اليوم العالمي لهدر الغداء

محمد التفراوتي29 سبتمبر 2021آخر تحديث :
اليوم العالمي لهدر الغداء

آفاق بيئية :   روما

يجب التصدي على وجه السرعة لبلاء الفاقد والمهدر من الأغذية من أجل تحقيق مقاصد عام 2030 في العالم

منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاء آخرون يحيون اليوم الدولي الثاني للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية

  يكتسي تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءة وشمولاً واستدامة بأهمية حاسمة للحيلولة دون مواصلة هدر الأغذية وفقدانها تقويض الجهود الرامية إلى استئصال الجوع وتحسين التغذية وتخفيف الضغط عن الموارد الطبيعية والبيئة. وكانت هذه الرسالة المنبثقة عن الحدث الذي أقيم اليوم والذي أحيت خلاله منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى جانب شركاء آخرين اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية.

إنّ نسبة 14 في المائة تقريبًا من الأغذية التي يتم إنتاجها تُفقد على مستوى العالم بين مرحلتي الحصاد والبيع بالتجزئة. ويوازي هذا خسارة قدرها 400 مليار دولار أمريكي في السنة من حيث قيمة الأغذية، في حين تشير التقديرات إلى هدر نسبة 17 في المائة من الإنتاج العالمي الإجمالي للأغذية

وجدير بالذكر أنّ نسبة 14 في المائة تقريبًا من الأغذية التي يتم إنتاجها تُفقد على مستوى العالم بين مرحلتي الحصاد والبيع بالتجزئة. ويوازي هذا خسارة قدرها 400 مليار دولار أمريكي في السنة من حيث قيمة الأغذية، في حين تشير التقديرات إلى هدر نسبة 17 في المائة من الإنتاج العالمي الإجمالي للأغذية (11 في المائة في الأسر المعيشية و5 في المائة في الخدمات الغذائية و2 في المائة في البيع بالتجزئة).

وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة “يجدر بنا تسريع وتيرة التقدم المحرز من أجل تحقيق المقصد 12-3 من أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030 المتمثل في خفض الفاقد والمهدر من الأغذية في العالم بمقدار النصف على طول سلاسل الإنتاج والإمداد، بما يشمل الفواقد في مرحلة ما بعد الحصاد” محذّرًا من أنّه “لم تبقَ أمامنا سوى تسعة مواسم (حصاد) للقيام بذلك”.

 وقالت السيدة Inger Andersen، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة “يستحوذ الفاقد والمهدر من الأغذية على نسبة تصل إلى 10 في المائة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وهي تستخدم موارد ثمينة من الأراضي والمياه من دون أي نتيجة تقريبًا. ومن شأن إحداث انخفاض ملحوظ في الفاقد والمهدر من الأغذية أن يؤدي إلى إبطاء تغير المناخ وحماية الطبيعة وتعزيز الأمن الغذائي – في وقت نحن فيه بأمسّ الحاجة إلى حدوث ذلك”. وانعقد الحفل اليوم لمناسبة إحياء اليوم الدولي الثاني للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية الذي أنشأته الأمم المتحدة في عام 2019.

وتخلّلت الحدث رسائل من كل من السيد Antonio Guterres، أمين عام الأمم المتحدة؛ ومعالي السيد Stefano Patuanelli، وزير السياسات الزراعية والغذائية والحرجية في إيطاليا؛ ومعالي السيد Joze Podgorsek، وزير الزراعة والغابات والأغذية في سلوفينيا؛ والسيدة Stella Kyriakides، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون الصحة وسلامة الأغذية؛ والسيد Gilbert F. Houngbo، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية؛ والسيد Amir Abdulla، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي.

وأشار السيد Maximo Torero Cullen، رئيس الخبراء الاقتصاديين في رسالته الترحيبية، إلى أنّ وجود شركاء متعدّدين في هذا الحدث هو دليل على أنّ “أي كيان عاجز لوحده عن معالجة مسألة الفاقد والمهدر من الأغذية. ومن الضروري أن ننتقل إلى العمل وأن نعالج العوامل المسببة لهدر الأغذية وفقدانها”. 

وشاركت من جهتها السيدة Beatrice Cyiza، المديرة العامة للبيئة وتغير المناخ في رواندا، في مائدة مستديرة للخبراء تناولت مسألة تسريع عجلة الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية من أجل تحقيق نتائج أفضل على صعيد النظم الزراعية والغذائية.

ويأتي هذا الحفل في أعقاب قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية التي انعقدت الأسبوع الفائت وتمخّض عنها إنشاء تحالف Food is Never Waste المولج تنفيذ إجراءات للحد من هدر الأغذية وفقدانها على المستوى القطري. وبموازاة ذلك، تستضيف منظمة الأغذية والزراعة أيضًا منصة مجموعة العشرين بشأن الفاقد والمهدر من الأغذية والتحالف من أجل الغذاء وهو مبادرة أطلقتها حكومة إيطاليا.

الفعالية والكفاءة في العمل

أشار المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في مداخلته إلى ضرورة التصدي للفاقد والمهدر من الأغذية من خلال إدماج الابتكارات الناجحة على طول سلسلة الإمدادات الزراعية والغذائية بواسطة منتجات وخدمات ونماذج للأعمال وتكنولوجيات متطورة. ومن شأن خفض الفاقد والمهدر من الأغذية أن يفضي إلى زيادة كفاءة استخدام الأراضي وتحسين إدارة موارد المياه، وهو ما سينعكس إيجابًا على تغير المناخ وسبل العيش.

وقال السيد شو دونيو “إنّ النجاح في التصدي للفاقد والمهدر من الأغذية يعني التحول إلى أنماط إنتاج واستهلاك أكثر استدامة وزيادة توافر الأغذية والحد من البصمة الكربونية على البيئة”. واستطرد قائلاً: “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام خسارة 75 مليار متر مكعّب من المياه سنويًا لإنتاج الفواكه والخضروات”.

التزام منظمة الأغذية والزراعة المستمرّ

تستضيف منظمة الأغذية والزراعة، بوصفها الوكالة الراعية المشاركة للمقصد 12-3 من أهداف التنمية المستدامة الذي يرمي إلى خفض فقدان الأغذية على مستوى المستهلك بحلول سنة 2030، المنصة الفنية لقياس الفاقد والمهدر من الأغذية والحد منهما وهي منصة مشتركة بين مجموعة العشرين ومنظمة الأغذية والزراعة والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية بهدف تسهيل تشاطر الممارسات الجيدة بين الأعضاء. وقد تمحور تقرير حالة الأغذية والزراعة لعام 2019 حول الفواقد الغذائية ولا سيما المؤشر العالمي للفواقد الغذائية. وفي يونيو/حزيران 2021، أقرّ مؤتمر المنظمة مدونة السلوك الطوعية للحد من الفاقد والمُهدر من الأغذية.

التعاريف

يحصل الفاقد من الأغذية على نحو ما تفيد عنه منظمة الأغذية والزراعة في مؤشر فقدان الأغذية من مرحلة ما بعد الحصاد وصولاً إلى مستوى البيع بالتجزئة، وإن كان لا يشمله.

 يشير هدر الأغذية إلى انخفاض كمية الأغذية أو نوعيتها نتيجة قرارات أو إجراءات يتخذها البائعون بالتجزئة ومقدمو الخدمات الغذائية والمستهلكون. ويتخذ هدر الأغذية أشكالاً عديدة:

  • فالإنتاج الطازج الذي يحيد عما يُعتبر مثاليًا، مثلاً من حيث الشكل والحجم واللون، غالبًا ما يُزال من سلسلة الإمداد خلال عمليات الفرز.
  • وغالبًا ما يتم التخلص من الأغذية التي شارفت على التاريخ المفضل لاستهلاكها أو تخطت هذا التاريخ من جانب البائعين بالتجزئة والمستهلكين.
  • وفي كثير من الأحيان، لا يتم استخدام كميات كبيرة من الأغذية السليمة الصالحة للأكل أو أنها تفيض وتُرمى من المطابخ المنزلية والمطاعم.
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!