آفاق بيئية : محمد التفراوتي
نظم معهد الوطني للبحث الزراعي بأكادير مؤخرا ندوة جهوية حول اختتام مشروع الفلاحة التضامنية والمندمجة( ASIMA) تحت عنوان “تثمين التنوع البيولوجي من أجل كسب عيش مستدام للسكان المحليين في آيت باها” .
واستعرض المعهد الوطني للبحث الزراعي بأكادير خلال هذا الملتقى مختلف المشاريع الناجحة والنتائج الرئيسية للمشروع على مستوى البحث والمنجزات والدعم التقني في مجال رصد انجراف التربة ومياه الأمطار ، ونقل المعرفة في مجال تثمين طحن الزيتون ، وتجارب زراعة النباتات العطرية والطبية و تثمينها فضلا عن تدريب مزارعي آيت باها. ثم التوصيات الرئيسية لتحسين استدامة مختلف الإجراءات .
وتفسح أنشطة مشروع الفلاحة التضامنية والمندمجة( ASIMA) المجال لصغار المزارعين لتحسين دخلهم، والاستفادة من الموارد الطبيعية المحدودة في المناطق الهامشية.
وتتجلى مساهمة المشروع في ضمان الحفاظ على التربة والتنوع البيولوجي من خلال العديد من التدابير بما في ذلك بناء قدرات الجهات الفاعلة المؤسسية والمزارعين في مجالات حفظ التربة والتنوع البيولوجي ، والإدارة المستدامة لنفايات زيت الزيتون عن طريق بناء الأحواض تراكم المياه النباتية ، والتكامل بين القطاعات من خلال إنتاج علف الماشية من منتجات الصبار والأركان ، وإنتاج النباتات العطرية والطبية للحفاظ على التنوع البيولوجي .وكذلك حماية أنواع تربية النحل التي أصبحت نادرة على نحو متزايد ، وخاصة النحل الأصفر.
وأفاد السيد عبد العزيز ميموني رئيس المعهد الوطني للبحث الزراعي بأكادير أن مشروع الزراعة التضامنية والزراعة المتكاملة في المغرب مشروع مستدام وتشاركي يندرج في إطار الدعامة الثانية من مخطط المغرب الاخضر يستهدف المناطق الهامشية القاحلة وشبه القاحلة في المغرب. وهو ممول من قبل مرفق البيئة العالمية ويتماشى مع المجالين الرئيسيين لمرفق البيئة العالمية من حيث الإدارة المستدامة للأراضي والحفاظ على التنوع البيولوجي وتعزيزه.
ويهدف المشروع إلى تخفيف الضغط على الموارد الطبيعية المرتبطة بالمنافسة المتزايدة على استخدام الأراضي ، من خلال الإدارة المتكاملة لقطاعي النباتات والغذاء و تربية الحيوانات ، وتنويع الأنشطة الزراعية ، وتقليل إنتاج النفايات والمخلفات والاستغلال الرشيد والفعال للمنتجات الثانوية ، وذلك فيما يتعلق بالإدارة المستدامة للتربة . كما عمل على تعزيز القدرات ، من خلال التطوير التشاركي للإجراءات التي تهدف إلى التكامل بين القطاعات وتطوير التبادلات بين المجتمعات المحلية على المستوى الإقليمي . وتحسين تدفق خدمات النظام الزراعي لضمان سبل عيش السكان المحليين ، من خلال دعم تسويق المنتجات المحلية.
وينشد المشروع ، يضيف ميموني ، إلى دمج التنوع البيولوجي والحفاظ عليه بشكل مستدام في نظم الإنتاج. وعمل المشروع على اعتماد ممارسات التدبير المندمج وتعزيز الممارسات التقليدية القائمة ؛ وتهيئة بيئة مواتية في القطاع الزراعي وتحسين الإدارة الزراعية والإدارة المستدامة للمناطق الإنتاجية والمناظر الطبيعية ، ودعم التنمية المستدامة لقطاعات المنتعشة اقتصاديًا والتي تلعب فيها المرأة القروية دورًا رئيسيًا.
وعمل المشروع على زيادة اعتماد تدابير الحفاظ على التربة والتنوع البيولوجي في مشاريع مختارة تستهدف المزارعين أصحاب الحقول الصغيرة في المناطق الهامشية .
وفي سياق دعم الزراعة التضامنية ،عمل المشروع على دمج سلسلة من التدخلات والتدابير الإضافية في تخطيط وتنفيذ مشاريع المخطط الاخطر( الدعامة الثانية ) ، مما سيساعد في تنويع مصادر دخل المزارع الصغير ، وإدارة المخاطر بشكل أفضل (خاصة فيما يتعلق بتغير المناخ) ، وخلق سبل التآزر بين القطاعات باستخدام المنتجات الثانوية للقطاع كمدخلات في الزراعة. والنظر بشكل أفضل إلى المخاطر البيئية على مستوى النظام الإيكولوجي ، مما سيؤدي إلى زراعة أكثر استدامة ، بمشاركة نشطة مع جميع أصحاب المصلحة في المجتمع ، وخاصة النساء القرويات.
وتحدث السيد مبارك هشام عن المكونات الرئيسية لمشروع أسيما في منطقة آيت باها وتناول السيد عبد العزيز ميموني عن مختلف الموضوعات والأنشطة الرئيسية المنجزة من قبل المعهد الوطني البحث الزراعي بأكادير في سياق مشروع ASIMA .
واستعرض السيد أحمد وفاية حصيلة مشروع الفلاحة التضامنية والمندمجة بالمغرب و رصد انجراف التربة وحصاد مياه الأمطار في المناطق الجافة بآيت باها متناولا تجربة السدود الترابية والآبار الرشحية والسدود الرملية والسدود الإسمنتية. ومنشآت تجميع وحصاد مياه الأمطار . وحصاد مياه الشعاب لسقي المدرجات والسدود التقليدية و الحديثة والخطارات حيث تعرف منطقة الحوز-مراكش ، على سبيل المثال ، أكثرمن 650 خطارة لسقي 20 ألف هكتار. وتحدث وفاية كذلك عن نظام حصاد مياه الأمطار على الأسطح وتقنيات الفلاحة المحافظة والحرث المحافظ والغطاء النباتي المحافظ (أخضر أو يابس) ثم تجربة وحدات رصد التعرية في مواقع جغرافية مختلفة ، وتقنية بناء وإعادة تأهيل المدرجات الزراعية. والري بالتنقيط تحت ضغط منخفض في المناطق الجبلية كخيار مستدام لتحسين ظروف عيش الساكن ، مشيرا إلى تقنيات إدارة سقي الزيتون في المناطق الجبلية الجافة بالمغرب . وأوصى وفاية ، رفقة مجموعة البحث ، بوجوب إنشاء بساتين نموذجية للزراعات التقليدية و إنشاء المساطب والحويضات الزراعية لتحسين فعالية استغلال مياه الأمطار و بناء المطفيات/الخزانات- (إفرض) للرفع من مخزون الماء وكذا إدخال وتجربة زراعات جديدة تتأقلم مع الجفاف وذات مردودية مرتفعة ، ثم بين مساعي تكوين فرق محلية لإنشاء وإعادة تأهيل المدرجات الزراعية و إدخال تقنيات جديدة للري قصد الاقتصاد في الماء.
وعرض السيد خالد عازم محور نقل المعرفة المتعلقة بتثمين نفايات طحن الزيتون وتثمين النباتات العطرية والطبية وتوسعة وإعادة تأهيل وتثمين الزيتون كأرض خصبة للتخصيب العضوي لأشجار الزيتون والمحاصيل الأخرى . وحماية البيئة وتحسين إنتاج الزيتون ودخل المزارعين ثم المساهمة في اختيار موقع وحدة الطحن والتسميد بطريقة تشاركية واختيار وحدة الطحن.
وتحدث عازم عن تدريب المزارعين على التسميد والتسميد العضوي ببساتين الزيتون مذكرا بموقع مصنع الطحن الزيتون والتسميد في منطقة “تالميست” ومبرزا الخصائص التقنية لوحدة طحن الزيتون والسماد وعملية التسميد والتعديل العضوي لأشجار الزيتون .
واستعرض السيد قارة يوسف عملية تدجين وتثمين النباتات العطرية وعرض السيد عبد العزيز ميموني مختلف التداريب التي تلقاها المزارعون بغية تعزيز قدراتهم لمواجهة مختلف الاشكالات المناخية والبيئية والتقنيات الزراعية الدقيقة .
يشار أن مشروع التضامن والزراعة المتكاملة في المغرب (ASIMA) ممول من مرفق البيئة العالمية (GEF) ويديره البنك الدولي ، وتم تنفيذ هذا المشروع على مستوى مناطق سوس ماسة (أكادير وتزنيت) ومراكش آسفي (مراكش ورحامنة والصويرة) تحت إشراف وكالة التنمية الزراعية (ADA).كما أن تكلفته ناهزت حوالي 6,44 مليون دولار .