تقييم تأثير ظاهرة إل نينو على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية حول العالم

محمد التفراوتي23 أبريل 2020آخر تحديث :
تقييم تأثير ظاهرة إل نينو على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية حول العالم

بحث جديد يجد تأثيرات إقليمية كبيرة تسببها الأنواع الخمسة للتذبذبات الجنوبية للنينو

آفاق بيئية : روما

 رغم استثمار موارد كبيرة في التنبؤات الموسمية وأنظمة الإنذار المبكر للأمن الغذائي، لكن المعلومات حول تأثير ظاهرة النينو على قطاعي مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية لا تزال غير كافية رغم أن هذه الظاهرة معروفة منذ القرن السابع عشر حيث سماها الصيادون قبالة ساحل بيرو بهذا الاسم.

ولمعالجة هذا الامر، تنشر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، بالشراكة مع معهد البحوث الوطني الفرنسي من أجل التنمية المستدامة (IRD France) ، تقريراً بعنوان “تأثيرات التذبذب الجنوبي للنينو على مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية”. ويتضمن هذا التقرير المعارف الحالية بشأن تأثيرات التذبذب الجنوبي للنينو على قطاعات مختلفة، من الأمن الغذائي إلى سلامة المحيطات، ومن بيولوجيا الأسماك وعمليات الصيد إلى التدابير الإدارية.

يُعرف النينو على نطاق واسع بأنه نمط مناخي يبدأ فوق المحيط الهادئ، ويعيث فساداً في النظم البيئية على اليابسة وفي المياه بعيداً عن المكان الذي انطلق منه. وتشمل آثاره حالات جفاف ونقصاً كبيراً في الحصاد في مناطق شاسعة من أفريقيا وإندونيسيا، وحرائق غابات في أستراليا، وفيضانات خطيرة في أمريكا الجنوبية.

وأدت بعض نشاطات النينو الرئيسية إلى تغييرات جذرية في العديد من المجتمعات حول العالم، بما في ذلك حضارات ما قبل كولومبوس، والثورة الفرنسية وفق بعض المعلومات، ومجاعات قاسية في آسيا خلال القرن التاسع عشر.

وغالباً ما يتم تبسيط التذبذب الجنوبي للنينو ليعكس مرحلتين رئيسيتين: النينو (إل نينو)، وهي مرحلة احترار شاذة في وسط و/أو شرق المحيط الهادئ الاستوائي، والنينا (لا نينا)، وهي مرحلة التبريد المعاكسة. في المرحلة الأولى، تمنع الطبقة السطحية السميكة من المياه الدافئة مياه المحيطات العميقة الباردة والغنية بالمغذيات من الوصول إلى الطبقة السطحية المنتجة، مما يعيق إنتاج المحيطات، ويحد بالتالي من توافر الغذاء لأنواع الأسماك المحلية، والتي بدورها إما تهاجر جنوباً أو تعاني من انهيار الإنتاجية، كما كان الحال مع مجموعات الأنشوجة البيروفية في عام 1972، ومجدداً بعد عقد أو أكثر.

وبالرغم من أن فهم التذبذبات الجنوبية للنينو قد تطور إلى حد كبير منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أن الباحثين يشعرون بالإحباط لأن حالاته نادراً ما تكون متشابهة. وازداد الأمر تعقيداً نتيجة زيادة تواتر وكثافة هذه الأحداث في العقدين الماضيين، مع بعض النماذج المناخية التي تشير إلى أن هذه الاتجاهات قد تستمر مع تغير المناخ.

وفي هذا السياق، قال أرنود بيرتراند، عالم البيئة البحرية في معهد البحوث الوطني الفرنسي من أجل التنمية المستدامة ومنسق التقرير:”إن التذبذب الجنوبي للنينو ليس مجرد ظاهرة مزدوجة (دافئة أو بادرة)، فالأحداث الناجمة عن هذه التذبذبات تختلف في إشاراتها وكثافتها ومدتها وكذلك العواقب الناتجة عنها. إن فهم هذا التنوع هو السبيل لتطوير قدرات التنبؤ والاستعداد”.

النقاط الرئيسية

تم تعيين خبراء دوليين من تشيلي وفرنسا وبيرو لإعداد هذا التقرير الذي يعالج تنوع أحداث التذبذب الجنوبي للنينو، والتنبؤ بالتذبذب الجنوبي للنينو، والتذبذب الجنوبي للنينو في سياق تغير المناخ، ونظرة عالمية عامة حول تأثيرات التذبذب الجنوبي للنينو، وتقييم تأثيرات النينو الإقليمية على مصايد الأسماك البحرية، وابيضاض المرجان وتلف الشعاب المرجانية ومصايد الأسماك ذات الصلة، والتذبذب الجنوبي للنينو وتربية الأحياء المائية، والتذبذب الجنوبي للنينو والمصايد الطبيعية الداخلية.

تم تحديد خمسة أنواع عامة للتذبذبات الجنوبية للنينو وهي: النينو الشديد والنينو المعتدل شرق المحيط الهادىء والنينو المعتدل وسط المحيط الهادىء والنينو الساحلي، والنينا القوية. ويدرك المؤلفون أن هذه الأنواع الخمسة ليست ثابتة، حيث تتفاقم أحداث التذبذي الجنوبي للنينو مع آثار تغير المناخ المترتبة على الأسماك ومصايدها، ولكن الأدلة لا زالت غير قاطعة بما يكفي.بالنسبة لمصايد الأسماك البحرية، يمكن أن تتغير الكمية في مصيد الأسماك وكذلك الأنواع السائدة فيه بشكل كبير اعتماداً على نوع التذبذب الجنوبي للنينو. وفي حين أن الجزء الأكبر من التغيير الصافي يقع على مصايد شرق المحيط الهادئ، إلا أن هناك تأثيرات ملحوظة على بعض مجموعات الأسماك في المحيط الأطلسي، وبعض التأثيرات على مصايد أسماك التونة في المحيط الهندي. ويمكن أن تسلط التحليلات الإضافية لأعداد الأسماك وكمياتها الضوء على التأثيرات طويلة المدى، حيث إن أحداث التذبذب الجنوبي للنينو تغير الموائل وشبكات الغذاء البحرية بعد فترة طويلة من انتهائها.

يمكن أن تساهم تقنيات الصيد الرشيق في تعزيز القدرة على الصمود، كما أثبت الصيادون في بيرو عند تحولهم لاصطياد المزيد من الجمبري (الروبيان) الذي انتقل إلى المياه الدافئة معوضين بالتالي خسارتهم للأنشوفة. وفي الوقت نفسه، يشير المؤلفون إلى أن أحداث النينو لا تفضل بالضرورة إنتاجية الأنواع البديلة من السردين والماكريل، بل تزيد من قابليتها للاصطياد – وهذه معلومات ذات صلة لنظم إدارة مصايد الأسماك العاملة.

وتشير الدلائل أيضاً إلى أن أحداث التذبذب الجنوبي للنينو يمكن أن تؤثر بشكل واسع على إنتاج تربية الأحياء المائية، لا سيما بالنسبة للنباتات البحرية والرخويات والقشريات، وتطلق في الوقت نفسه تحولات إلى المزيد من الأنواع المقاومة للجفاف في المصايد الداخلية في بلدان مثل أوغندا.

وحالياً، يمكن اجراء توقعات منطقية لمدة تصل إلى ستة أشهر مقدماً، ولكن مع قدرة قليلة جداً على التنبؤ بنوع التذبذبات الجنوبية للنينو التي ستحدث. ولهذه التذبذبات تأثيرات مهمة على النشاط الإعصاري وظروف المحيطات وهطولات الأمطار. ويختم المؤلفون التقرير بعدة منظورات حول الاستعدادات للتبذب الجنوبي للنينو في عالم أكثر دفئاً.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!