إدماج المرأة القروية  في المنظومة البيئية والمحيط السوسيواقتصادي

محمد التفراوتي17 أكتوبر 2017آخر تحديث :
إدماج المرأة القروية  في المنظومة البيئية والمحيط السوسيواقتصادي

 

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

إدماج المرأة القروية  في المنظومة البيئية والمحيط السوسيواقتصادي  بات أمرا ملحا يستوجب التأطير والتدريب على وسائل الإنتاج المحلي والتكيف المناخي .

في عمق الاطلس الكبير بحوض تانسيفت هناك مجموعة من النساء بمنطقتي “أوريكا” و”ستي فاضمة” بادروا بتأسيس تعاونية نسائية  “تعاونية نساء الحوز لتدوير وتتثمين النفايات الصلبة ”  بدعم من مشروع ” إدارة المياه ودفع مقابل الخدمات البيئية في سياق تغير المناخ ” (GIREPSE) الذي تنسقه الجمعية المغربية للعلوم الجهوية (AMSR)   .

وتهدف هذه المبادرة إلى المساهمة في حل مختلف الاشكالات البيئية وتأقلم الساكنة المحلية مع التغيرات المناخية . ويعد هذا النشاط وسيلة عملية لتحسين الوضع المعيشي عبر خلق فرص الشغل ودخل مادي  للنساء المنخرطات . وكذا المساهمة في تحقيق ظروف بيئية سليمة . وتتمحور أنشطة التعاونية حول  تثمين نفايات البلاستيك والنفايات العضوية عبر صناعة الحلي والسماد الطبيعي (composte ) . وعملت هؤلاء النساء على تدوير نفايات البلاستيك وإنجاز حلي مزركشة من القنينات البلاستيكية المعاد تدويرها .  

وابتدعت أنامل نساء المنطقة ، من الزجاجات البلاستيكية المعاد تدويرها ، منتوجات جميلة من حلي وقلادة بديعة تختزل مهاراتهن وإبداعاتهن المتنوعة . وشكل المعرض الذي أقامته هذه التعاونية على هامش مؤتمرعلمي نظمته الجمعية المغربية للعلوم الجهوية (AMSR) .بالرباط  ، مؤخرا ، فرصة  لعرض منتوجاتها وتسويقها حيث لقيت إعجابا وتجاوبا ملفتا من لدن المشاركين في المؤتمر . 

ويعاني الحوض المائي لأوريكا المنطقة  من اشكالية  التلوث  بفعل النفايات الملقاة على ضفاف الوادي . ووعيا لما تشكله النفايات المنزلية من أضرار صحية وبيئية بادرت التعاونية إلى صناعة سماد عضوي  من بقايا النفايات المنزلية .  وستساهم مبادرة  التعاونية في تقليص تكاليف التخلص من  النفايات الصلبة ، وتوفير دخل مادي للمجموعات النسائية. فضلا عن دور السماد في تحسين جودة التربة عبر تنشيطها وزيادة خصوبتها لما تحتوي عليه  من عناصر ضروؤية للنباتات والإنتاج الزراعي  .

واستفادت التعاونية من هبة تتكون من معدات لصنع السماد في وقت وجيز تستخدم بالكهرباء الناتج عن الطاقة الشمسية . وتم تسليم نساء التعاونية هذه المعدات في لقاء ، يوم الجمعة 13 أكتوبر 21017 ، بمقر الجماعة القروية  “ستي فاضمة ” الذي حضره  السيد الهاشمي محمد رئيس الجماعة و السيد عبد العزيز ببقيقي المدير الجهوي للتنمية المستدامة بمراكش والسيد عبد اللطيف الخطابي منسق المشروع ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الجهوية وكذا السيدة ساندرا كانيون (Sandra Gagnon) ممثلة المركز العالمي للبحث من أجل التنمية الكندي (CRDI) الذي يمول مشروع  (GIREPSE).

ويذكر أن النساء أعضاء التعاونية يتوفرن  كذلك على خبرة في تحليل جودة المياه وقياس درجة حموضتها  ، حيث سبق لهن  بتدريبات في مجال صنع مصفاة للمياه الملوثة. حيث وفرت لهن عدد من المعدات لصنع مصفاة منزلية من رمال رقيقة وقطع من الثوب وأحجار وفحم وأواني بلاستيكية.

يشار أن مشروع (GIREPSE)  عمل على تكوين هؤلاء النساء في مخلتف المجالات السالفة الذكر ، كما وفر لهن عدة إمكانات استعمال تقنيات الانترنيت  . وتتواصل هؤلاء النساء عبر شبكة تواصلية اجتماعية ، تتيح لهن تبادل المعلومات حول القضايا والاشكالات البيئية  التي  تواجه المنطقة ، خصوصا أثناء الفيضانات والسيول الكبيرة خلال فترات هطول الأمطار الغزيرة و أثناء عواصف الصيف.

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!