آفاق بيئية: خالد العيوض
لو تكلمت “تالبرجت” لقالت: أنا “تالبرجت'” البنت البكر لأكادير بعد الزلزال .كانت ليلة سوداء لازالت دكرياتها حاضرة في وجداني.اختي الكبرى او تالبرجت القديمة كما يسميها الناس بقيت تحت الانقاض وها هي اليوم فضاء للترفيه لاكادير التي تريد نسيان الماضي.
لا علينا من تحريك المواجع تناسيت مع الزمن واحتضنت كل قادم أو داخل من و الى أكادير كنت المحطة الوحيدة التي لاتنام وكان الحي معي يبقى سهران لاحتضان كل القادمين وكل المتسكعين ومن لايملك مأوى. مع ذلك كان الاأمن يرفرف بجناحيه فوق سمائي.
ساحتي الشهيرة بين الفنادق المتوسطة تأوي التجار وممتلي الشركات والقادمات الى المدينة للبحث عن رزق اخر بعد ان انسدت السبل في القرى والمدن الهامشية التي انجبتهن.

هذا الفضاء بالضبط شهد مرور فنانين كبار من مختلف الجنسيات ومغاربة ستبلغ شهرتهم الافاق.
كان المرحوم عموري عاشقا لي أنا المدينة التي تبحث عن مكانتها داخل مدينة متحولة احتضنت سينما الصحراء التي كانت الفضاء المحبب لعشاق الفن السابع وكان النادي السينمائي ورواده يملؤون المقاهي المجاورة لمناقشة الافلام والحديت عن الثقافة والسياسة. كنت مكان التقاء مثقفي أكادير. لازلت أذكر عبابو بشعره الكثيف الأسود ، تم بدات الإنتكاسة وأصبحت السينما تقدم مقابلات كرة القدم بدل “بروسلي” “كلينت ايستيود” و “روبير دي نيرو” وغيرهم.

لازال مقهى الاسفنج أو الشفنج بكل بساطة يقدم خدماته بنفس الجودة ونفس الإقبال وحده ظل صامدا حتى أصبح من ذاكرتي، أنا التي حاصروني من كل الجوانب .أغلقوا المحطة، وضيقوا الطرق والممرات. لكن أحبابي لم يتخلوا عني.
أبنائي أخدتهم غيرة الأمازيغ الأحرار فأعادوا لي ألقي وسمعتي وبريقي، اخدوا اسمي. أعطوه حمولة ثقافية ليقولوا للعالم تعالوا أنا “تالبرجت” أرحب بكم فكان الاسم المركب “تالويكاند” هده قصتي بعد الحزن والضيق يأتي الفرج والفرح .
مهداة الى صديقي المبدع سعيد المطيع الابن البار ل”تالبرجت”