وزير السياحة لحسن حداد : رسم خارطة طريق جهوية بأكادير
تحدد أهداف ووسائل تنمية القطاع السياحي بسوس
آفاق بيئية : محمد التفراوتي
أرخت الأزمة الاقتصادية العالمية ضلالها على المشهد السياحي المغربي ، تراجع الوفود السياحية العاشقة لمدينة الشمس والبحر . عزوف الزبناء التقليديون عن عاصمة سوس مقلق للغاية . . أرقام ، إحصائيات تنذر بتراجع جلي للسياح الاجانب .
السعي وراء زبناء من مناطق الأخرى كأوروبا الشرقية مثلا ، التنقيب عن خطوط جوية عالمية مباشرة من وإلى أكادير ..مقابل الاستمرار في فقدان خطوط جوية ، انسحاب15 خط للنقل جوي تجاه مدينة أكادير .
أين الخلل ؟ هل البنيات التحتية للمدينة تقادمت ولم تعد تستجيب لمتطلبات السائح المعاصر ، هل المنتوج السياحي للمدينة لم يعد يستهوي زبناء المدينة؟ هل حدة المنافسة حالت دون استقدام مسافرين أكثر؟ لماذا لم نستفد من التوترات السياسية لجيراننا، المنافسين، لفعل الربيع العربي..؟
هل إشكالية التواصل بين الإدارة المعنية سبب رئيسي لضعف تسويق المنتوج السياحي خصوصا وأن مدينة “سوس العالمة” تتوفر على إمكانيات هائلة تستوجب الاستغلال الرشيد لإبراز الخصوصيات والمؤهلات النوعية التي تعد مادة خاما تتطلب التخطيط مليا لتوفير سبل نهضتها.
نعم ، السياحة القروية أو الايكولوجية أو التضامنية أو الثقافية … يمكن أن تشكل بديلا لسياحة البحر والشمس التي استنفدت أغراضها.
غنى ثقافي ،الأصالة الامازيغية، تراث وفن، طبيعة خلابة محميات طبيعية تنوع بيولوجي مناخ جميل.. فضاءات رائعة تستجدي المعنيين بالقطاع من أجل تسويق جيد وبرنامج استراتيجي يبث ” الروح” المفتقدة في ثنايا جدران الفنادق والمطاعم والمنشئات السياحية بالمدينة ، وفق منظومة سياحة وطنية تستشرف الأفاق البعيدة لقطاع أضحى يفقد وهجه سنة بعد سنة.
استمع وزير السياحة إلى جميع الفاعلين بالقطاع السياحي بمدينة أكادير ، كلهم أجمعوا على أن الأزمة مستشرية وأن للوزارة التدخل العاجل ودعم مهنيي القطاع .
تناول وزير السياحة الحسن حداد ،خلال لقاء تشاوري مع مهنيي القطاع السياحي، السياق الوطني والدولي وانعكاس ذالك على مستوى الاقتصادي ، أمام الانتظارات الاجتماعية للمواطن المغربي ، مذكرا بالوضعية الماكرو اقتصادية و مشيرا إلى مستوى الضغط الذي يشكله كل من الرفع من الأجور و صندوق المقاصة ، أي أن الميزانية الدولة ستعرف ضغطا كبيرا في ظل تراجع الناتج الداخلي الخام إلى 5% مقابل 3.3 % في السنة الماضية مما سيؤثر سلبا على الاستثمار .
وأفاد وزير السياحة أن القطاع السياحي يعد أول مزود للعملة الصعبة ويساهم بقوة في ميزان الأداءات، ويؤثر على مختلف التوازنات ونظرا للأزمة العالمية وتراجع النشاط الاقتصادي لعموم الدول المنشطة للسياحة المغربية ، يضيف وزير السياحة ، لوحظ تراجع على مستوى إقبال السياح الاجانب..داعيا إلى وجوب تعبئة شاملة لتنمية الصادرات وتنافسية الاقتصاد و ترشيد النفقات والتحكم في التضخم والرفع من احتياطي العملة الصعبة.
وعن دواعي إنشاء الشركة المغربية للهندسة السياحية أثنى وزير السياحة على الدورالذي تلعبه في البحث عن مستثمرين ومرافقتهم في المشاريع الكبرى وفي هندسة المنتوجات السياحية حيث تشتغل على 460 منتوج سياحي بالمغرب كما أنها تعد تمثل شريكا لمجموعات وطنية كبرى في مجال تنمية وتهيئة مناطق سياحية جديدة.
من جهته قدم رئيس المجلس الجهوي للسياحة بأكادير عبد الرحيم العماني تشخيصا لوضعية السياحة بالمدينة ،ومستعرضا أرقاما مزعجة أمام طاقة الاستيعابية للمدينة لا تتجاوز 27 ألف سرير و780 ألف زبون مع 4 ملايين و300 ألف مبيت و6 مليار درهم من المداخيل .مذكرا بالتطور الذي عرفه القطاع منذ 2001 إلى السنة الحالية سواء على مستوى زوار المدينة أو بالنسبة للبنيات التحية ، طرقية وطريق سيار وفضاءات التنشيط ..
وأبرز رئيس المجلس الجهوي للسياحة المؤهلات الايجابية ونقط ضعف محطة أكادير السياحية متناولا حاجيات المدينة لتجاوز الأزمة من خلال خطة عمل مستعجلة لسنة 2012 ، مقترحة من قبل المجلس الجهوي للسياحة والتي تتطلب ميزانية 249 مليون درهم على مدى 3 سنوات والتي ستنتج عنها دخل يقدر في 4 مليار درهم .
وانتقد رئيس مجلس المدينة طارق القباج القرارات المتخذة من الرباط نحو مدينة اكادير وتباطئ انجاز محطة تاغازت لكون مشروعها يمنح لمستثمرين غير أكفاء .داعيا إلى تنمية السياحية مستدامة معتمدة على أساس تاريخي وثقافي وايكولوجي والخروج بالتالي من سياحة 5 نجوم .
واعتبر رئيس مجلس الجهة الدكتور إبراهيم الحافدي أن المحطة السياحية تغازوت تعتبر مفتاح حل مختلف المشاكل المرتبطة بالأزمة الاقتصادية مشيرا إلى كون هناك 70 مشروع في مجال السياحة القروية المستدامة كما أن هناك مقاولون شباب يحاولون تنشيط هذا المنتوج الجديد .
وأشار الدكتور الحافدي إلى أن الجهة مولت خط جوي يربط ثلاث مدن بالجهة (أكادير ورزازات زاكورة (ب 40مليون درهم في أفق التنمية السياحية بالمناطق المعزولة جغرافيا لكن المحاولة لم تؤتي أكلها لضعف الاقبال على استعمال الطائرة بالجهة.
ودعا الدكتور الحافدي إلى رسم خارطة طريق جهوية بعد حوار وتشخيص لمشاكل القطاع ، تحدد الأهداف والوسائل وتدمج القطاعات الأخرى وفق سياسة واحدة خصوصا وان الجهة لها إمكانيات هائلة .
وتسائل الفندقي عبيد عن عدم وجود دعم القطاع السياحي مقارنة مع القطاعات الأخرى كالفلاحة ..إذ أن الحكومة تقدم إعفاءات ومساعدات للفلاحين بخلاف السياحة .
وتحدث عمور عبد الرحمان رئيس الجماعة القروية تهالة بتفراوت عن السياحة القروية بمدينة تفراوت وآفاقها الواعدة بالمنطقة خصوصا سياحة الرياضة الجبلية وطالب الجهات المسؤولة إلى التفكير في إحداث مدرسة للمرشدين السياحيين ومحطة للارصاد الجوية ..
وتحد ث بإسهاب جل المهنيون عن إكراهاتهم المختلفة حسب كل مجال .وأجمعوا على بسط مشاكلهم أمام المسؤول الأول عن القطاع بغية الخروج من عنق زجاجة الأزمة التي استشرت في عموم الهيئات المشتغلة في القطاع كل حسب تخصصه واجمعوا على دعم مقاربة الحكامة ودعم مشاريع المقاولات الشباب والاهتمام بأسواق ارو ربا الشرقية والتواصل بين المهنيين والإدارة المعنية بالقطاع .
وعقب وزير السياحة على معظم المداخلات بدعوة المهنيين بالتجلي بالواقعية لكون سنة 2012 ستكون صعبة مما يستوجب تضافر الجهود لتخطي الأزمة وتدبير الحاضر بنجاح و نظرة تفاؤلية ، لإنجاح رهان المستقبل .
وبخصوص تعويض ذوو الحقوق الذين انتزعت ملكيتهم لفائدة المشروع ، أكد وزير السياحة أن شركة الإيداع والتدبير خصصت صندوقا ضخت فيه 110مليون درهم لتعويض الساكنة التي انتزعت ملكيتهم لفائدة المشروع ..استفاد منه 3158 مستفيد بمبلغ 42 مايون درهم . مبشرا بكون مشروع تاغزوت السياحي سيصبح جاهزا خلال 2014/2015.
يشار إلى أنمشروع محطة تغازوت السياحية يندرج في سياق خطة المخطط الأزرق ويمتد على مسافة 615 هكتار .و يتطلب استثمارا يُقارب 6 مليار درهم مما سيساهم في خلق حوالي 8500 منصب شغل مباشر وغير مباشر…
ويذكر أن مكتب WATG أشرف على تصميم محطة تغازوت بشكل يستجيب والمتطلبات المتنوعة للزبناء.
و تقدر كلفته إجماليا حوالي 600 مليار سنتيم.وكانت الشركة الأمريكية «كولوني كابيتال» و الشركة الكنارية «صاطوكان» سبق أن فازتا سنة2006 بالصفقة الخاصة بتهيئة وتنمية المحطة السياحية تاغازوت فلم تف بالتزاماتها بدعوى الازمة المالية العالمية…
يشارك حاليا في تنفيذ هذا المشروع الاستثنائي أربعة شركاء وهم صندوق الإيداع والتدبير للتنمية والشركة المغربية للهندسة السياحية ومجموعة أليونس للتنمية العقارية ومجموعة شركاء الجنوب.