المؤتمر الدولي الثاني حول شجر الأركان
آفاق بيئية : محمد التفراوتي
استطاعت أن تلف حولها مئات العلماء والباحثين والفعاليات من مختلف المشارب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والفنية . جعلت من سوس قبلة كثير من المهتمين والمتخصصين حجوا إلى عاصمة سوس ليس من أجل نظارتها وجمالها فقط بل من أجل سبر أغوار مخزونها التراثي والعلمي والتنقيب عن مختلف منتوجاتها المتعددة الأبعاد والمناحي من تنوع وراثي وتركيبات إحيائية وحول اقتصاد و تثم ين وتسويق منتجاتها مع مختلف الابتكارات التكنولوجية ..
إنها شجر الأركان ، تنتعش من مواردها ساكنة مناطقها .لكنها تتميز بتنوع و اختلاف كبيرين بين تلك المناطق في كثافتها وفي مظهرها الخارجي و في إنتاجها و موازاة مع ذلك، تعااني الشجرة من تدهور متواصل تحت تأثير مختلف العوامل الطبيعية و البشرية.
أسدل الستار عن أشغال المؤتمر الدولي الثاني حول شجر الأركان . الذي نظم بمبادرة من الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان وشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر والمعهد الوطني للبحث الزراعي تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي محمد السادس.
وأجمع المشاركون على وجوب استحضار منافع شجرة الأركان في محيطها الحيوي في كل من الجانب البيئي، السوسيو اقتصادي. خصوصا الدور التي تلعبه في محاربة التصحر و المحافظة على التنوع البيولوجي. حيث أبانت المحاضرات الشفوية و الملصقات المعروضة إبان المؤتمر على غنى في الإنتاج العلمي و على التزام قوي من الباحثين برهنت عليه جودة الأبحاث ، التي تجيب عن حاجيات تنمية المحيط الحيوي لشجرة الأركان. وبذلك أوصى المؤتمرون على ضرورة إدماج دوي الحقوق بخبرتهم و معارفهم في بلورة و تنفيذ برامج للبحث العلمي و التقني.
وأخد بعين الاعتبار الضغط الممارس على غابة الأركان في برامج البحث العلمي. ودعوا إلى وجوب رسملة المعارف حول التنوع البيولوجي لإستثمارها في برنامج تأهيل غاية الأركان و في البرامج التنموية المحلية. وا حول التحسين الوراثي لشجرة الأركان لاستثمارها في برنامج الزراعة العصرية للأركان.
ويستوجب دعم البحث العلمي في مجال زراعة الأركان ،يضيف المؤتمرون ، في ضيعات حديثة خصوصا في مجال التكثير و التسيير التقني للزراعة و في مجال تثمين المنتوجات الفرعية و في طرق إستخراج زيت الأركان. وذلك مع مواكبة ديناميكية البحث و التطوير في مجال التثمين و إحتضان المشاريع الرائدة.
وشدد المشاركون على دعم البحث التنموي حول الدراسات الإقتصادية حول مجال الأركان و خصوصا تلك التي تعنى بالكلفة مقارنة مع الربح و الخدمات البيئية و كذا الإقتصاد الأخضر. ثم دعم البحث العلمي حفي مجال التغذية و الصحة الإنسانية.
وطالب المشاركون بدعم ، بشكل إستعجالي، البحث العلمي حول العلوم الإجتماعية و الإنسانية بغية معرفة أفضل لضوابط تسيير مجال الأركان من جميع النواحي مع تحديد المعيقات و إقتراح حلول مستدامة. هذا وأوصوا كذلك بدعم التشاور و التعاون بين مؤسسات البحث العلمي .وتقوية أواصر التعاون بين الباحثين و مستعملي نتائج الأبحاث ثم خلق تواصل و تقاسم أفضل نتائج الأبحاث حول الأركان لتعميم الفائدة على الجميع.
وتدارس المشاركون خلال المؤتمر محاور هامة اقثارت نقاشات عميقة وغنية، وحادة توزعت حول عدة محاور وورشات موازية.
تطرق المحور الأول إلى بنية و نمط اشتغال النظام الإيكولوجي لمجال شجرة أركان ، أداره السيد محمد بدراوي مدير عام المعهد الوطني للبحث الزراعي حيث عرض الباحث فؤاد مساندة عرضا حول النباتات العطرية و الطبية و عناصر التنوع البيئي و تنمية شجرة أركان من خلال نموذج مرتفعات إداوتنان. كما تناول الباحث رضا قشيري من الجزائر بحثا حول الإيكولوجيا و الحفاظ على مواطن شجرة أركان بتندوف في الجزائر.
وكذا الخصائص الإيكولوجية و البنيوية لمجال شجرة أركان في الجزائر للباحث الجزائري الطاهر أيت حمودة .
واستعرض الباحث الفرنسي إيرفي لو بولي تأثيرات و تكيف شجرة أركان مع التغيرات المناخية. وعرضت الباحثة المغربية نوال زهار بحثها حول بعض مظاهر دفاع شجرة أركان (أركانيا سبينوزا) عن نفسها ضد هجمات داء السيراتيتس كابيتاتا (Ceratitis capitata). في حين تناولت الباحثة ربيعة الزيري وصف خصائص أشجار أركانيا سبينوزا (ل. سكيلز) بهضبة بني يزناسن، المغرب الشرقي.
أما المواد العضوية النباتية و القيمة العلفية لشجرة أركان فاستعرض خلاصة استنتاجاته العلمية الباحث محمد قرو . أما الباحث عبد المالك بنعبيد فعرض معطيات جديدة حول الوضعية الحالية، الجغرافية الإحيائية و إعادة بناء المنظومة الإيكولوجية لشجرة أركان بشكل طبيعي .
واشتمل المحور الثاني حول الفلاحة الغابوية، دراسة النباتات و ثمارها و التكنولوجيات الإحيائية، و وراثيات شجرة أركان نشط مائدته العلمية الباحث عبد الجميد مصدق عن جامعة ابن زهر. إذ تناول الباحث أسامة كداد دراسة التنوع الوراثي لشجرة أركان (أركانيا سبينوزا) ضمن غابات أركان الأصلية بالشمال الشرقي للمغرب: مقاربات مورفولوجية و بومولوجية. وعزيز بروج تقييم التنوع الوراثي لدى ست عينات لشجرة أركان تم تجميعها من الأطلس الصغير و شمال الصحراء.
واستعرضت الباحثة المغربية نعيمة أيت عابد مجال إسهام المؤشرات البيومترية و الوراثية لضبط خصائص أجود أشجار أركان و انتقائها. في حين عالجت الباحثة ياسمينة البهلول الاستدلال الوراثي في دراسة التدفق الجيني في أركانيا سبينوزا ل. سكيلز.
وأدارات الباحثة زبيدة شروف عن جامعة محمد الخامس بالرباط المحور الثالث حول اقتصاد و تثمين وتسويق منتجات شجرة أركان والابتكارات التكنولوجية لمنتجات أركان. حيث تناول الباحث حميد الصابير الخصائص الميكانيكية و الحرارية للتركيبات الإحيائية المدعمة بالسدادات الطبيعية: قوقعة أركان/ البوليبروبيلين.كما عرضت الباحثة ليلى عافية مجال تثمين القدرة الكبحية لمستخلص قوقعة ثمرة أركان و ثفله ضج تآكل الحديد الصلب C38 في الوسط الكلوري.
وعرضت الباحثة فتيحة منير خلال عرضها طريقة جديدة لكبح تآكل النحاس تحترم البيئة: استعمال زيت أركان . ومن جهته عرض الباحث علي إيدليمان مجال تثمين جيد للوز أركان و تأثير التكافؤ بين الانتالبيا والأنتروبيا. أما الدراسة الكيميائية للمكونات التريتيربينية للمستخلصات الذهنية من أوراق أشجار أركانيا سبينوزا . فتناوله الباحث كارتا بدر الدين و درس الباحث المختار هلالي السلوك الميكرو بنيوي و الحراري و الميكانيكي لمواد التركيبات الإحيائية المدعمة بقوقعة لوز أركان.
وشهدت المحاور الموازية للجلسات العلمية نقاشات مستفيضة وفق ورشات متعددة تناولت كل من محاور بنية و نمط اشتغال النظام الإيكولوجي شجرة أركان. وتدبير النظام الإيكولوجي و نظام المعلومات الجغرافية و مجال اقتصاد و تثمين وتسويق منتجات شجرةأركان ، من خلال تنظيم السلسلة و تقاليدها. ثم الصحة و زيت أركان. و التحولات الاجتماعية و الجوانب القانونية. فضلا عن دراسة النباتات و ثمار الفلاحة الغابوية، و التكنولوجيات الإحيائية و الاستخدام العلفي و فسيولوجية شجرة أركان.
ونظم المؤتمر مسابقة علمية لمنح جوائز لأجود بحث حول شجرة الأركان من أجل تعزيز وتطوير التميز في البحث من قبل الباحثين الشباب،
وقد أقرت لجنة التحكيم منح الجائزة الأولى للباحثة نعيمة آيت عابد عن بحثها لنيل الدكتورة وهي من كلية العلوم باكادير حول موضوع إسهام العلامات الظاهرة النموذجية والجزيئية لتحليل التباين الوراثي لشجر أركان: الفرز المسبق لعائد الزيت ، تحث إشراف الدكتور عبد الحميد مصدق في حين منحت الجائزة الثانية للباحث سعيد غربي والثالثة والباحثة هناء المنفلوطي عن كلية العلوم بالرباط.
وتخلل المؤتمر تقديم وصلات فنية مبدعة حول شجرة الاركان من قبيل الاوبيرت الغنائية ” نداء أكادير ” قدمها مجموعة من الفنانين المميزين.
كما نظمت الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان.زيارة ميدانية للتعاونية الفلاحية النسوية أركانة نومسكرود أطلع من خلالهال ضيوف المؤتمر على محل تقشر وتكسير ثمرة الاركان ثم طرق وتسويق زيت اركان ومشتقاته وتم بالمناسبة زارعة فسائل من شجر الاركان بمحيط بمنطقة أمسكرود..
يشار على أن المؤتمر عرف مشاركة دولية مكثفة لخبراء عالميين من دول مختلفة من قبيل فرنسا وألمانيا والنرويج وتونس والكويت الجزائر .
المقال بجريدة المغربية اضغط هنا
لتحميل المقال بجريدة بيان اليوم إضغط هنا
لتحميل المقال بيومية المنعطف إضغط هنا
لتحميل مقال حول شجر الاركان بمجلة البيئة والتنمية إضغط هنا