتاجية المياه في الزراعة

آفاق بيئية : روما 

 من المنتظر أن تتيح بوابة شبكية جديدة مفتوحة الطرف للبيانات، سيجري تطويرها على يد منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، استخدام صور التوابع الفضائية )الأقمار الصناعية) لمساعدة البلدان التي تعاني من ندرة المياه في إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا على تحسين إدارة هذا المورد الثمين.

وفي الوقت الراهن، تكاد تعاني جميع بلدان شمال إفريقيا والشرق الأدنى من ندرة حادة في المياه، بما يترتب على ذلك من عواقب بالغة بالنسبة للزراعة المروية التي تعد أكبر مستهلك للمياه على صعيد الإقليم.

والمتوقع أن تتفاقم هذه الوضعية نظراَ إلى سياق تغير المناخ، المنتظر أن يؤدي إلى حالات من الجفاف أكثر تواتراً وأطول زمناَ بما لذلك من عواقب وخيمة على الإنتاج الغذائي.

ويتمثل الهدف من بوابة البيانات الجديدة في جمع وتحليل المعلومات المستمدة من الأقمار الصناعية كي يمكن استخدامها في تحسين إنتاجية الأراضي والمياه وتعزيز استدامة النظم الزراعية. وسيتاح الوصول بحرية تامة إلى جميع المعلومات التي ستوضع سواسيةَ في متناول المستخدمين من بلدان وأفراد.

وقال الخبير جيبي هوغيفين، منسق المشروع والمسؤول التقني بشعبة الأراضي والمياه لدى منظمة “فاو”، أن “الإبلاغ عن إنتاجية المياه غير متوافر عادة على المستوى القطري في مناطق الندرة المائية، وهذه البيانات ستشكل أحد الأقطاب الأساسية لخلق نظم زراعية مستدامة لا سيما في المناطق الشحيحة الموارد.

وأضاف أن “صور الاستشعار عن بُعد الملتقطة بواسطة الأقمار الصناعية تضع في متناول الحكومات معلومات شبه فورية فيما يتعلق باستخدام الموارد الطبيعية في زراعة وإنتاج الغذاء، مما يجعل تقييم وتحسين الممارسات الزراعية القائمة أكثر كفاءة وأعلى فعالية من حيث التكلفة.

وأزاحت منظمة “فاو” الستار عن مشروعها الجديد في بداية مؤتمر أسبوع المياه العالمي (23-28 أغسطس آب)، الذي يعقد سنوياً في العاصمة السويدية استوكهولم.

تقييم الثغرات الإنتاجية لدى البلدان المتلقية

وبينما أحدثت تكنولوجيات الاستشعار عن بعد ثورة في إمكانيات تقييم إنتاجية الأراضي والمياه من خلال زيادة الرصد والتقاط البيانات، فما زال العديد من البلدان مفتقراَ إلى القدرة والموارد اللازمة لتحليل هذه البيانات والإفادة منها.

وسيجري تطوير قاعدة البيانات الجديدة بحيث تغطي نطاق حيّز ثلاثيّ المناطق: على المستوى القاري في كامل إفريقيا والشرق الأدنى؛ والمستوى القطري وأحواض الأنهار؛ ومستوى نظم الري. وسيسمح ذلك للخبراء بمقارنة النتائج المستقاة من جميع هذه المصادر وضمان إصدار التوصيات الملائمة للنهوض بشتى الأوضاع على اختلافها.

وسيشمل الدعم الفني من جانب المنظمة مساعدة البلدان في رصد إنتاجية الأراضي والمياه، وتحديد الثغرات الإنتاجية، واقتراح الحلول للحد من هذه الفجوات، والمساهمة في تحقيق زيادة مستدامة للإنتاج الزراعي.

وأضاف منسق المشروع والمسؤول التقني بشعبة الأراضي والمياه لدى منظمة “فاو”، أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتطورة ستلعب دوراً حاسماً في جميع هذه الأنشطة”، حيث “ستساهم في تمكين مًن هم في أمسّ الحاجة، من استخدام الرسائل النصية الخلوية(SMS) ، سواء في حالة المزارعين الأفراد في مناطق ندرة المياه، أو خبراء البُلدان الذين يستخدمون تطبيقات حديثة لتقييم المعلومات حول مناسيب الأحواض المائية.

ويجري تمويل المشروع الذي يدوم أربع سنوات من قبل حكومة هولندا وتقوم منظمة “فاو” على تنفيذه بالتعاون مع معهد اليونسكو للتوعية في مجال المياه (UNESCO-IHE) وشركاء آخرين. ومن المتوقع أن يبدأ التنفيذ الفعلي في اكتوبر|تشرين الأول 2015 لتطوير قاعدة البيانات.

استخدام عالمي متزايد للمياه

وعلى الصعيد العالمي سجل استخدام المياه نمواً يفوق أكثر من ضعف معدل النمو السكاني خلال معظم القرن الماضي، مع تزايد المناطق التي بلغت الحد الأقصى الممكن لإنجاز خدمات مائية موثوقة يمكن الاعتماد عليها.

واليوم، تستخدم الزراعة 70 في المائة من جميع عمليات سحب المياه العذبة على الصعيد العالمي الشامل، بل ويصل ذلك إلى 95 في المائة لدى العديد من البلدان النامية.

وإذ يشكل تزايد ندرة المياه والتنافس عليها تهديداً رئيسياً للأمن الغذائي ومساعي التخفيف من حدة الفقر في المستقبل، لا سيما في المناطق الريفية فإن أعداداً متزايدة من الفقراء في الأقاليم شبه القاحلة تعتبر الوصول إلى موارد المياه واستخدامها لإنتاج الغذاء وتربية الماشية والأغراض المنزلية… بنفس الأهمية الحاسمة لتأمين الرعاية الصحية الأوليّة والتعليم.

وبحلول عام 2025، من المتوقع أن يحيا 1.8 مليار شخص في بلدان وأقاليم تعاني من ندرة “مطلقة” في المياه، ومن الممكن أن يجد ثلثا سكان العالم أنفسهم يعيشون في ظل ظروف “الإجهاد المائي.

استراتيجية، وتوعية، وتنمية مستدامة

وخلال أسبوع المياه العالمي ستقدم منظمة “فاو” عروضاً حول مختلف المبادرات الإقليمية التي تنفذها فيما يخص ندرة المياه.

وتقود المنظمة حالياً مشروعين لرصد التقدم المحرز في تقييم الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة (SDG)، بما في ذلك الهدف السادس (SDG6)  المتعلق بالموارد المائية في العالم.

وأوضح الخبير جان مارك فوريه، أحد كبار أخصائيي الأراضي والمياه لدى “فاو”، أن “رصد إنتاجية المياه سيمكِّن البلدان في نهاية المطاف من الإبلاغ عن مدى التقدم الذي تحرزه صوب بلوغ هدف الألفية الخاص بالمياه في إطار جهود التنمية المستدامة عالمياً… وهو أمر حاسم الأهمية ليس فقط بالنسبة لمناطق الندرة المائية بل وأيضاً على الصعيد العالمي الشامل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!