آفاق بيئية: محمد التفراوتي
شهدت مدينة بليم البرازيلية خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 16 نونبر 2025 انعقاد الدورة الثلاثين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (COP30)، حيث شارك فيه آلاف الفاعلين من حكومات، منظمات المجتمع المدني، الجامعات، والقطاع الخاص. ومن بين الأصوات العربية الحاضرة، برزت مشاركة الدكتور محمد فتوحي، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط والمنسق العام المساعد للشبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد – القاهرة)، بدعم من شركة “إيكوكود” (EcoCode SA).
قبل المؤتمر: تحضير جماعي ورؤية مشتركة
ساهم د. فتوحي في الاجتماعات التحضيرية لفريق العمل الذي شكلته شركة “إيكوكود” تحت اسم “Cop30 Taskforce”، والذي ضم نخبة من الخبراء العرب. وقد كان من أبرز مخرجات هذه الاجتماعات إعداد ورقة سياسة تضمنت رؤية مشتركة حول القضايا المطروحة على المؤتمر، مثل التخلص التدريجي من الكربون، تحقيق الحياد الكربوني، تعزيز الفلاحة المستدامة، وتوظيف الذكاء الاصطناعي للحد من الانبعاثات. كما شارك الفريق في التحضير للأحداث الجانبية المزمع تنظيمها خلال المؤتمر، إضافة إلى الترتيبات اللوجستية للسفر إلى البرازيل.
أثناء المؤتمر: حضور فاعل في المنطقة الزرقاء والخضراء
خلال فعاليات المؤتمر، انخرط الدكتور فتوحي في أنشطة تواصل ومناصرة مكثفة لتعزيز صورة شركائه من “إيكوكود” و السبكة العربية للبيئة والتنمية (رائد)، عبر لقاءات مع وفود حكومية، منظمات المجتمع المدني، شركات، جامعات، وإعلاميين. كما شارك كمتحدث في عدة أحداث جانبية، أبرزها حدث حول المسارات الإقليمية نحو الصمود المناخي (12 نونبر)، والذي لم ينفذ وفق الأجندة رغم التحضير له. و حدث مشترك بين شبكة “رائد” و “إيكوكود” بعنوان مستقبل أكثر خضرة، تناول قضايا التصدي للتصحر، الأمن الغذائي، والحد من البلاستيك أحادي الاستعمال (12 نونبر). ثم المشاركة في جناح “Science for Climate Action” بحدث حول القانون الدولي المتعلق بالمناخ (14 نونبر).

خلاصات التجربة: قوة الفريق وتحديات المشاركة
وأفاد الدكتور محمد فتوحي، في تصريح لآفاق بيئية، بعد عودته إلى الرباط أن المشاركة تميزت بعدة نقاط قوة، أهمها الانسجام وروح الفريق بين خبراء “إيكوكود” و الشبكة العربية للبيئة والتنمية رائد. وكذا التفاعل الإيجابي مع مختلف الفاعلين والترويج لأدوار المجتمع المدني والقطاع الخاص في التكيف والتخفيف. و حضور جلسات المفاوضات كملاحظ، ما أتاح الاطلاع على رهانات التمويل وتعويض الخسائر والأضرار.و أكد أن المشاركة في قمة المناخ “COP30” شكلت فرصة لتعزيز الحضور العربي في النقاشات المناخية العالمية، وللتأكيد على أهمية العلم والمعرفة والشراكات في مواجهة الأزمة المناخية. ورغم التحديات التنظيمية، فإن التجربة أضافت قيمة كبيرة لمسار التعاون بين المؤسسات العربية والدولية في مجال البيئة والتنمية المستدامة.










































