صعب: وقف تدفق لاجئي المناخ بمساعدتهم في بلدانهم
آفاق بيئية : باريس
أقرّت الدورة التاسعة والثلاثون للمؤتمر العام لليونسكو، التي أنهت أعمالها الثلاثاء في باريس، إعلان المبادئ الأخلاقية في ما يتعلق بتغير المناخ. أعدّ الإعلان العالمي فريق رفيع المستوى من الخبراء كانت قد عينته المديرة العامة لليونسكو في 2016. وسيتم تقديم الإعلان الأربعاء (غداً) في جناح اليونسكو في قمة المناخ التي تعقد في بون. وضمت مجموعة الخبراء، المكونة من 24 عضواً، نجيب صعب الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) عن منطقة غرب آسيا.
ويدعو الإعلان، الذي يتضمن 17 مادة، الدول والأفراد والمجتمعات المحلية إلى إدماج المبادئ الأخلاقية في جميع القرارات والإجراءات المتعلقة بتغير المناخ. وهو يحثّ على اعتماد سياسات وإجراءات ترمي إلى التخفيف من آثار تغير المناخ والتمكين من التكيف معه، حيث تعمل جميع الأطراف بروح من العدالة والشراكة العالمية والتضامن. كما ينبغي توفير الدعم العلمي والمالي للجميع للتعامل مع تغير المناخ، بما في ذلك الوصول الفعال وفي الوقت المناسب إلى المعلومات والمعرفة، وتكنولوجيات تنفيذ إجراءات التخفيف والتكيف. ولضمان تلبية الأجيال المقبلة لاحتياجاتها في بيئة متغيرة، يدعو الإعلان إلى اعتماد أنماط مستدامة من الاستهلاك والإنتاج، باستخدام الموارد بكفاءة ودعم مصادر وتكنولوجيات الطاقة الصديقة للبيئة. ويشدد الإعلان على مبدأ التضامن بين الأجيال، الذي يحفظ حق الأجيال المقبلة بالموارد، عن طريق الاستهلاك الرشيد ورعاية البيئة من الجيل الحاضر.
ويركّز الإعلان على حتمية المعرفة العلمية والنزاهة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتغير المناخ. وينبغي أن يقترن ذلك بتطبيق المبدأ التحوطي، الذي لا يمكن بموجبه استخدام حجة عدم اليقين كذريعة لعدم اتخاذ خطوات قد تمنع حدوث ضرر محتمل. ويدعو الإعلان الدول إلى حماية استقلالية العلم وسلامة العملية العلمية، بما في ذلك الحفاظ على مستويات عالية وشفافية في ما يتعلق بمصادر التمويل. وينبغي تعزيز محو الأمية العلمية بشأن تغير المناخ، مقترنة ببناء آليات فعالة لتعزيز التفاعل بين العلم والجمهور والسياسة العامة، لضمان اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة.
وعلق عضو اللجنة نجيب صعب أن “اعتماد هذا الإعلان العالمي يعد معلماً بارزاً في المعركة ضد تغير المناخ. فهو يسلط الضوء على بعض المبادئ الحاسمة التي تجعل من مكافحة تغير المناخ وتزويد جميع الناس بوسائل متساوية للتكيف مع آثاره واجباً أخلاقياً. كما يدعو إلى إبقاء البحث العلمي خالياً من التدخل السياسي، في رسالة قوية تدحض سياسات الرئيس ترامب المناخية، التي تزدري الاجماع العلمي”.
وأوضح صعب أن “السبيل الوحيد للحد من تدفق اللاجئين البيئيين من البلدان الأكثر عرضة لآثار تغير المناخ، خاصة في أفريقيا، هو اتخاذ إجراءات سريعة لوقف الاحترار العالمي على مستويات يمكن التحكم فيها، ومساعدة البلدان الفقيرة على اتخاذ تدابير للتكيف وخلق فرص عمل، بما يتيح الظروف الملائمة للناس للبقاء في مجتمعاتهم المحلية”.
ولأن البلدان العربية هي الأكثر تأثراً بتغيّر المناخ، خاصة من ارتفاع البحار والجفاف ونضوب المياه العذبة، شدّد صعب على أن “مصلحتها المشاركة الفاعلة في المساعي الدولية لمواجهة هذا التحدي، والاستفادة من الفرص التي يتيحها هذا الإعلان العالمي، خاصة في مجال تبادل الخبرات والمعارف العلمية”.