الاسكوا : انجازات متميزة في ظروف الحرجة
انطلقت أشغال اجتماعات الدورة السابعة والعشرين للإسكوا على مستوى كبار المسؤولين والذي يستمرّ يومين في بيت الأمم المتحدة في بيروت. وتفتتح الدورة اجتماعاتها على مستوى الوزراء يوم الأربعاء 9 أيار/مايو برعاية رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
وافاد الدكتور نديم خوري، نائب الأمينة التنفيذية للإسكوا، أن المعطيات تشير إلى أنه إذا بقيت التوجهات السلبية الحالية من تدنٍ للاستثمارات ومعدلات النمو وارتفاع لمعدلات البطالة، ومعظمها نابع من الأوضاع السياسية والأمنية المتدهورة، ستصعب معالجة آثارها الاجتماعية وبالتالي يصبح مستقبل الأجيال القادمة أكثر ضبابية. من هنا، أشار إلى أن الإسكوا تسعى إلى رصد ظروف المنطقة ومتغيّراتها وتطلعاتها لتصمم برامجها انطلاقاً من واقع المنطقة وطموحات شعوبها، كما تسعى إلى تحقيق التكامل الإقليمي عبر الأطر التشريعية الملائمة حرصاً على مستقبل المنطقة وأجيالها القادمة.
وقال خوري إن الإسكوا تضطلع بدور الوسيط في اتجاهين، فهي تنقل التطورات العالمية والممارسات والتجارب الناجحة في مجال التنمية إلى البلدان الأعضاء مع الأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الثقافية والحضارية للمنطقة، كما تنقل تطلّعات البلدان الأعضاء وهمومها إلى المجتمع الدولي وتحاول إدراجها ضمن الأجندة العالمية للعمل التنموي. هذا واستعرض المسائل البرنامجية والإدارية والتنظيمية التي سيناقشها كبار المسؤولين وقال إنه فيما يتعلّق بقضايا السياسة العامة سيتم التركيز في ثلاث حلقات حوار وزارية على ثلاثة مواضيع في غاية الأهمية بالنسبة لمنطقة الإسكوا وهي دور المشاركة والعدالة الاجتماعية في تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة؛ التحضيرات الجارية لمؤتمر ريو+20 في المنطقة العربية؛ والتمويل الشامل في منطقة الإسكوا: الحالة الراهنة والآفاق المستقبلية.
ومن جهتها أكدت السيدة زينة طوقان، مديرة مديرية التعاون الدولي في وزارة التخطيط والتعاون الدولي
بالمملكة الأردنية الهاشمية، بصفتها رئيسة الدورة السادسة والعشرين للإسكوا، أن اللجنة حققت عدداً من الانجازات المتميزة في الظروف الحرجة التي تمرّ بها المنطقة مما ساهم في تحفيز عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز التعاون في ما بين الدول الأعضاء. وأشارت إلى أن اجتماع الدورة الوزارية ينعقد في ظروف حرجة لا تزال تمرّ بها المنطقة مما يتطلّب جهوداً استثنائية وتفاعلية لمناقشة جدول أعمالها. وقالت إن قضايا السياسة العامة المطروحة تشكّل ملامسة حقيقية للأسباب الرئيسية التي كانت محرّكة لما يسمّى بالربيع العربي، ومناقشتها تمهّد الطريق للبدء في وضع الحلول وتوجيه السياسات لتحقيق تلك المحاور.
ووفقاً للمادة 12 من نظام الإسكوا الداخلي التي تنصّ على أن تتولّى البلدان الأعضاء رئاسة الدورة بالتناوب حسب الترتيب الأبجدي باللغة العربية، المعمول به في الأمم المتحدة، تسلّمت دولة الإمارات العربية المتحدة رئاسة الدورة السابعة والعشرين، وكل من الأردن مهام نائب أول للرئيس والبحرين مهام نائب ثان للرئيس والجمهورية العربية السورية مهام المقرّر. واستُدعي ممثل دولة الإمارات محمد صالح شلواح، المدير التنفيذي لشؤون السياسات الاقتصادية في وزارة الاقتصاد، إلى المنبر وألقى كلمة أشاد فيها بنوعية الخدمات الاستشارية والفنية التي تقدّمها الإسكوا وعلى تنفيذ برنامج العمل لفترة 2010-2011، وأمل أن يتمّ التوصّل إلى النتائج المرجوّة في ما يخص البنود المطروحة للمناقشة على جدول الأعمال.
تستمرّ أعمال اجتماع كبار المسؤولين حتى يوم غد ويناقش المشاركون اليوم تقرير الأمينة التنفيذية عن أنشطة الإسكوا والذي يتضمّن: تقرير أداء البرنامج لفترة السنتين 2010-2011؛ تنفيذ القرارات التي اعتمدتها اللجنة في دورتها السادسة والعشرين؛ برنامج التعاون الفني والخدمات الاستشارية الإقليمية؛ الوضع المالي للجنة؛ وتقارير الهيئات الفرعية للجنة عن دوراتها.
ويبحث المشاركون غداً في قضايا الإدارة العليا التي تشمل: تقييم عمل اللجنة؛ التعديلات المقترحة على برنامج العمل لفترة السنتين 2012-2013؛ مشروع الإطار الاستراتيجي المنقّح لفترة السنتين 2014-2015. وسينظر المشاركون في طلبي كلّ من الجمهورية التونسية وليبيا الانضمام إلى عضوية اللجنة.