إطلاق أطلس المنطقة العربية لبيئتنا المتغيرة

محمد التفراوتي10 ديسمبر 2013آخر تحديث :
إطلاق أطلس المنطقة العربية لبيئتنا المتغيرة

Coverمئة وأربعون صورة عبر الأقمار الصناعية تُظهر التغيرات

على مر الزمن في التربة والمياه والهواء في جميع البلدان العربية

 أبوظبي : آفاق بيئية 

تبدو وتيرة التغيرات البيئية في المنطقة العربية أسرع منها في مناطق العالم الأخرى بسبب الوتيرة المتسارعة للنمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده المنطقة العربية. فقد كشف “أطلس المنطقة العربية لبيئتنا المتغيرة” الذى صدر اليوم عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) ومبادرة أبوظبي العالمية للبيانات البيئية بدعم من هيئة البيئة – أبوظبي التغيرات التي طرأت على أكثر من ثمانين موقعاً في المنطقة العربية، مستخدماً مجموعة من الصور الفوتوغرافية وصور معاصرة  أخرى  تاريخية التقطت عبر الأقمار الصناعية  والروايات التي تستند على أدلة علمية موثّقة.

ويهدف الأطلس، الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، إلى توفير معلومات ورفع مستوى الوعي لدى الجمهور وصناع القرار على حد سواء حول التغيرات البيئية في منطقتنا العربية. وبينما يشير الأطلس إلى التحديات المعاصرة،  يقدم منهجاً واضحاً للسير قدماً نحو تعزيز الأسس الايكولوجية وتحسين الأمن الغذائي.

ومن أهم ميزات هذا الأطلس هو استخدام الصور المزدوجة الملتقطة عبر الأقمار الصناعية لإظهار التغيرات التي طرأت على المواقع عبر الزمن. وتظهر بوضوح هذه الدراسات التي تتناول حالة المواقع “قبل وبعد”، وتيرة النمو في المنطقة العربية بالاعتماد على عدد من الأمثلة والنماذج حول التغيرات البيئية على نطاق واسع بما في ذلك استخدام الأراضي، والنمو الحضري، وتدهور المناطق البحرية والساحلية، والتغير الهيدرولوجي وتقلص مساحة وكمية المياه، وخسارة الموائل وتأثير تغير المناخ على الحياة بشكل عام.

كما تساعد الصور في تسليط الضوء على التحديات والظروف المميزة التي تواجه المنطقة العربية بدءأ بمصادر المياه العذبة المحدودة، والنمو الحضري المتسارع، واستنفاد الموارد الطبيعية وهشاشة المستوطنات البشرية في مقاومة المخاطر والكوارث الطبيعية. ويظهر الأطلس للعيان قصص حول التغيير البيئي في التربة والمياه والجو ويغطي بعض القضايا العابرة للحدود كالأنهار والمحميات والملوثات. كما يوضح الأطلس كيف أن الانسان ساهم في تغيير محيطه تاركاً آثاراً إيجابية وسلبية ولازال مستمراً في إحداث تغييرات ملموسة في المنطقة العربية وبيئتها.

وبالرغم من أن التحديات المذكورة لافتة للنظر، يبحث الأطلس في الفرص التى يمكن أن تقدمها التحديات والاستجابات المبتكرة التي جرى اعتمادها وتنفيذها في المنطقة. كما يُبرز الأطلس القضايا البيئية الفريدة التي تواجهها كل من الدول على حدى ويتعقب التقدم التي احرزته لتحقيق التنمية المستدامة كجزء من الأهداف الألفية للتنمية التي وضعتها الأمم المتحدة.

ويبرز الأطلس، الذي يستهدف صانعي السياسات البيئية، والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص والأكاديميين والمعلمين والجمهور بشكل عام، التغيرات التي حدثت محليا للجمهور على المستوى العالمي لدعم وتحسين عملية صنع القرار وصياغة السياسات من أجل مستقبل أكثر استدامة.

ويعتبر الأطلس أحدث إضافة ضمن سلسلة من الأطالس التي ينسقها برنامج الأمم المتحدة للبيئة والتي بدأت في عام 2005 بإطلاق الأطلس العالمي:  “كوكب واحد سكان كثيرون”. ويمثل هذا الأطلس الجديد إضافة هامة إلى مجموعة متنامية من الأطالس التي يصدرها برنامج الأمم المتحدة للبيئة التي لا تهدف فقط إلى جذب وإثارة فضول القراء، ولكنها تهدف أيضا إلى المساهمة في فهم أفضل للأسباب التي تؤدى للتغير البيئي في المنطقة العربية.

 القضايا البيئية في المنطقة العربية

تم تحديد أبرز القضايا الملحة التي تواجهها كل دولة من دول المنطقة العربية من خلال تقارير تم مراجعتها بواسطة خبراء مختصين وتم تأكيدها من قبل الدول المعنية.

ومن أهم هذه القضايا التي تم تحديدها: ندرة المياه، التصحر وتدهور الأراضي، والتهديدات التي تتعرض لها النظم الايكولوجية البحرية والساحلية، والتلوث، والضغط السكاني على الأراضي، وإزالة الغابات وفقدان التنوع البيولوجي.

وقد طرحت قضية ندرة المياه كقضية ملحة في 19 دولة من بين 22 دولة، في حين طرحت قضية التصحر وتدهور الأراضي في 17 دولة بينما تم طرح قضية التلوث البيئي في 13 دول عربية.

 تتبع التقدم المحرز نحو تحقيق الاستدامة البيئية

يتم تتبع التقدم المحزر نحو تحقيق الاستدامة البيئية في إطار الهدف السابع من الأهداف الإنمائية للألفية منذ عام 1990 لتقديم باستخدام خمسة مؤشرات: نسبة الأراضي الحرجية، عدد سكان الأحياء الفقيرة في المناطق الحضرية، إمكانية الوصول إلى ‏مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي ونسبة المناطق المحمية.

وبالرغم من إحراز تقدم نحو تحقيق الأهداف المحددة لبعض هذه المؤشرات، إلا أنه  كان بطيئا وغير متكافئ في جميع أنحاء الدول العربية. وتشمل العقبات التي تحول دون تحقيق الأهداف أوجه القصور في المعونات أو المساعدات، والأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، والظروف البيئية المحلية المترتبة عن تغير المناخ فضلا عن الافتقار إلى الحوكمة الفعالة.

صور التغيرات في بيئتنا

تظهر حوالي 140 صورة من صور الأقمار الصناعية التغيرات في بيئتنا عبر الزمن في كل بلد من البلدان العربية، ويقدم الأطلس أدلة بصرية لبعض التغيرات الجذرية التي تحدث في بعض الأحيان في المنطقة خلال فترة قصيرة نسبيا من الزمن.

ويمكن ملاحظة التغيرات الحاصلة في المساحات الخضراء والتي تعتبر مشتركة لكثير من البلدان العربية والتي تتضمن: تخضير الصحراء وزيادة الزراعة المروية؛ التوسع في حقول النفط؛ إزالة الغابات وفقدان الغطاء النباتي، وانتشار الحشرات أو قطع الأشجار للحصول على الحطب لاستخدامه كوقود؛ التحضر غير المحدود، وتطوير المناطق الساحلية، والآثار الناجمة عن الظواهر الجوية الشديدة.

–       يظهر في تلك الصور نمو عدد لا يحصى من المدن الكبيرة وهذه الصور هي الأكثر تأثيراً في مجموعة صور الأطلس،  ومن تلك المدن،  القاهرة ،  الجزائر،  بيروت،  كازبلانكا،  عمان،  صنعاء والرياض التي شهدت جميعها نمو حضري متسارع.

–       نمو على طول السواحل كمدينة مسيعيد الصناعية في قطر، عدن في اليمن، وجزر قطيف وتاروت في السعودية،  بحيث أثر التلوث على البيئة البحرية مؤدياً إلى نتائج مدمرة ومنها التلوث النفطي،  دمار الشعب المرجانية، والنظم الحيوية للاعشاب البحرية والمانغروف.

–       كما تظهر الصور تخضير الصحراء في العين بإمارة أبوظبي بدولة الامارات العربية المتحدة  والحدود الفاصلة بين الكويت والعراق والتي تسلط الضوء على جهود الكويت في حفظ وحماية الموارد والتي تبرز مبادرات المناطق العربية لتحسين الظروف البيئية.

–       وسّعت مزارع الوفرة في الكويت من طاقتها الإنتاجية الغذائية لتشمل تربية الأحياء المائية من أسماك البلطي النيلي من أجل بدعم الثروة السمكية، وأقامت البيوت البلاستيكية لتحسين إنتاج المحاصيل. وقد تم تنفيذ زراعة الدفيئة على نطاق واسع في سوريا، ولقد ساهم نمو هذه الزراعة في السيطرة على الجفاف، والحاجة إلى تحسين الكفاءة الزراعية وتلبية الطلبات المتزايدة لإنتاج الغذاء في الداخل والخارج، مع وجود بعض الأثار البيئية.

–       مشروع تبرورة  في صفاقس، تونس، هو مثال فعال للمشاريع التي يجري إطلاقها في المنطقة لإحياء المناطق الحضرية وإعادة إدماج سواحلها.

–       ولعل القصة الأكثر إلحاحا للتغير البيئي هو تنشيط أهوار بلاد الرافدين ، والتي عانت من الخسائر المأساوية في الأراضي الرطبة منذ عام 1950 حتى عام 1990، ومع ذلك مواكبة التطور الإيجابي قد يشكل تحديا.

–       ويظهر في الصور أيضا محطة توليد الكهرباء في الجية – لبنان التي تعرضت للقصف خلال عام 2006 وتسرب النفط الناتج عن هذا القصف، وحرائق النفط في الكويت نتيجة الغزو عام 1990 وتأثير ذلك على سلامة البيئة.

 لتحميل الكتاب :http://na.unep.net/atlas/viewAtlasBookWithID.php?atlasID=2447

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!