إصدار موجز سياساتي بشأن السياحة وجائحة كوفيد-19 

محمد التفراوتي25 أغسطس 2020آخر تحديث :
إصدار موجز سياساتي بشأن السياحة وجائحة كوفيد-19 

السياحة وجائحة كوفيد-19الحاجة الماسة للحفاظ على الملايين من مصادر الرزق والفرصة للتحول

آفاق بيئية : بيروت

يبحث موجز السياسات “السياحة وكوفيد-19″ في تأثيرات الجائحة على قطاع السياحة، مع تركيز على مصادر الرزق عبر كل مناطق العالم من مختلف مراحل التنمية، إلى جانب جهود دفع التنمية المستدامة. وبالاعتماد على أحدث بيانات منظمة السياحة العالمية (UNWTO)، يحدد الموجز التأثير المحتمل للجائحة على السياحة العالمية وما قد يعنيه ذلك بالنسبة للوظائف وموارد العيش والتنمية الاقتصادية. ويقدم الموجز، في الوقت نفسه، لمحة عن دور السياحة في النهوض بأهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والشمولية والحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي. كما يعرض أمثلة لحكومات تدعم مواطن الشغل في السياحة، والحفاظ على التنوع البيولوجي والثقافة والتدابير لإعادة التشغيل الآمن للسياحة. ويقدم الموجز أخيرًا، توصيات لصانعي السياسات، مع تركيز على دور التجديد والرقمنة والتعاون والاستدامة.

تأثير كوفيد -19 على السياحة: غير مسبوق ولا نظير له

 السياحة هي أحد القطاعات الإقتصادية الرئيسية في العالم وثالث أكبر فئة تصديرية (بعد الوقود والمواد الكيميائية). وفي سنة 2019 مثلت 7٪ من التجارة العالمية. 

سنة 2019، بلغ عدد السياح الدوليين الوافدين 1.5 مليار سائح على خلفية عقد من النمو المتواصل . وشهدت جميع مناطق العالم نموًا قويًا حتى بداية 2020. وسافر نحو 9 مليار شخص آخرون داخل بلدانهم.

على الصعيد العالمي، تدعم السياحة واحدة من كل 10 وظائف وتوفر مورد عيش للملايين في الإقتصادات النامية والمتقدمة. ففي أوروبا لوحدها، تدعم السياحة 27 مليون وظيفة والملايين من الأعمال. وفي بعض الدول الصغيرة الجزرية النامية (SIDS) ، شكلت السياحة ما يصل إلى 80٪ من الصادرات . وتمثل أيضا في الوقت نفسها حصصًا مهمة من الإقتصادات الوطنية تعكس أهميتها عبر مستويات التنمية الاقتصادية – على سبيل المثال ألمانيا (3.9٪)، فرنسا (7.4٪)، أو إسبانيا (11.8٪)

كانت السياحة أحد أكثر القطاعات تضرراً من جائحة كوفيد -19. فالأزمة غير مسبوقة من حيث الحجم والإتساع، حيث تأثرت كل أجزاء السلسلة القيمة الشاسعة للقطاع.

أثر هائل على الإقتصادات ومصادر الرزق

في 2020، قد ينخفض عدد السياح الدوليين الوافدين بنسبة تتراوح بين 58٪ و78٪، بما يعرض 100 مليون وظيفة سياحية مباشرة للخطر . والشركات الصغيرة (التي تحمل على عاتقها 80٪ من السياحة العالمية) معرضة للخطر بشكل خاص.

قد ينخفض الإنفاق السياحي بما يتراوح بين 910 مليار دولار و1.2 تريليون دولار أمريكي في 2020. 

سيكون لهذه الصدمة الهائلة على السياحة الدولية والوطنية تأثير أوسع إذ يمكن أن تخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 15 ٪ إلى 2.8 ٪.

ضمن الفئات الأكثر عرضة للخطر نجد النساء والشباب (15-24)، والمجموعات التي لها كبر تمثيل في القطاع، والعاملين في الاقتصاد غير الرسمي 

 لن تكون أي دولة بمأمن من الضرر. ومن المرجح أن تكون الوجهات الأكثر إعتمادا على السياحة في التشغيل والنمو الاقتصادي الأكثر تضرراً: الدول الصغيرة الجزرية النامية والبلدان الأقل نمواً في كل منطقة من مناطق العالم هي أيضاً الأقل إستعداداً لإستيعاب الصدمة. ومن المتوقع أن تنخفض التدفقات العالمية للاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة تصل إلى 40٪ في 2020.    وفي الوقت نفسه، ستتأثر البلدان المتقدمة النمو أيضا.

الحفاظ على الكوكب – تخفيف التأثيرات على الطبيعة والثقافة

 الإنخفاض المفاجئ للطلب على السياحة قطع تمويل عمليات المحافظة على الطبيعة. يرتبط 7 % من السياحة العالمية بسياحة الحياة البرية، التي تنمو بنسبة 3٪ سنوياً.

يؤدي ذلك أيضًا لتعريض الوظائف في المجتمعات المحيطة بالموائل المحمية للخطر. وقد أدى ذلك إلى زيادة عمليات الصيد الجائر والنهب واستهلاك لحوم الطرائد.

  التأثير على الموارد الطبيعية للدول هام جدا خاصة في الدول الصغيرة الجزرية النامية والبلدان الأقل نمواً. في العديد من الوجهات الإفريقية، تعد الحياة البرية ما يصل ل 80٪ من الزيارات، وفي العديد من الدول الصغيرة الجزرية النامية، مولت عائدات السياحة أيضًا جهود الحفاظ على البيئة البحرية.

  أغلقت 90٪ من البلدان مواقع التراث العالمي، مع ما نتج عنه من عواقب اجتماعية واقتصادية على المجتمعات المعتمدة على السياحة. علاوة على ذلك، أغلقت 90٪ من المتاحف أبوابها خلال الأزمة، وقد لا يُعاد فتح 13٪ منها على الإطلاق. 

خمس أولويات لإعادة تشغيل السياحة

  1. تخفيف الآثار الاقتصادية والاجتماعية على موارد الرزق، سيما عمالة المرأة وأمنها الاقتصادي.
  2. تعزيز التنافسية وبناء القدرة على الصمود بما في ذلك عبر التنويع مع تشجيع السياحة المحلية والإقليمية حيث ما أمكن، وتسهيل بيئة أعمال ملائمة للمؤسسات متناهية الصغر والصغرى والمتوسطة.
  3. تطوير التجديد والتحول الرقمي للسياحة، بما في ذلك تشجيع الإبتكار والإستثمار في المهارات الرقمية، خاصة بالنسبة للعمال دون شغل مؤقتا وطالبي الشغل.
  4. تعزيز الإستدامة والنمو الأخضر لإدارة التحول نحو قطاع سياحي مرن وتنافسي وفعال في إستخدام الموارد وخال من الكربون.
  5. التنسيق والشراكات لإعادة تشغيل وتحويل القطاع نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضمان إعادة تشغيل وإنتعاش سياحي يضع الناس في المقام الأول والعمل معا لتخفيف ورفع القيود المفروضة على السفر بطريقة مسؤولة ومنسقة.

المضي معا للأمام 

  إلى جانب الأولويات الخمس المذكورة أعلاه، تؤكد منظمة السياحة العالمية على أهمية استمرار التنسيق والتعاون على كل المستويات.

 تأكيدا للمبدأ التوجيهي القائل “معا نحن أقوى”، حذرت قيادة منظمة السياحة العالمية من العواقب قصيرة وطويلة المدى المترتبة عن إتخاذ الحكومات قرارات أحادية الجانب، بما في ذلك التأثير السلبي المحتمل على جهود التعافي الأوسع وعلى ثقة المستهلك وعلى الثقة في السياحة الدولية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!