تونس تحتضن ورشة دولية لإحياء البحر المتوسط: مواجهة جماعية بين التحديات البيئية وأمل المستقبل

محمد التفراوتيمنذ ساعتينآخر تحديث :
تونس تحتضن ورشة دولية لإحياء البحر المتوسط: مواجهة جماعية بين التحديات البيئية وأمل المستقبل

آفاق بيئية: محمد التفراوتي 

تنطلق الأسبوع القادم في العاصمة تونس فعاليات ورشة عمل إقليمية كبرى على مدار ثلاثة أيام، تجمع تحت سقف واحد خبراء دوليين وممثلي مؤسسات حكومية ومنظمات بحثية، في محاولة جادة لوضع حلول عاجلة للتحديات البيئية المتفاقمة التي يمر بها حوض البحر المتوسط. تأتي الورشة في توقيت بالغ الحساسية، حيث يترنح النظام البيئي للمتوسط تحت وطأة تهديدات مركبة تهدد اقتصادات السواحل وسبل عيش الملايين.

سيكون اليوم الأول محطة علمية مركزة، حيث يسلط الخبراء الضوء على جوهر الأزمة، بدءا من تراجع التنوع البيولوجي في إحدى أهم النقاط الساخنة على الكوكب، وصولا إلى التحليل المتعمق للتهديدات العملية مثل ارتفاع حرارة المياه وتمدد نطاق التلوث البلاستيكي والكيماوي، واستنزاف الثروة السمكية بسبب الممارسات غير المستدامة. ويشارك في هذه الجلسات أسماء مرموقة مثل “خطة بلو” (Plan Bleu) التابعة للأمم المتحدة ​​(MAP)  وشبكة “MedECC” للمتخصصين في مناخ المتوسط.

ينتقل الحوار في اليوم الثاني من التشخيص العلمي إلى ساحات السياسة والتمويل، حيث تدور النقاشات حول مدى قدرة الاتفاقيات الدولية الحديثة، مثل معاهدة “BBNJ” لحماية التنوع البحري والمفاوضات العالمية للحد من التلوث البلاستيكي، على إنقاذ الوضع في المتوسط. كما سيكون للقطاعين الحيويين، الصيد والسياحة الساحلية، كلمتهما في جلسات مستديرة تبحث سبل المصالحة بين متطلبات الاقتصاد وضرورات الحفاظ على البيئة.

لا تكتفي الورشة بالحوار النظري، بل تختتم فعالياتها الجمعة بجولة ميدانية حية إلى مدينة بنزرت الساحلية، في إشارة عملية للربط بين القرارات والسياسات وواقع المجتمعات المحلية. ستشمل الزيارة لقاءات مباشرة مع الصيادين وزيارة للمراكز البحثية والموانئ، في خطوة تهدف إلى فهم أعمق للتحديات على الأرض، خاصة في ظل المعاناة المستمرة لمنطقة مثل ميناء بنزرت القديم من تداعيات التلوث.

تشكل هذه الورشة محطة للتفكير الجماعي في مستقبل البحر المتوسط، وتأكيدا على أن إنقاذه يتطلب رؤية متكاملة تجمع بين العلم والسياسة والاقتصاد، في سباق مع الزمن لوقف الانحدار البيئي قبل فوات الأوان.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!