آفاق بيئية : محمد التفراوتي
تؤكد دراسة علمية أن سلوك أسماك الشعاب المرجانية يمكن أن تتأثر بشدة من زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون في المحيطات . وأفاد مختبر طبيعي قبالة ساحل بابوا غينيا الجديدة أن الأسماك الصغيرة تنجذب إلى الأسماك التى تفترسها. إذ غيرت سلوكها بالعيش في شعاب مرجانية نائية وأضحت أكثر جرأة تنجذب إلى رائحة مفترسيها ولا تخشى الاقتراب منهم. وعزا الباحثون ذلك إلى ارتفاع مستوى الحموضة في تغير عاداتها الطبيعية .ذلك أن المياه الحمضية تؤثر على سلوك الأسماك عن طريق تعطيل مستقبلات محددة في الجهاز العصبي .
وتعد هذه الدراسة الجديدة الأولى لتحليل حسي للأسماك من تسربات ثانى أكسيد الكربون ، والتي نتج عها درجة الحموضة مماثلة لتلك للنماذج المناخية.المنصوص عليها في المياه السطحية في مطلع القرن .
وأفاد الباحث فيليب مانداى عن مركز” ايه.آر.سى” للتميز فى دراسات الشعاب المرجانية بجامعة جيمس كوك لرويترز أن الأسماك أكثر نشاطا وتظهر رعونة فى التصرف وتبتعد أكثر عن ملاذها وهو ما يعرضها أكثر للأسماك المفترسة .
واعتبر الباحثون موقع الدراسة نموذجيا لمعرفة رد فعل الأسماك والأنواع الأخرى التى تعيش فى منطقة الشعاب المرجانية للمستويات الحمضية المتوقعة خلال الخمسين أو الثمانين عاما القادمة.
وأضاف مانداى أن تمت ملاحظة نفس الاسماك التي تعيش فى هذه ظروف مشابهة لما “توقعناه للنصف الثانى من القرن. سلوكها تغير بشكل أساسى لدرجة أنها أصبحت منجذبة لروائح كانت عادة تتفاداها”.
كما ان المنطقة القريبة من تسرب ثانى أكسيد الكربون لا تنمو الشعاب المرجانية ، يضيف مونداي ، لكن على مسافة أبعد توجد منطقة شعاب فريدة تصل فيها مستويات ثانى أكسيد الكربون إلى المستويات المرتفعة المتوقعة التى ستعم المحيط بحلول نهاية القرن.
وركز جزء مهم من الدراسة على كيفية تكيف الأسماك فى حياتها مع ارتفاع مستويات ثانى أكسيد الكربون.
يشار أن البحث نشر في 13 أبريل عبر الإنترنت في مجلة نيتشر . ويعد فيليب مونداي من جامعة جيمس كوك في استراليا ، الباحث الرئيسي للدراسة. مدعوما من المعهد الأسترالي للعلوم البحرية فضلا عن منحة للبحوث و الاستكشاف من قبل الجمعية الجغرافية الوطنية ، ومركز ARC التميز للدراسات الشعاب المرجانية .
يذكر أن بعض الدراسات والابحاث العالمية تؤكد أن ظاهرة الاحتباس الحراري بدأ تأثيره يظهر بوضوح على البحار والمحيطات والحياة البحرية حيث يتسبب ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون في الجو في زيادة نسب الحموضة في البحار والمحيطات الأمر الذي يشكل تهديدا خطيرا على وجود المخلوقات التي تعيش ضمن الأصداف كالمرجان وبلح البحر. وتفيد توقعات النماذج المناخية ، مع انبعاثات غازات الدفيئة اايوم ، بلوغ نحو 7.8 درجة من الحموضة بمياه سطح المحيط بحلول عام 2100 ، وذلك وفقا للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC ) .