الصفقة الخضراء الأوروبية

محمد التفراوتي24 يونيو 2020آخر تحديث :
الصفقة الخضراء الأوروبية

حديث حول القوة التحويلية لاستراتيجيات الاتحاد الأوروبي من المزرعة إلى الشوكة والتنوع البيولوجي لبناء نظم غذائية صحية ومستدامة

الحفاظ على الموارد الطبيعية لكوكب الأرض مع ضمان الأمن الغذائي والنظم الغذائية الصحية للجميع

آفاق بيئية : روما / بروكسل

 شددت حلقة نقاش رفيعة المستوى شاركت في تنظيمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والاتحاد الأوروبي اليوم على أنه إذا أردنا التحول نحو نظم غذائية صحية ومستدامة وإعادة البناء بشكل أفضل بعد جائحة كوفيد-19، فإننا بحاجة إلى إعادة ربط الزراعة بخدمات النظام الإيكولوجي وإطلاق العنان للإمكانات الكاملة للتنوع البيولوجي لتعزيز غذائنا وإنتاجنا الزراعي.

وركزت المناقشة الافتراضية التي حملت عنوان “الصفقة الخضراء الأوروبية: حديث حول القوة التحويلية لاستراتيجيات الاتحاد الأوروبي من المزرعة إلى الشوكة والتنوع البيولوجي لبناء نظم غذائية صحية ومستدامة” على وسائل تعزيز التعاون بين الفاو والاتحاد الأوروبي في التصدي للتحديات التي تواجهها الإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي عبر جميع القطاعات الزراعية.

أعضاء برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية في حملة مع الشركاء، جمعية الجنوب للحفاظ على روبونوني، في نهر روبونوني في غيانا

وفي هذا السياق، قال شو دونيو، المدير العام للفاو، إن “التنوع البيولوجي أمر حيوي لتحسين الإنتاج الزراعي والغذائي والحفاظ على موارد كوكبنا ونظمه الإيكولوجية”، داعياً إلى بذل المزيد من الجهود لمنع فقدان التنوع البيولوجي الذي يقوّض قدرة العديد من النظم الزراعية على الصمود ويشكل تهديدا خطيراً للأمن الغذائي العالمي.

كما أشار شو في كلمته الافتتاحية إلى أن تحقيق الاستدامة على نطاق عالمي يتطلب أكثر من مجرد حلول فنية ورقمية. وفي إشارة إلى الصفقة الخضراء الأوروبية التي تم تبنيها مؤخراً، قال المدير العام للفاو: “إنها تنطوي على قرارات رئيسية متعلقة بالسياسات، وفي هذا الشأن، قام الاتحاد الأوروبي بخطوة كبيرة”.

وتحقيقاً لهذه الغاية، أشار شو إلى أن تنفيذ هذه القرارات الهامة في الميدان يتطلب جهوداً تعاونية قوية بين قطاعي البيئة والزراعة.

واختتم شو كلمته قائلاً: “نحن مستعدون للعمل مع جميع الجهات الفاعلة الرئيسية ذات الصلة، بما في ذلك قطاع البيئة، لمواكبة التغييرات عبر النظام الغذائي بأكمله، من البيئة إلى الإنتاج وصولاً إلى الاستهلاك”.

وفي أواخر عام 2019، اعتمدت المفوضية الأوروبية الصفقة الخضراء الأوروبية، وهي خارطة طريق واسعة النطاق لتطوير الاقتصاد الدائري في أوروبا، ومكافحة تغير المناخ، والحفاظ على التنوع البيولوجي والمحيطات والغابات.

وفي وصفها للمبادرة، قالت أورسولا فون دير لين، رئيسة المفوضية الأوروبية: “استعادة صحة الطبيعة وعافيتها هي سبيلنا الأساسي لحماية صحتنا الجسدية والعقلية ومكافحة تغير المناخ وتفشي الأمراض. الصفقة الخضراء الأوروبية هي في صميم استراتيجيتنا للنمو، وهي جزء من تعافٍ أوروبي يعيد إلى كوكب الأرض أكثر مما يأخذ”.

من جانبه، أشار جان تومبينسكي، الممثل الدائم للاتحاد الأوروبي لدى الفاو، في كلمة افتتاحية خلال حلقة النقاش اليوم، إلى الركيزتين الرئيسيتين للصفقة الخضراء الأوروبية، وهما استراتيجية من المزرعة إلى الشوكة واستراتيجية التنوع البيولوجي، موضحاً أن الاستراتيجيتين تعززان نهجاً متكاملاً يعكس القيمة الحقيقية للطبيعة والخدمات التي تقدمها لنا النظم البيئية. لا سيما فيما يتعلق بالزراعة والأمن الغذائي.

وشاركت في مناقشة اليوم كذلك سابين جوليشر، مديرة إدارة سلامة الأغذية والأعلاف في المديرية العامة للصحة وسلامة الأغذية بالمفوضية الأوروبية، وجون كلارك، مدير العلاقات الدولية في المديرية العامة للزراعة بالمفوضية الأوروبية، وأومبيرتو دلغادو روزا، مدير رأس المال الطبيعي في المديرية العامة للبيئة بالمفوضية الأوروبية، وكارلا مونتيسي، مديرة برنامج الكوكب والازدهار في المديرية العامة للتعاون الدولي والتنمية بالمفوضية الأوروبية، وماريا هيلينا سيميدو، نائبة المدير العام للفاو.

التعاون بين الفاو والاتحاد الأوروبي لتعميم التنوع البيولوجي في القطاعات الزراعية

يتعاون الاتحاد الأوروبي والفاو منذ عام 1991 من خلال عدد كبير من البرامج في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأدنى وأمريكا اللاتينية. وبين الأعوام 2016 و2019، ساهم الاتحاد الأوروبي بأكثر من 932 مليون دولار أمريكي في المشاريع والبرامج التي تنفذها الفاو.

وبفضل تمويل الاتحاد الأوروبي، تدعم الفاو حالياً مشروعات للقضاء على المخزونات المتقادمة لمبيدات الآفات، ولتنمية القدرات في مجال تحسين إدارة مبيدات الآفات في أفريقيا، على سبيل المثال.

وفيما يتعلق بالغابات، ففي برنامج الأمم المتحدة لخفض الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات وتدهورها، الذي يعد الاتحاد الأوروبي عضواً مؤسساً له، دعمت الفاو أكثر من ستين دولة لوقف إزالة الغابات وفي نفس الوقت معالجة تغير المناخ والحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية سبل العيش.

ويهدف برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية، الذي تنفذه الفاو وشركاؤه بتمويل من الاتحاد الأوروبي في 13 دولة، إلى معالجة مسألتي الحفاظ على الحياة البرية والأمن الغذائي.

كما قدم الاتحاد الأوروبي الدعم المالي لاستكمال وتعزيز نهج الصحة الواحدة، انطلاقاً من برنامج الإدارة المستدامة للحياة البرية الحالي. ويهدف هذا المشروع إلى زيادة فهم وتقييم المخاطر الحيوانية على طول سلاسل توريد اللحوم البرية، من الغابات إلى المستهلكين في المناطق الريفية والحضرية على حد سواء. كما يساعد البرنامج البلدان على بناء قدراتها للتنبؤ بمخاطر الأمراض الحيوانية، ووضع تدابير لمنع وتخفيف تلك المخاطر وعواقبها على الصحة العامة وعلى النظم الغذائية والتنوع البيولوجي.

عمل الفاو بشأن التنوع البيولوجي

في السنوات الأخيرة، أحرزت الفاو تقدماً كبيراً في دمج التنوع البيولوجي في جميع السياسات الزراعية.

فقد أطلقت المنظمة في العام الماضي تقريرها الرئيسي عن حالة التنوع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم. ويسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى حماية الموارد الطبيعية، بما في ذلك التنوع البيولوجي، وضرورة الحفاظ على الموارد الجينية واستخدامها لزيادة الإنتاجية.

كما اعتمدت المنظمة استراتيجيتها بشأن تعميم التنوع البيولوجي عبر القطاعات الزراعية، والتي تهدف إلى تقليل الآثار السلبية للممارسات الزراعية على التنوع البيولوجي، وتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة، والحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيزه والحفاظ عليه واستعادته.

وبالإضافة إلى ذلك، طورت الفاو مجموعة من الأدوات والتوجيهات المتعلقة بالتنوع البيولوجي عبر القطاعات، بما في ذلك مدونة السلوك الدولية بشأن استخدام الأسمدة وإدارتها على نحو مستدام، والعناصر العشرة للزراعة الإيكولوجية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!