مسارات التحول MED 2050

محمد التفراوتي6 فبراير 2025آخر تحديث :
مسارات التحول MED 2050
ورشة عمل لبناء سيناريوهات بديلة في سياق مغربي 
آفاق بيئية: طنجة
لقد تغير السياق المتوسطي بشكل كبير، مع تكثيف المخاطر المرتبطة بتغير المناخ والاضطرابات الجيوسياسية وظهور تكنولوجيات جديدة، مما يجعل التنبؤات لعام 2050 أقل يقينا ويؤكد على الحاجة إلى التكيف مع مستقبل متنوع ومتعدد. ولقد حدث أيضا تغيير في المنظور المتعلق بالبحار والمحيطات، مع زيادة الاهتمام بحمايتها والتهديدات التي تواجهها. ومن الضروري بالتالي توقع التغيرات في النظم البيئية البحرية، وتسليط الضوء على التحول نحو التنمية المستدامة وتحديد المخاطر الرئيسية.
يهدف مشروع MED 2050، الذي أطلقته منظمة Plan Bleu في أوائل عام 2020، إلى تطوير رؤية تعاونية لمستقبل البحر المتوسط ​​بحلول عام 2050، من خلال حشد أصحاب المصلحة من المناطق الثلاث المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط. يتميز مشروع MED 2050 بأسلوبه التشاركي، حيث يضم حوالي مائة خبير والعديد من المشاورات مع مختلف أصحاب المصلحة في المنطقة. ولم تقتصر هذه المبادرة على وضع سيناريوهات مستقبلية، بل سعت أيضا إلى إرساء مسارات انتقالية نحو النتائج المرجوة، مع الأخذ بعين الاعتبار تغير المناخ وتأثيراته على منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وقد أدى هذا التقرير، الذي يعرض نتائج المراحل الثلاث الأولى من عملية الاستشراف، إلى إنشاء ستة سيناريوهات مستقبلية للبحر المتوسط. ويسلط التقرير الضوء على أهمية التفكير الجماعي في “مسارات الانتقال” اللازمة لتحقيق السيناريوهات المرغوبة وتجنب السيناريوهات الأقل مرغوبية، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المرتبطة بتغير المناخ. وفي الواقع، تم تسليط الضوء على الحاجة إلى إدراج تنوع الرؤى التي عبر عنها الفاعلون في منطقة البحر المتوسط، مع تفضيل النهج التشاركي.
لا يقتصر تقرير MED 2050 على بناء سيناريوهات بديلة، بل يهدف أيضا إلى تطوير المواد لمناقشة مسارات الانتقال الواقعية نحو هذه السيناريوهات المرغوبة، وبالتالي بدء المناقشات على مستوى المناطق الفرعية للبحر الأبيض المتوسط ​​اعتبارًا من عام 2024. هذا العمل ليس غاية في حد ذاته، بل هو بداية لمشروع أوسع يهدف إلى زيادة الوعي وإشراك جماهير متنوعة في قضايا التنمية المستدامة، استعدادًا لمراجعة استراتيجية البحر الأبيض المتوسط ​​للتنمية المستدامة (MSSD) وسيساهم في المناقشات في مؤتمر الأطراف الخامس والعشرين المقرر عقده في ديسمبر 2025.
وفي هذا السياق، نظم المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية، بالتعاون مع برنامج “المخطط الأزرق” بمدينة طنجة، يومي 4 و5 يناير 2025، ورشة عمل. ولتحقيق هذه الغاية، حشد المعهد الملكي للدراسات الإستراتيجية حوالي عشرين شخصا من الخبراء من مختلف المجالات، لمناقشة السيناريوهات التي تم تطويرها وكيفية تطبيقها في السياق المغربي.
ترأس السيد محمد توفيق مولين، المدير العام لمعهد الدراسات الاستراتيجية، والسيد روبن ديغرون، مدير ” Plan Bleu”، جلسة افتتاحية تضمنت تقديم جدول الأعمال والمشاركين، تل تها استعراض لمبادرة MED 2050 والسيناريوهات المحتملة لمستقبل المنطقة. بعد استراحة قصيرة، ناقش المشاركون التوجهات والتحديات والقطيعات المستقبلية، ثم تم اختيار ثلاثة سيناريوهات رئيسية: سيناريو إيجابي، سيناريو سلبي، وسيناريو انتقالي، مع تحليل مدى ملاءمتها للواقع المغربي.
في فترة ما بعد الظهر، تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات عمل لمناقشة السيناريوهات من حيث الفهم، إمكانية تحقيقها، والسبل الانتقالية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى. تعقب ذلك استراحة أخرى، ثم إعداد تقارير النتائج والمقترحات، تلاها نقاش ختامي حول الإجراءات ذات الأولوية والمخرجات الرئيسية. اختتمت الورشة بجلسة تقييم شاملة حول النتائج والدروس المستفادة،
اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!