نحو مخطط الإستراتيجي يحد من تمدد الصحراء

محمد التفراوتي1 يوليو 2008آخر تحديث :
نحو مخطط الإستراتيجي يحد من تمدد الصحراء

آفاق بيئية : محمد التفراوتي

يقدر تدهور الغطاء الغابوي بالمغرب سنويا بما يعادل 31000 هكتارا، الأمر الذي يزيد من العواقب الناجمة عن دورات الجفاف المتتالية وخضوع جل مناطق المغرب لمناخ جاف واستغلال غير معقلن للموارد الطبيعية.

ومن المعروف ان 93% من مساحة المغرب توجد ضمن المناطق المهددة بالتصحر، خصوصا تلك التي توجد بالمناطق ذات حساسية شديدة كالمناطق الجنوبية لجبال الأطلس التي تمتد على 87% من التراب الوطني. في حين تعاني المناطق الشرقية والجنوبية للمغرب من زحف الرمال الذي يؤثر كثيرا على وسائل الإنتاج وعلى قنوات السقي والطرق وغيرها.

ويعد تراكم الملوحة في التربة أحد مظاهر التصحر الذي تعرفه جل المجالات المسقية بالمغرب، والذي يهم 350000 هكتارا، خصوصا بمنطقة تافيلالت، ناهيك عن 5 ملايين هكتار من الأراضي الفلاحية تعاني من التدهور الهيكلي للتربة، يقود إلى نقص متزايد في مردودية وإنتاجية الأراضي الزراعية.

كل هذه المظاهر ذات المخلفات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية تبرز حدة ظاهرة التصحر بالمغرب

وقد تم تقييم التدهور المباشر بالأراضي الفلاحية والمراعي وكذا بالغابات بما يناهز 23 مليار درهم في السنة.

وابرز عبد العظيم الحافي المندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر، التدخلات الجارية لمواجهة الانجراف والحفاظ على التربة من خلال البرنامج الاستراتيجي الوطني المرتكز على دراسة الأحواض المائية على اتساع 20 مليون هكتار خاضعة للتصنيف حسب الاولويات التي يمليها حجم قابلية الحوض للانجراف على اتساع 1.5 مليون هكتار، وذلك لأغراض المعالجة، كتثبيت التربة. وقد حيث إنجاز معالجة ما يفوق 560 ألف هكتار.

وعلى مستوى زحف الرمال والحد من آثارها السلبية، يشير الحافي الى انه قد تمت معالجة ما يفوق 35 ألف هكتار من المواقع، وتثبيت الكتبان الرملية التلية والشريط الساحلي عبر العمليات الميكانيكية والتشجير بالأصناف الملائمة.

وأفاد المندوب السامي للمياه والغابات ومكافحة التصحر بمناسبة لقاء تحسيسي بمدينة الراشيديةّ، تخليدا لليوم العالمي لمحاربة التصحر، ان الدولة قامت في ميدان تعبئة المياه ببناء سدين مهمين بالمناطق الجنوبية مكنّا من توفير الماء والحد من الفيضانات مع تطوير البحث حول شجرة النخيل الذي مكن من إعداد مخطط وطني لتأهيل واحات النخيل فضلا عن حماية الواحات من انجراف التربة والمحافظة على التنوع البيولوجي بالمناطق المجاورة وزحف الرمال عبر الكتبان الرملية على مساحة 1500 هكتار أهلت من حماية أكثر من 35 مجمع سكني و27 واحة على مساحة تفوق 8500 هكتار و28 كلم من الطرق والمنشآت الهيدروفلاحية.

وأبرز الحافي مختلف المشاريع المنجزة في مجال المحافظة على الغابات وتنميتها ومكافحة التصحر من خلال السياسة الفلاحية ومخطط “المغرب الأخضر” والبرنامج الوطني لمكافحة التصحر…

اشتمل الاحتفاء، والذي اختير له في هذه السنة شعار: ”مكافحة تدهور الأراضي لضمان فلاحة مستدامة” عروضا تحليلية تناول من خلال ذلك السيد غانم محمد الآفاق المستقبلية لتخطي المعيقات والصعوبات ليبرز سبل تفعيل نظام تتبع التصحر وتقييم مشاريع المكافحة بمساهمة جميع المتدخلين وكذا ابتكار آليات مالية تجمع بين الموارد الذاتية وتلك المحصل عليها في إطار الشراكة ثم تشجيع مقاربات تمكن من توفير الموارد المالية الضرورية لمواجهة التصحر على المستوى المحلي.

ومن جهته تناول المدير الجهوي للمندوبية السامية للمياه والغابات بجهة مكناس بنمسعود محمود المخطط العشاري لمصلحة المياه و الغابات بالراشدية 2005-2014 ومشاريعه والعمليات الأفقية العاملة على تحديد و تحفيظ الملك الغابوي ودراسة تهيئة السهوب والغابات.

وقدم في نفس السياق مختلف المشاريع المبرمجة من قبيل مشروع تهيئة المحميات الطبيعية (المنتزه الوطني للأطلس الكبير الشرقي، محمية مسيسي وأفردو) ومشروع محاربة زحف الرمال ومشروع الحفاظ على الحوض المائي لزيز إذ تم تخصيص غلافا ماليا إجماليا للبرنامج العشاري نحو 60 مليون درهم.

وأبرز السيد بنمسعود محمود آثار المخطط الثلاثي 2005-2007 على مستوى تـحصين 23000 هكتارا من الملك الغابوي وحماية 3400 هكتار من الأراضي الزراعية و3 كلم من الخطارات والسواقي و5 كلم من الطرق و 8 تجمعات سكنية من زحف الرمال وحماية دوار واحد و30 هكتار من الأراضي الزراعية من الفيضانات والمحافظة على التنوع البيولوجي من خلال التخليف الطبيعي لـ4000 هكتارا من غابات الطلح الصحراوي وإعادة توطين بعض الحيوانات البرية وتحسين مستوى عيش الساكنة من خلال خلق ودعم أكثر من 60 جمعية للتنمية المحلية وإنعاش المشاريع المدرة للدخل والمساهمة في خلق 85000 يوم عمل.

واستعرض عليوي عبد الغاني عن مصلحة الإنتاج الفلاحي بالراشيدية مجال إعادة هيكلة وإعمار الواحات وأهمية قطاع النخيل بمنطقة تافيلالت حيث ثم حصر عدد الأشجار في 1.500.000 شجرة نخيل و26000 طن كمعدل للإنتاج السنوي حيث يقدر معدل قيمة المنتوج بـ 300 مليون درهم.

وتناول السيد عليوي كذلك مشاريع التنمية المبرمجة والمستقبلية خصوصا مشروع تأهيل الواحات

عبر إعادة تأهيله تدريجيا من خلال غرس 40000 فسيلة سنويا فضلا عن إحداث ضيعات جديدة لغراسة أشجار النخيل تعد كأساس لتعميم التقنيات الجديدة بالمنطقة للزيادة في الإنتاج وتثمينه.

يشار إلى أن الاحتفاء عرف التوقيع على اتفاقيات شراكة مع مختلف القطاعات من عمالة الراشيدية، المجلس البلدي، المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بتافيلالت و الجماعة القروية للطاووس يتم بموجبهم غرس 1،5 مليون شجرة على مدة 10 سنوات وخلق مساحات خضراء بمركز مرزوكة وتثمين سهوب أزير وتنفيذ مشروع التنمية المندمجة بالمناطق الجبلية للراشيدية .

ويذكر انه تمت زيارة ميدانية لورش محاربة زحف الرمال لحماية الواحة والخطارات بأولاد علي وكذا زيارة ضيعة فلاحية لرياض تافيلالت ببودنيب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!