- آفاق بيئية: محمد التفراوتي
شهدت رحاب كلية الطب والصيدلة باكادير انعقاد المؤتمر الدولي التاسع حول ‘الطيور المائية والأراضي الرطبة في منطقة البحر المتوسط خلال اليومين 27/28 نونبر 2024.
تميز المؤتمر بكلمات افتتاحية تناولت سياق ودواعي وأهمية محور المؤتمر من جوانب مختلفة أجمعت على وجوب المحافظة على الطيور المائية والأراضي الرطبة في مختلف المناطق بالمتوسط.
وتناول السيد عز الدين المداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في كلمته جانب البحث العلمي وأهميته في مكافحة الاكراهات البيئية الملحة، من قبيل التحديات المرتبطة بالتنوع البيولوجي والمنظومة البيئية، ذلك ان موضوع الطيور المائية والأراضي الرطبة، تعكس إكراهات تستوجب تدخل المساعي العلمية لتقديم حلول مستدامة. واعتبر الوزير الجامعة فضاء للإبداع والابتكار، تلتزم بتقديم الأبحاث التي تواكب التطلعات وتجيب على مختلف التحديات الراهنة.
وأثنى السيد سعيد امزازي والي جهة سوس ماسة وعامل إقليم أكادير على الدور الذي تلعبه مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب في تكوين أساتذة باحثين ودكاترة. وذات مردوية جد مهمة، وبالتالي أصبح المغرب مختبرا للباحثين الدوليين. وبات المغرب بتوفر على مواقع جد استثنائية وتنوع بيولوجي مهم يتطلب الحماية.
وأضاف السيد امزازي “والآن مجموعة البحث من أجل حماية الطيور لها هذه المسؤولية”، مضيفا أن انعقاد المؤتمر بأكادير له دلالته. مما سيمكن من الحديث عن طائر أبو منجل الذي توجد آخر مجموعة له بشمال أكادير بتامري. وتغير المناخ آثر على بعض ممرات هجر الطيور. ومدينة أكادير الان تندرج ضمن شبكة المدن الخضراء العالمية.مما سيمكن من كسب المصداقية . فضلا عن أن المدينة مخرطة في مشروع المدن الذكية. وهذا له أهميته الايكولوجية.
وأفادت الدكتورة رحيمو الحمومي، أستاذة وباحثة بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء ورئيسة مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، ( GREPOM/Birdlife Maroc) أن الأراضي الرطبة، المستودعات الحقيقية للتنوع البيولوجي والمزودة بخدمات النظام البيئي الأساسية، تشهد ضغوطا غير مسبوقة. ويؤدي تدهور الموائل وتغير المناخ والتأثيرات البشرية إلى تعريض هذه النظم البيئية الحيوية للخطر.
وفي مواجهة هذه التحديات ، استثمرت مجموعة البحث لحماية الطيور بالمغرب، ممثلة المنظمة الدولية لحياة الطيور، بشكل كامل في الحفاظ على الطيور وموائلها. باعتبارها منظمة غير حكومية علمية، ومع شبكة من الباحثين وعلماء الطبيعة والمتطوعين في مختلف أنحاء مناطق المغرب، حيث تجمع هذه المنظمة بين الدقة العلمية والعمل على أرض الواقع لمواجهة التحديات البيئية الأكثر إلحاحا. وتلعب دورا رئيسيا في إنتاج المعرفة العلمية ، لا سيما من خلال عمليات الجرد المنتظمة للأنواع والنظم البيئية، والدراسات المحددة حول الأنواع المهددة بالانقراض، ورصد الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية.
وقالت الدكتورة الحمومي أن عمل مجموعة البحث مجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، ( GREPOM/Birdlife Maroc)
لا يهدف إلى إثراء الأسس العلمية اللازمة للحفاظ فحسب، بل يهدف أيضا إلى تقديم توصيات لإنشاء إدارة الموقع وخطط الحفاظ على الأنواع .
ومن خلال انتمائها إلى تحالفات دولية مثل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، والتحالف المتوسطي للأراضي الرطبة وشبكة الطيور المائية في البحر الأبيض المتوسط، تعد المنظمة (GREPOM) جزءا من ديناميكية عالمية، وبالتالي تعزيز تأثيرها على جهود الحفظ على المستوى الوطني والجهوي أيضا.
ومن خلال رؤية تجمع بين العلوم والتعليم والدعوة، تلتزم منظمة (GREPOM) بالحفاظ على الثروة الطبيعية للمغرب للأجيال القادمة. تضيف الدكتورة الحكومي.
ويكتسب الالتزام الوطني أهمية أكبر لأن التحديات التي تواجه أراضينا الرطبة وتنوعها البيولوجي تتطلب استجابات منسقة وطموحة، مدعومة بالسياسات العامة والوسائل المناسبة.
وأضافت الدكتورة الحمومي ان المنظمة (GREPOM)تنشد ترسيخ مكانتها وتعزيز دورها كعنصر فاعل في الحفاظ على التنوع البيولوجي في المغرب، بالشراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والوكالة الوطنية للمياه والغابات (ANEF). وغيرها من المؤسسات الوطنية والدولية، من خلال الشراكات العملية.
وعرضت الدكتورة الحكومي مختلف التطلعات والمرامي من قبيل الحصول على الدعم المؤسسي والمالي لتعزيز القدرات البحثية والوسائل اللازمة لتنفيذ المراقبة البيئية المتعلقة بالأراضي الرطبة وتنوعها البيولوجي والدراسات على المستوى الوطني. ثم دمج المواضيع المتعلقة بالمحافظة على الأراضي الرطبة وتنوعها البيولوجي في المقررات الجامعية. و الاعتراف بمجموعة البحث من أجل حماية الطيور بالمغرب، (GREPOM ) كمنظمة غير حكومية ذات موارد وهيئة مرجعية علمية ، نظرا لخبرتها في هذا المجال. و دعم الوزارة لتحقيق مشروع طموح (قيد الإعداد) يهدف إلى إنشاء مركز لدراسة هجرة الطيور في مضيق جبل طارق. وسيتم تقديم هذا المركز لشركائنا الوطنيين والدوليين، وخاصة الوكالة الوطنية للمياه والغابات. وسيكون دعم الوزارة ضروريا لتحقيق ذلك وسيعزز مساهمة المغرب في البحث والحفاظ على الطيور المهاجرة، خاصة وأن المغرب تقع على طريق هجرة الطيور الرئيسي في منطقة القطب الشمالي الغربي.
وأعربت الدكتورة الحمومي عن رغبتها في إطلاق المهرجان الدولي لطائر أبو منجل الأصلع بأكادير بدعم من السلطات المحلية، على غرار مهرجان “إليونور” للصقور الذي نظمته المنظمة GREPOM و ووكالة الوطنية للمياه والغابات ANEF وشركاؤهما سنة 2022 بالصويرة، والذي شكل مناسبة علمية واحتفالية على حد سواء، مؤكدة أن آخر مجموعة برية قابلة للحياة من هذا النوع(طائر أبو منجل) تجد ملجأ لها في جهة سوس ماسة، وذلك بفضل جهود الوكالة الوطنية للغابات وخاصة طاقم إدارة الوكالة الوطنية للرفق بالحيوان. “لن يكون هذا الحدث فرصة للاحتفال بهذا الطائر النادر والرمزي فحسب، بل أيضا لتعزيز السياحة البيئية المستدامة التي تركز على مراقبة الطيور في المنطقة (مراقبة الطيور)”.
· وفي الختام أعلنت الدكتورة الحمومي عن اختيار المغرب لتنظيم الدورة السادسة عشرة للمؤتمر الأفريقي لعلم الطيور ، وهو حدث مرموق سيعقد في ربيع عام 2027. يشار أن هذا المؤتمر سيشهد مشاركة خبراء وباحثين وعشاق علم الطيور من افريقيا، القارة الأفريقية بأكملها وخارجها، مما يتيح فرصة لتسليط الضوء على المبادرات المغربية لصالح التنوع البيولوجي. أننا نهتم بتوصياتكم ومنفتحون على أي تعاون في المستقبل.