قمة  الضفتين: الاتحاد من أجل المتوسط يتبنى أفكار المشروعات الخاصة بالمجتمع المدني الأورو-متوسطي

محمد التفراوتي24 يونيو 2019آخر تحديث :
قمة  الضفتين: الاتحاد من أجل المتوسط يتبنى أفكار المشروعات الخاصة بالمجتمع المدني الأورو-متوسطي

آفاق بيئية : مارسيليا

يجتمع وزراء الخارجية من الدول العشر في غرب البحر المتوسط وألمانيا بالإضافة إلى رؤساء المنظمات الدولية والإقليمية الرئيسية العاملة في منطقة البحر المتوسط في “قمة الشاطئين”. ويتميز الحدث بتبادل وجهات النظر الاجتماعية والسياسية والعملية مع مجموعة من أبرز ممثلي المجتمع المدني في المنطقة.

يشارك الاتحاد من أجل المتوسط (UfM) بفاعلية في القمة لتعزيز رؤية شاملة للبحر المتوسط وطرح وجهات النظر وتبني عدد من مشروعات الشباب والمجتمع المدني من جميع البلدان الأورو-متوسطية.

تسعى القمة في أعقاب المنتديات التحضيرية التي عقدت في مدن مختلفة من المنطقة إلى عرض قصص النجاح الملموسة والتوصيات بالإضافة إلى إطلاق مشروعات تنموية محددة في المنطقة.

يشارك أمين عام الاتحاد من أجل المتوسط، ناصر كامل، اليوم في “قمة الشاطئين” في مرسيليا. تجمع القمة بين بلدان غرب المتوسط العشر (المعروفة أيضًا باسم حوار 5 + 5[1]) بالإضافة إلى ألمانيا، وستتألف من اجتماع لوزراء الخارجية ورؤساء المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في البحر المتوسط مع 100 من ممثلي المجتمع المدني البارزين من دول حوار 5 + 5.

يستهدف الاتحاد من أجل المتوسط الاعتماد على الآلية المتجددة التي توفرها هذه المبادرة وحوار 5 + 5 تعزيزاً لتضافر الجهود الإقليمية الحالية واسعة النطاق، مع طرح آراء الأجيال المقبلة من المنطقة الأورو-متوسطية بشكل عام.

وقد شارك الاتحاد من أجل المتوسط في المبادرة من خلال المشاركة في جميع المنتديات التحضيرية ثم عقد اجتماع في برشلونة تتضمن ما يزيد عن 140 ممثلاً عن المجتمع المدني ومنظمات الشباب والجهات الفاعلة من غير الدول من المنطقة الأورو-متوسطية بشكل عام لاقتراح عدد من التوصيات والسيناريوهات المشتركة لتعزيز التعاون في نطاق واسع من  الموضوعات الرئيسية، وهي: البيئة والمياه والطاقة، والتكامل الاقتصادي، وتمكين المرأة والشباب، وكذلك التعليم (يمكن الاطلاع على استنتاجات الحوار الإقليمي  بعنوان “الآراء المشتركة حول القضايا الرئيسية في البحر المتوسط” بالضغط على الرابط).

وأكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط أن “أفضل طريقة لتعزيز إطار عمل سياستنا المتوسطية بشكل جماعي هو تضافر الجهود والتعاون للاستفادة من المبادرات الحالية والخبرات ذات الصلة لبناء جدول أعمال إيجابي وفعال. كما يجب أن نعمل معًا لتحقيق التزام حقيقي لمعالجة التحديات الإقليمية الرئيسية وتعظيم الأثر الإيجابي منها. كما أننى على ثقة بأن الاجتماع الذي سيعقد في مرسيليا سيشمل صوت الشباب الأورو-متوسطي “. وسوف يركز الخطاب بشكل خاص على التحديات البيئية الملحة التي تواجه المنطقة، وسيركز على الحاجة إلى بناء منطقة مستدامة في البحر المتوسط.

ويبلغ عدد الشباب حول العالم ما يقرب من 1,8 مليار شاب ينتمون إلى جيل يمثل إمكانات هائلة وقوى غير مسبوقة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي، وتزخر المنطقة الأورومتوسطية بعدد هائل من الشباب، حيث تمثل نسبة من يقل أعمارهم عن 30 عامًا  حوالي 60٪ من إجمالي عدد سكان المنطقة ، لذا، فتعد المنطقة الأورو-متوسطية واحدة من أكثر المناطق الشابة في العالم.  ومن هذا المنطلق، وضع الاتحاد من أجل المتوسط الشباب من ضمن أحد أهم محاور عمله، مع التركيز على بناء أجندة لمشاركة الشباب في البحر المتوسط بشكل شامل في جميع أنشطة الاتحاد. وتعتبر مبادرتي HOMERe  و MedNC، والتي سلط عليها الضوء خلال المنتديات التحضيرية للقمة، من ضمن أولى خطوات العمل في إطار استراتيجية مشاركة الشباب.

“شبكة فرص البحر الأبيض المتوسط الجديدة” (MedNC) و “فرصة عالية لانتداب إطارات الامتياز في البحر المتوسط (HOMERe)، هما مبادرتان ذات تأثير إقليمي يدعمهما الاتحاد من أجل المتوسط

يروج مشروع فرصة عالية لانتداب إطارات الامتياز (HOMERe)   لتنقل الطلاب البارزين في آخر سنة دراسية لهم قبل التخرج داخليا بين دول البحر المتوسط لأغراض مهنيةً. والهدف من ذلك هو تسهيل انتقالهم من البيئة الأكاديمية إلى أدوار المؤهلين المبتدئين في بلادهم ، ففي منطقة تزيد فيها عادة نسب البطالة بين الشباب الحاصلين على مؤهلات عليا، تعكس النتائج الحالية أثر إيجابي، حيث تم توظيف 70% من الذين تلقوا تلك البرامج التدريبية بالخارج بعد عودتهم إلى بلادهم .

وعلى هامش القمة، تم إطلاق المرحلة الثانية من هذه المبادرة خلال المؤتمر السنوي ل HOMERe ، الذي عقد في 21 يونيو الماضي في مرسيليا.

وتعد “شبكة الفرص المتوسطية الجديدة” من بين المبادرات الهامة الأخرى التي أطلقها الاتحاد من أجل المتوسط والتي تم عرضها في الفترة التي سبقت انعقاد القمة ، وهي مبادرة مستوحاة من النموذج الفرنسي لمدارس الفرصة الثانية. وتعالج هذه المبادرة التحديات المتمثلة في إمكانية إدماج الشباب من غير المسجلين في الصفوف التعليمية أو التوظيفية أو التدريبية (NEETs)  وتأهيلهم اجتماعياً ومهنياً من خلال حشد وتعزيز التعاون بين المنظمات والخبراء ومدارس الفرص الثانية في البحر المتوسط، حيث استفاد من المشروع حتى الآن أكثر من 26000 شاب في المنطقة ويجري تنفيذه حاليًا في الجزائر ومصر وفرنسا ولبنان والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتونس. وسيواصل الاتحاد من أجل المتوسط السعي لضمان إمكانية تكرار نموذج المبادرة في جميع أنحاء المنطقة.

ويمثل كلا المشروعين جزءًا من مبادرة البحر المتوسط للوظائف (Med4Jobs).

[1] انطلق منتدى غرب المتوسط، والذي يشار إليه عادة باسم حوار 5 + 5، رسميًا في روما عام 1990 كمنتدى شبه إقليمي غير رسمي لتعزيز العلاقات والحوار وتحديد المجالات الرئيسية للتعاون العملي. يشمل حوار 5 + 5 الجزائر وفرنسا وإيطاليا وليبيا ومالطة وموريتانيا والمغرب والبرتغال وإسبانيا وتونس.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!