رسالة مفتوحة إلى السيدة زكية الدريوش كاتبة دولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القرورة والمياه والغابات مكلفة بالصيد البحري
لا حديث في قطاع الصبد البحري إلى عن التجاذبات التي بلغ صدها عاليا، أسفرت عن تقديم المدير العام للمعهد الوطني للبحث البحري استقالته نتيجة تشنجات بين أطراف أرادت ان ترد الصاع صاعين للطرف الآخر. هنا يضيع الانتاج القويم و المصالح الوطنية. ذلك أن بعض الادارات ، بمختلف القطاعات، تتمسك بمعيار العشائرية. إما معي، فإذا كنت مع غيري فأنت ضدي…فمزاجية التدبير تنهك القطاع و مجال التدبير وتضيع المصالح الوطنية والغايات الفضلى لمبرر تواجد القطاع اساسا.
البحث العلمي البحري، واجب وطني يتطلب العناية والرعاية الكبرى لأن هو السبيل الوحيد للترشيد والمردودية والنجاعة والحكامة الجيدة.
نلتمس من السيد الوزيرة الودودة تغليب الكفاءة والسيرة العلمية الاحترافية لتولي مناصب المسؤولية لأهم مؤسسة في القطاع والدفع نحو تنمية القدرات واستجلاب الكفاءات رغم اصطفافهم في وقت ما مع الضفة الاخرى. فتح صفحة جيدة بمعايير جودة الأداء والرصيد العلمي و”العفو عند المقدرة” كخصلة أسمى من هدر الكفاءات. المصلحة الوطنية تتطلب استثمار الرصيد المهني، وكثافة الانتاج العلمي فضلا عن الشفافية والنزاهة. المعهد الوطني للبحث العلمي يتوفر على مشتل نوعي من الباحثين تشكل لبنة أساسية لنهضة البحث البحري و بيئة سليمة.
يجب أن يركز الباحثون على أن تكون البحوث الساحلية والبحرية الأساس العلمي للابتكارات المستدامة والتكنولوجية والاجتماعية. ومن أجل التغلب على هذه التحديات بنجاح، يتطلب إجراء أبحاث متطورة ترقى بموقع المغرب الجغرافي بين واجهتين ساحليتين.
أرجو ان نصرف انتباهنا إلى التحديات المناخية و مظاهرها من عدم انتظام درجات الحرارة واختلال أنماط الطقس، وإكراهات النظم البيئية البحرية متعددة الابعاد التي تهدد التوازن الدقيق للمحيط الأطلسي والمتوسط وكذا ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يغذيه تغير المناخ، تهديدات كبيرة ومتصاعدة للمناطق الساحلية تتطلب التوحد والتعاضد بين مكونات القطاع و البحث العلمي البحري بالمغرب. وتلبية الاحتياجات البحثية المستقبلية.
رهان قوي يتطلب موارد بشرية مؤهلة وصياغة استراتيجيات التكيف مع التحديات الآنية، امام متطلبات قطاع الصيد البحري ومجالاته المتنوعة وصحة نظمه وأنواعه البحرية.
أرجو سيدتي، بقوة شخصيتك ونزاهتك، لم شمل القطاع وفق رؤية موحدة وقيادة تتفاعل وفق مساطر سامية تترفع على صغائر الأمور، استجابة لمتطلبات و رهانات الواقع.. وفق شعار “متحدون من أجل بيئتنا البحرية لننقد بحارنا”.
محمد التفراوتي : ناشط بيئي
