الداعية البيئية خولة المهندي في محاضرة حول المواطنة في حماية البيئة

محمد التفراوتي17 ديسمبر 2012آخر تحديث :
الداعية البيئية خولة المهندي في محاضرة حول المواطنة في حماية البيئة

lct_2012_1_17_hikma_honor 1

نقاش ساخن بين المتقاعدين والمتقاعدات حول المخالفات البيئية والصحية في الفرجان

 البحرين: قدمت جمعية أصدقاء البيئة بدعوة من جمعية الحكمة للمتقاعدين محاضرة بيئية في مقر الأخيرة بسند تحت عنوان: “الممارسة الوطنية والعبادة الدينية من خلال حماية البيئة”.
تعد هذه المحاضرة البيئية المحاضرة الأولى التي تقدمها أصدقاء البيئة  لهذا العام 2012، وقد أعلنتها الجمعية على أساس أنها تهنئة بيئية للبحرين بالعام الميلادي الجديد.
قدمت المحاضرة رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة الناشطة البيئية خولة المهندي وأداراها مديرة البرامج بجمعية الحكمة للمتقاعدين الأستاذة ثاجبة محمد المنصوري وهي مديرة مدرسة متقاعدة.
حضر المحاضرة نحو سبعين عضوة وعضوا من جمعية المتقاعدين، كما حضرها من أعضاء المجلس الاستشاري بجمعية أصدقاء البيئة كل من أ.د. عبدالستار الراوي أستاذ الفلسفة ود.فاطمة الحمياني أستاذة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وهي من المحاضرات البيئية القليلة التي يغيب عنها أعضاء برنامج ريم (لقادة البيئة الصغار) وذلك بسبب الامتحانات.
ركزت المحاضرة على أن الدفاع عن البيئة هو تعبير عن حب الوطن وبحره وبره وهوائه وترابه، وحب الأجداد وذكرياتهم وتراثهم المرتبط بالبحر وبالنخلة البحرينية، وحب الأبناء والأحفاد من خلال الحرص على مستقبلهم في ظل بيئة منتجة سليمة خالية من التلوث الممرض والخسائر البيئية الفادحة. ومع قرب ذكرى الميثاق الوطني ذكرت المهندي بكلمة جلالة الملك وهو يغرس الفسيلة أن النخلة هي رمز وحدة البحرينيين، ليكون قدوة لجميع البحرينيين للحرص على النخيل والحفاظ عليها وتنميتها والافتخار بها كتعبير عن تراث الوطن ووحدته. وذكرت كذلك بخطاب نشر في الصحف المحلية قبل سنوات لسمو رئيس مجلس الوزراء يبين فيه أن كشف مواطن الخلل في المؤسسات الحكومية هو جزء من الممارسة الوطنية ومن التعبير عن حب الوطن، لكي يفتح المجال للإصلاح. واسترسلت المهندي أن المواطن (والمقيم أيضا) منا إذا رأى تقصيرا في الحفاظ على البيئة (والنظافة) فعليه أن يقف ويطالب بإصلاح ذلك، لا أن يغض الطرف ويمشي كأنه لم ير شيئا. هنا الفرق بين الاهتمام بمصلحة الوطن وبين اللامبالاة.

وبينت المهندي أن الدين الإسلامي هو دين رحمة ورفق (وما أرسلنك إلا رحمة للعالمين) وأن الإسلام أغلظ في التنفير من الظلم وتوعد الظالم بانتقام الرب (من لايَرحم لا يُرحم) فدعوة المظلوم مستجابة لا محالة، وسواء كان المظلوم إنسان مسلم أو غير مسلم أو كان طيرا أو نباتا فإن الظلم ظلمات لايرضى به الرب. وأن الإفساد في الأرض هو سبب الكوارث والمحن التي تبتلى بها البلدان (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس).
وضربت المهندي أمثالا من حياة الرسول الأعظم (ص) حين استاء من أخذ بعض من كانوا معه في طريق لفراخ طير وأمرهم برد الفراخ إلى أمهم التي كانت تطير وتفرش أمام الرسول الكريم من فجعها على صغارها.
وخلصت رئيسة جمعية أصدقاء البيئة إلى أن كل إنسان امرأة كان أو رجلا طفلا أو شيخا أوشابا عليه مسئولية تجاه حماية البيئة وأن هذه المسئولية دينية ووطنية وإنسانية، وأنه محاسب أمام الله وأمام الأجيال القادمة عنها (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) وأن حماية البيئة لا تتحقق إلا بتعاون الجميع معا بحب وإصرار.
استغرقت فترة النقاش نحو نصف الساعة،  تداخل خلاله أعضاء وعضوات جمعية الحكمة بأسئلة وملاحظات من مناطق سكنهم ومما يرونه في الشوارع، فعبرت أكثر من متداخلة عن استيائها الكبير للصورة غير الحضارية وغير الوطنية التي تظهر بها بعض السيارات حين يتجرأ من بداخلها على رمي الأوساخ في الشارع دون خوف من الله ودون احترام للناس من مرتادي الطريق ودون حب للوطن مؤكدين أن غياب التربية الصالحة هو أساس هذه التصرفات المشينة التي تسيء للبحرين وحتما تسيء للأشخاص بداخل تلك السيارة لأن الجميع ينظر لهم على أساس افتقادهم للحس الديني والحس الوطني وللاحترام وطالبوا بتوقيع غرامات مالية عليهم وتسجيل مخالفات كي يرتدعوا عن هذا الفعل المشين. كما تداخلت بعض العضوات حول قيام بعض “الفري فيزا” بالغارات على حاويات القمامة قبل الفجر ورمي الأوساخ في الفرجان بحثا عن المواد القابلة للتدوير، ليقوموا ببيعها والتكسب منها على حساب نظافة ومنظر الفرجان وراحة وصحة المواطنين القاطنين في المنطقة. وكان من ضمن المقترحات التي قدمتها المتداخلات لقطع الطريق على هؤلاء الأشخاص المخالفين للقانون، إبلاغ المجلس البلدي والشرطة ليقوموا بالتعامل معهم، التقاط صور لهم لتعزيز الدعاوى ضدهم وكذلك قيام المواطنين والمقيمين بعزل المواد التي يريد هؤلاء المخالفين الحصول إليها وإيصالها لمراكز تدوير النفايات بدلا من ذلك.
كما تداخلت بعض عضوات جمعية الحكمة للمتقاعدين بشأن قيام بعض الأشخاص بتأجير غرفة داخل الفرجان وانبعاث روائح كريهة من تلك الغرف التي لايعرف سكان الفرجان من يتردد عليها، وأن الاتصال بالبلدية وقيامهم بالحضور والمعاينة لم يحل المشكلة رغم الوعود المقدمة وتساءلت المتداخلات  لمن يلجأ الناس؟ عندما يحاول المواطنون أن يكونوا مبادرين ويدافعون عن الوضع الصحي والبيئي في مناطقهم ولايجدون صدى عند البلدية فلمن يلجؤون؟
أوصت جمعية أصدقاء البيئة الحضور كإجابة عامة على معظم تداخلاتهم أن عليهم اللجوء إلى الجهات المختصة في كل خطر يهدد صحتهم وبيئتهم وأن المجلس البلدي والنائب البرلماني للمنطقة يجب أن يكونوا على علم بهذه المشاكل ويجب أن يقدم لهم الأهالي شكاوى مكتوبة وأن يطالبوهم بحل المشاكل لأنهم ما انتخبوهم إلا ليسهروا على تطوير أوضاع الناس البلدية والصحية والبيئية في مناطقهم السكنية أولا وقبل أي شيء. وذكرت المهندي الحضور أن صوتهم يجب أن يعطى لمن يتحمل مسئوليته تجاههم وأن تجاوب النواب والبلديين معهم هو الاختبار الحقيقي لحسن اختيار من يمثلهم، ودرس يتعلم منه الأهالي للمرات القادمة. ووجهت جمعية أصدقاء البيئة من لديهم مشاكل تتعلق بالبيئة للاتصال على الخط الساخن للبيئة التابع للجهة الحكومية المسئولة عن حماية البيئة والذي يمكن الحصول عليه من خلال دليل الاتصال، وأن بإمكانهم الاتصال بعد ذلك برقم جمعية أصدقاء البيئة الموجود أيضا في دليل الاتصال إذا لم يصلوا إلى حل.  وأن عدم تجاوب جهة أو شخص ما معهم يجب ألا يثنيهم عن المضي قدما في الدفاع عن حقهم في بيئة نظيفة سليمة خالية من الأمراض والملوثات وأن ذلك جزء من واجبهم الديني وواجبهم الوطني وواجبهم تجاه أبنائهم وأحفادهم.
قدم في نهاية المحاضرة المهندس سعيد السماك نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الحكمة للمتقاعدين شهادة تقديرية للمحاضرة معلنا عزم جمعية المتقاعدين على إنشاء لجنة بيئية وداعيا رئيسة جمعية أصدقاء البيئة لدعم هذه اللجنة وموجها دعوته لأعضاء وعضوات جمعية الحكمة للمشاركة في برامج هذه اللجنة وتطبيق ما جاء في المحاضرة حول أهمية المبادرة وأخذ أدوار إيجابية في المشاركة في حماية البيئة. أكدت جمعية أصدقاء البيئة ترحيبها بهذه المبادرة المحسوبة لجمعية الحكمة للمتقاعدين والذين أظهروا اهتمامهم بالمبادرات البيئية عبر السنوات الماضية، ورحبت بالتعاون بين الجمعيتين لأجل البيئة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!