آفاق بيئية: محمد التفراوتي
انطلقت فعاليات اليوم الأول من الملتقى العلمي الذي جمع نخبة من الباحثين والخبراء من المغرب وخارجه، لتدارس أحدث الابتكارات والتحديات في مجالات الماء، البيئة، والمواد، وذلك في إطار مقاربة متعددة التخصصات تهدف إلى تعزيز البحث العلمي وتبادل الخبرات حول القضايا البيئية والتنموية الراهنة.
اليوم الأول حمل في طياته مداخلات علمية غنية، كان أبرزها عرض البروفيسور الحسين بوعشو بعنوان: “New Technologies for Water Resources Management: Insights from Morocco”. مداخلة سلطت الضوء على واقع الموارد المائية في المغرب، حيث يستهلك القطاع الزراعي حوالي 85 فب المائة من هذه الموارد، في ظل ضغط متزايد من التغيرات المناخية والاستغلال المفرط الذي يهدد الاستدامة.
البروفسور بوعشو قدم رؤية متكاملة لإدارة المياه عبر أدوات وابتكارات حديثة، من بينها القياسات الميدانية الدقيقة (in situ). و المراقبة الفضائية باستخدام صور الأقمار الصناعية. ثم النمذجة متعددة التخصصات، وكذا
بروتوكولات “ذكية” لإدارة مياه الري اعتمادا على تقنيات الأغرو-ميتيورولوجيا. و إشراك الذكاء الجماعي لبناء نموذج إدارة مستدامة.
و يتجاوز الأثر المتوقع لهذه المقاربة الجانب التقني، إذ يسعى إلى إحداث تحول رقمي في قطاع الماء والفلاحة، وتحسين ظروف عيش الفلاحين عبر رفع كفاءة الإنتاج، وجعل الزراعة أكثر جاذبية للشباب، مع تعزيز التدريب وبناء القدرات.
وتطرق النقاش مع الشركاء والمستخدمين إلى التوجهات والالتزامات، و القيود المرتبطة بنقص الموارد البشرية وقواعد البيانات، إضافة إلى المساهمات المنتظرة من حيث توفير الأدوات والكفاءات. كما اعتمدت المنهجية على طرح أسئلة بسيطة وفعالة (ماذا؟ من؟ أين؟ متى؟ كيف؟ كم؟ لماذا؟) لتوزيع المهام بشكل منظم، بما يضمن وضوح الرؤية وتكامل الجهود.
يشار أن مؤتمر WaMEC 2025 يبرهن أن التكنولوجيا الحديثة رافعة أساسية لإدارة الموارد المائية في المغرب والعالم. ومن أكادير، تنطلق رسالة مفادها أن مواجهة التحديات المناخية والضغط الزراعي تتطلب حلولا مبتكرة، قائمة على العلم، التعاون، والذكاء الجماعي.
