آفاق بيئية: محمد التفراوتي
أضحت مناظرة الفلاحة المنعقدة بمكناس خلال المعرض الدولي للفلاحة ، موعدا سنويا لمختلف الفعاليات المشتغلة في القطاع الفلاحي وتشكل مناسبة للوقوف على الإنجازات المحققة في القطاع والتقدم المسجل على مستوى مخطط المغرب الأخضر، وهو بمثابة استراتيجية لتنمية القطاع الفلاحي تم إطلاقها في 2008 وتتمحور حول دعامتين أساسيتين:
الدعامة الأولى : ترتكز على تطوير فلاحة عصرية بقيمة مضافة عالية.
الدعامة الثانية : تستهدف الفلاحين الصغار وترمي إلى وضع أسس فلاحة تضامنية معيشية ومستدامة.
وبذلت جهود حثيثة تنشد زيادة وضمان استقرار إنتاجية الزراعات المغربية، مع السهر على رفع دخول الفلاحين الصغار وبناء نماذج للفلاحة المستدامة والفعالة.
وأفاد السيد تامنغا نكوني رئيس الاتحاد من أجل ثورة خضراء بإفريقيا ،خلال مائدة مستديرة حول “الأمن الغذائي ونظم الإنتاج والتسويق الفلاحي٬ أية معادلة ممكنة”٬ أن جعل القطاع الفلاحي بإفريقيا أكثر مهنية رهين بإدماج البعد البيئي في الفلاحة كما أن النهوض بالقطاع مرتبط بتمويل وتثمين المنتجات الفلاحية، مع تمكين الفلاحين من تسويق منتجاتهم على المستوى العالمي وأكد تامنغا نكوني أن مخطط المغرب الأخضر يتماشى مع سياسة الاتحاد للنهوض بالقطاع الفلاحي بالقارة الافريقية من حي تعزيز قدرات الفلاحين…
وطالب المزارع المصري عبد المجيد الخولي رئيس اتحاد نقابات الفلاحين في مصر بوجوب تعزيز تبادل الخبرات والتجارب والتقنيات بين دول العالم العربي لتحقيق أمن غذائي واكتفاء ذاتي عربي ولا يتاتى ذلك إلا عبر إدخال قيمة مضافة على المواد الأولية التي تصدر إلى باقي دول العالم بحيث ينتقل من مرحلة تصدير المواد الأولية إلى مرحلة تصنيع جزء منها محليا.
ومن جهته أكد مصطفى التراب الرئيس المدير العام للمجمع الشريف للفوسفاط أن القارة الإفريقية ستكون جزءا من الحل لمجموعة من المشاكل المرتبطة بالأمن الغذائي في العالم ، مشيرا إلى مواكبة المكتب الشريف للفوسفاط للسوق الفلاحية الإفريقية تبعا لقناعته الراسخة بكون إفريقيا ليست فقط جزءا من الحل فقط بل هي الحل الكبير لمجموعة من المشاكل المرتبطة بالأمن الغذائي في العالم.
وأكد أن 80 في المائة من الأراضي الخصبة في إفريقيا غير مستغلة حتى الآن٬ حيث تستغل 20 في المائة المتبقية بشكل غير جيد يجعل مردوديتها أقل بكثير من المعدلات العالمية تبعا المعايير الدولية المعتمدة .
ذلك أن مفتاح النهوض بالقطاع الفلاحي ، يضيف التراب ، يتمثل في الاستثمار سواء من طرف القطاع العام أو الخاص عبر تعزيز الإنتاج والتوزيع والابتكار مذكرا بكون المكتب يولي أهمية قصوى ،على مستوى الاستثمار في القارة الإفريقية ، للرفع من كمية الأسمدة في إفريقيا.
و ألح على ضرورة الاستغلال الأمثل للمواد الأولية التي تزخر بها القارة والاستفادة من كفاءاتها الكبيرة٬ لاسيما من خلال تطوير تصنيع هذه المواد محليا. كما أن الرهان في ما يخص مستوى الأسعار هو ضمان استفادة جميع الفلاحين منه٬ خصوصا الفلاحين الصغار ودعمهم لشراء الأسمدة..
واعتبرالسيد ميغيل أنخيل موراتينوس٬ المستشار الدبلوماسي لدولة قطر في مجال الأمن الغذائي، ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني الأسبق٬ مخطط “المغرب الأخضر” مثال على الانخراط الوطني في ضمان الأمن الغذائي٬ وذلك من خلال إرساء أسس فلاحة عصرية ومستديمة تمتثل لضوابط الحفاظ على المنظومة البيئية.
ويستند مخطط “المغرب الأخضر” ،يؤكد ميغيل أنخيل موراتينوس، إلى رؤية عميقة لهذا التحدي، ويشتمل على ترسانة من البرامج والخطط التي تضع ضمان الأمن الغذائي في صدارة أولوياته.
وأوضح موراتينوس في تصريح للصحافة٬ على هامش مشاركته في أشغال المناظرة السادسة للفلاحة بمكناس٬ أن الأمن الغذائي أضحى من بين المواضيع ذات الأولوية ضمن الأجندة الدولية٬ مشيرا إلى أن الحديث عن الأمن بمفهومه الشامل يقتضي التطرق لرهانات الأمن الغذائي الكبرى.