آفاق بيئية: محمد التفراوتي
في أجواء يغلب عليها القلق من تسارع تداعيات التغير المناخي، شهد مقر الأمم المتحدة في نيروبي، كينيا، اليوم حدثا هاما بمناسبة مرور عقد كامل على توقيع اتفاق باريس للمناخ. جاء ذلك على هامش الدورة العشرين للمؤتمر الوزاري الأفريقي المعني بالبيئة، بمشاركة وزراء وممثلين عن حكومات أفريقية، ومنظمات دولية، وخبراء من الأمم المتحدة.
اتفاق باريس: تقدم ملموس ولكن غير كاف
و أكدت السيدة “سيسيليا كينوثيا-نجينغا”، ممثلة الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، خلال الجلسة الافتتاحية، أن اتفاق باريس “غير مسار التاريخ البشري”، مشيرة إلى أن العالم رغم ابتعاده عن مسار 1.5 درجة مئوية، إلا أنه “كان سيتجه نحو أكثر من 5 درجات لولا اتفاق باريس”، مما يبرز أهمية التعددية والعمل الجماعي.
وأضافت “نجنغا” أن الاتفاق كان حافزا عالميا أدى إلى تضاعف الاستثمارات في الطاقة النظيفة عشر مرات خلال عشر سنوات، ورفع نسبة الدول الملتزمة بتحقيق الحياد الكربوني لتغطي أكثر من 80 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
أفريقيا في صدارة المعاناة والحلول
وشكل الحدث أيضا منصة لتسليط الضوء على التحديات المناخية التي تواجه القارة الأفريقية، حيث تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، وجفافا متكررا، وفيضانات مدمرة، رغم مساهمتها الضئيلة في انبعاثات الغازات الدفيئة.
وركزت الكلمات على أن أفريقيا ليست فقط ضحية للتغير المناخي، بل شريك أساسي في الحلول، من خلال مواردها المتجددة، والزراعة المستدامة، وريادة الشباب، والابتكار المحلي، مما يستدعي دعما دوليا مضاعفا في التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات.
الطريق إلى مؤتمر الأطراف COP30
وأكد المشاركون إلى تحفيز العمل الجماعي قبيل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في “بيليم”(Belèm)، البرازيل، والتأكيد على أن خطط المناخ الوطنية المقبلة يجب أن تعكس “إلحاح العلم وإمكانات التنفيذ”.
كما تم التأكيد على ضرورة توسيع تمويل المناخ بشكل منصف ومستدام، وتفعيل آليات صندوق الخسائر والأضرار، وضمان تحويل التعهدات السياسية إلى مشاريع ملموسة، خصوصا في الدول الأكثر تضررا.
دعوة إلى التزامات متجددة
واختتم الحدث بنداء رمزي يردد صدى روح اتفاق باريس:
“لنجعل من الذكرى العاشرة منصة للانطلاق نحو عمل مناخي أوسع وأكثر عدالة، يحول الطموح إلى نتائج واقعية من أجل عالم أفضل للجميع.”