المؤتمر الدولي لشجر أركان يسجل إنجازا علميا جديدا بالإعلان عن سبقين علميين
حول التحسيين الجيني واستنباط الأصناف الجديدة من شجر أركان
و إمكانية عزل الكربون بواسطة شجرة أركان
آفاق بيئية: محمد التفراوتي
تواصل شجرة أركان فرض شخصيتها المعنوية باقتدار. لم يعد استخدام ثمارها تقليديا، بل طرق أبواب أخرى ومجالات أرحب، بفضل اعتكاف الباحثين والعلماء في مختبراتهم وحقول التجارب، وكذا مخططات واستراتيجيات الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر أركان مند تأسيسها، والأبحاث الرائدة للمعهد الوطني للبحث الزراعي والجامعات المغربية. حصيلة علمية وازنة، واكتشافات معرفية مثيرة يشهدها قطاع هذه الشجرة المباركة. كل سنة تنضاف رؤى جديدة واكتشافات علمية مدهشة، مند انعقاد أول مؤتمر دولي لشجر أركان وصولا إلى الدورة السابعة للمؤتمر المنعقد في الفترة من 10 إلى 12 ماي بمدينة الصويرة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
انطلقت فعاليات المؤتمر الدولي لشجرة أركان، بإجراء مراسيم احتفالية بالذكرى الرابعة لليوم العالمي لشجرة أركان الذي أعلن من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في سنة 2021. وتنظيم، موازاة مع ذلك، المعرض الدولي لشجر أركان بالتحفة المعمارية “لاميدينا” أكادير.
وتبقى إشكالية تغير المناخ مؤرقة وتأثيراتها على المجال ضاغطة، في حين تظل شجرة أركان صامدة ومتأقلمة مع النظام البيئي وبالمجتمعات المحلية القروية. تدافع هو إذن بين شراسة تغير المناخ والمواكبة العلمية الحثيثة والمبدعة لمؤسسات البحث، بغية تخفيف الضغط على هذا المورد الطبيعي الاستثنائي سواء بفعل آثار تغير المناخ أوالتدخل البشري، وإيجاد بدائل مستدامة للتكيف وتعزيز قدرات المواجهة.
مؤتمر هذه السنة كان قبلة حج إليها ما يناهز 210 مشاركا. تمكن المشاركون من تدارس التحديات والفرص للحفاظ على شجرة أركان وتعزيزها لمواجهة تغير المناخ. وشكل المؤتمر فرصة مهمة لتعزيز التعاون وتعبئة الجهود لضمان استدامة هذه الشجرة الفريدة ومجالها الحيوي وقطاعها الاقتصادي. تميز ملتقى هذه السنة بتقديم 60 مداخلة شفهية و45 ملصقا علميا و 110 ملخصا موسعا. توزعت العروض العلمية المقدمة إلى 12 جلسة متوازية، غطت مجموعة متنوعة من المواضيع المتعلقة بشجرة أركان ومجالاتها الواسعة. وصنفت ضمن أربع محاور رئيسية تجلت حفظ في النظام الإيكولوجي لمجال شجر أركان واستدامته. و التكنولوجيا الحيوية، وعلم الوراثة لتطوير أصناف أركان، ثم تثمين منتجات أركان والتنمية الاجتماعية وتثمين التراث، كما نظمت ثلاث موائد علمية حول مواضيع محددة من أجل تعميق النقاش وتشجيع التبادل بين الباحثين والمهنيين وصانعي القرار..
واستعرضت عدة بحوث جديدة ونوعية من حيث القدرات والقياس الكمي لإمكانات عزل الكربون بواسطة شجرة أركان والبصمة الكربونية للسلسلة. وتم تقاسم المستجدات وأوجه التقدم في التدبير التقني والزراعي لشجر أركان الفلاحي وخاصة في مجال التحسيين الجيني واستنباط الأصناف الجديدة.
وافتتح الدكتور فوزي بكاوي المدير العام للمعهد الوطني للبحث الزراعي المؤتمر، وخلال الاحتفال باليوم العالمي بشجر أركان، بعرض علمي دقيق حول “تأثير تغير المناخ على شجرة أركان والنظام الإيكولوجي لأركان: الأدلة العلمية والآثار الاستراتيجية”، كشف من خلاله عن سبق علمي هم مجالين مهمين حول إمكانية وقدرات عزل الكربون بواسطة شجر أركان للتخفيف من آثار تغير المناخ في المناطق شبه القاحلة والبصمة الكربونية للسلسلة. واكتشاف أنواع جديدة من شجر أركان. و استعرض خلال مداخلته آثار تغير المناخ على نمو شجرة أركان وتوزيعها الجغرافي واستدامتها، بالإضافة إلى استراتيجيات التكيف والمحافظة على هذه الشجرة.
وتدارس المشاركون في الجلسة الأولى المحور المتعلق ب” هيكل وإدارة والحفاظ على النظام البيئي لشجر أركان”. تم تقديم ستة متحدثين عدة مواضيع مختلفة، ركز أربعة منهم على الأبحاث التي أجريت على النظام البيئي الطبيعي لشجرة اركان واثنين حول زرعها أو تدجينها خارج محمية المحيط الحيوي لشجر أركان. عرضت المداخلة الاولى الوضع الحالي للنبات بالمنتزه الوطني لسوس ماسة وأهمية دراسة ديناميكياتها في فهم عمل النظم البيئية من أجل استخلاص إجراءات لتهيئتها مع تسليط الضوء على التأثير الضار للزراعة المكثفة التي تجري هناك مع كل العواقب المترتبة على ذلك.
أما المداخلة الثانية فقد ركزت على تأثير الرعي والاستجابة الفسيولوجية لشجرة أركان، مما يدل على التأثير المحفز للرعي ويشجع على إجراء المزيد من البحث في هذا الاتجاه من أجل تحديد العتبات المسموح بها للرعي وكذلك تأثير الظروف الوراثية والجينية وراء هذه الاستجابات الفسيولوجية.
وتناولت المداخلة الثالثة سبقا علميا تمثل في مساهمة النظام البيئي لشجر أركان في عزل الكربون والبصمة البيئية المرتبطة بسلسلة القيمة لقطاع أركان. الدراسة التي أجراها فريق بحث تناولت جوانب مختلفة تتجه نحو نفس الهدف. وكان البعض مهتما بالكتلة الحيوية فوق او تحت سطح الأرض، والبعض الآخر بالتربة وآخرون بعموم السلسلة. وأظهرت النتائج أهمية وتنوع إمكانية عزل الكربون وفقا للظروف البيئية السائدة، وتبعا للعمر المناسب لزراعة أركان.
وركزت المجموعة الثانية من الأعمال العلمية المقدمة على تطوير تقنيات زراعة شجر أركان من خلال دراسة وتقييم معدل انتعاش النباتات المزروعة وفقا لمعالجات التربة المختلفة (المياه والمواد المغذية) وحجم الشجرة وموسم الزرع. أما المداخلتين الأخيرتين فقد ركزا على تدجين شجرة أركان حول نواحي منطقة الخميسات. وكذا تدجين شجرة أركان كبديل استراتيجي في مواجهة التغير المناخي خاصة خارج منطقة محمية المحيط الحيوي لشجر أركان.
وعالج المشاركون في الجلسة الثانية المحور الثاني المتعلق ب ” زراعة أركان والتقنيات الحيوية والتحسين الوراثي”. والمجهودات المبذولة من أجل دراسة وتجميع الصفات الوراثية ذات الأهمية عن طريق التزاوج واختبارات الأجيال حيث ثم انتقاء وتوصيف مجموعة مختارة لستة أصناف من أركان. وهذا سبق علمي جدير بالمتابعة من قبل الباحثين. وتناقش المشاركون كذلك حول المساهمة في دراسة فطريات التربة المتعايشة مع بذور شجر أركان وتنوعها ودورها في دعم قدرات تأقلم هذه الشجرة. ثم تطوير قاعدة بيانات “التسلسل البسيط المتكرر”(SSR) على مستوى الجينوم في شجر أركان لتوصيف المواد الوراثية.
وتناولت الجلسة الثالثة للمحور الثالث حول “تثمين منتجات أركان: الصحة والتغذية والكيمياء والتقنيات” مع الخصائص الغذائية والعلاجية، والدور المحتمل لمركبات زيت أركان الرئيسية كمنظمين للعامل النووي لإنتاج الخلايا الحمراء (NRF2) وتأثيراتها المضادة للأكسدة.
وثم عرض دراسة مختبرية عن نشاط مضادات الأكسدة ومضادات السكري والالتحام الجزيئي لزيت أركان في شرق المغرب. والتأثيرات المضادة للأكسدة لزيت أركان وزيت الزيتون ضد الإجهاد التأكسدي الناجم عن الحديد من خلال مقاربة مخبرية. ثم تابع المشاركون عرض حول التأثيرات العلاجية لاستهلاك زيت أركان على أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة. والاستخدام التقليدي والقيمة الغذائية لشجر أركان في منطقة الاطلس الصغير غرب المغرب. ثم استعرضت دراسة مثيرة وجديدة تتعلق باستخدام بقايا ما بعد استخلاص الزيت من لوز شجر أركان –تزكموت بالامازيغية – كمادة مضافة لتحسين جودة الخبز، وإنتاج خبز غني بالبروتين. لأن هذه الكعكة غنية جدا بالبروتين. إنها طريقة جديدة لتثمين بقايا عملية استخراج زيت أركان.
وشهد المؤتمر عقد ثلاث موائد علمية حول ثلاث محاور دقيقة تهم كل من موضوع “الابتكار وتثمين نتائج الأبحاث حول شجر أركان وكيفية تعزيز البحوث والتعاونيات والشراكة الصناعية”، أدارها السيد عدلوني أحمد، ونشطها كل من السيدة نبيلة بوهلال والسادة سعيد غربي ومصطفى وهدي وحميد الصابر.
ومكن هذا الملتقى الجانبي من تدارس سبل المساهمة في تعزيز تحويل نتائج البحوث إلى حلول عملية ومستدامة، حيث سلط المتحدثون الضوء على بعض نتائج الأبحاث البارزة ذات الأهمية الاقتصادية الحقيقية. وأكدوا أن شجرة أركان، تواجه تحديات متزايدة بسبب تغير المناخ. من هنا يصبح الابتكار التكنولوجي في مجال البحث والتطوير حاسما لتطوير استراتيجيات فعالة للتكيف والمواجهة عبر تثمين فعال وإدماج حقيقي لنتائج البحث العلمي. .
وعالجت المائدة العلمية الثانية، التي أدارها السيد محمد صابر ونشطها كل من الباحثة نعيمة آيت عابد والباحثين عبد العزيز ميموني وجمال حلام و كحمو أمصمود ورشيد منتاك، سبل مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ، ونهج زراعة أركان كأداة للتكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ في محمية المحيط الحيوي لشجر أركان. وأكد المشاركون أن تأثير تغير المناخ على إنتاج ثمرة أركان أصبح حقيقة واقعة. وللحد من هذه الآثار، تم تنفيذ برنامج طموح لزراعة أركان الفلاحي على مساحة 10.000 هكتار في أفق بلوغ 50.000 في سنة 2030. وتم رفع الاكراهات المرتبطة بانخراط المستفيدين وتمكن المشروع من النجاح. ولعب البحث العلمي دورا هاما في نجاح برنامج زراعة الأشجار من خلال مشروع ” DARED “. وتمت دراسة المسار التقني من إنتاج النباتات والحرث والري والتسميد والتقليم.
وشكل محور الندوة العلمية الثالثة حول “تراث مجال أركان والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ” الذي افتتحه السيد أندري أزولاي و أداره السيد عبد الرحمان آيت الحاج ونشطه كل من السادة عبد السلام أمرير ومحمد الزيادي ومحمد بنيدير، فرصة لإعادة التدقيق في مفاهيم البعد الثراثي لمجال شجر أركان، ذلك أن محمية المحيط الحيوي لشجر أركان تعد منطقة تحوي تراثا ثقافيا وطبيعيا غنيا بشكل استثنائي. ويعد رافعة مهمة لتنويع بدائل لدعم قدرات المجال والساكنة للتأقلم مع تغير المناخ.
وتشمل هذه الثروة مشاهد طبيعية فريدة وممارسات زراعية بارعة ومعرفة تقليدية في تدبير الموارد الطبيعية وتطور المنتجات الزراعية وجمالية الهندسة المعمارية. تشكل هذه العناصر دعامة للهوية الجهوية وتلعب أيضا دورا حاسما في استدامة النظام البيئي بأكمله. ومواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ. كما يحمل هذا التراث دروسا تمثل موردا أساسيا لتعزيز النظم البيئية والساكنة المحلية ببعديهما السوسيولوجي والانثروبولوجي.
وعرض منشطو الندوة بعض مكونات تراث منطقة وحقول أركان ومحيطه الاجتماعي، ووصف تأثيرات تغير المناخ على هذا التراث والاستفادة من التجارب لتعزيز القدرة على الصمود. وناقشوا مختلف المكونات التي تشكل تراث مجال أركان بوضوح، مع التأكيد على أهميتها الإيكولوجية والاقتصادية والثقافية. وتدارس الآليات التي يمكن من خلالها للتراث تعزيز التكيف والاستدامة. ثم تم تحديد الإجراءات والمبادرات اللازمة للحفاظ على تراث محمية المحيط الحيوي لشجر أركان وقدمت توصيات لتعزيز دوره في دعم الصمود المجتمعي والبيئي.
وتلعب زراعة أركان دورا مهما في الحد من آثار تغير المناخ من خلال عزل الكربون في الكتلة الحيوية لشجرة أركان وفي التربة. وتعمل زراعة الأشجار من خلال إعادة الغطاء النباتي على تحسين المناظر الطبيعية ولها تأثير إيجابي على التنوع البيولوجي. وأضاف المشاركون أن الأعمال البحثية العديدة المتعلقة بشجرة أركان وحقوله على المستوى الوطني والدولي ارتفعت بشكل ملحوظ منذ التنظيم الأول لمؤتمر أركان الدولي سنة 2011. وقد لعب المؤتمر دورا هاما في جمع باحثين من مختلف المؤسسات المغربية والأجنبية (أوروبا وأمريكا وآسيا)
وأصبحت زراعة أركان الآن في قلب التنمية المستدامة وساهم في دعمها عدد من المؤسسات المعنية من خلال الاستراتيجيات الوطنية، وعقود برامج، ومشاريع بحثية، بهدف زراعة 50 ألف هكتار من حقول أركان بنجاح في أفق سنة 2030. وقد تم زراعة حتى الآن، 10آلاف هكتار في عدة من مناطق من محمية المحيط الحيوي لشجر أركان. ويذكر أن هذه المائدة العلمية شكلت فرصة لتقييم الإنجازات البحثية لتدبير زراعة الأشجار ونظام الزراعية الغابوية، ومساهمتها في الجهود المبذولة للتكيف مع آثار تغير المناخ والتخفيف من آثارها، فضلا الدروس المستفادة من حيث المقاربة ومشاركة الجهات المعنية وتحقيق بعد الاستدامة. وبدى جليا أفاق واستدامة زراعة أشجار أركان خيار استراتيجي للتكيف مع تغير المناخ.
وأوصى المؤتمرون بوجوب تشجيع الابتكار وتطوير الأعمال في القطاعات المرتبطة بشجر أركان، فضلا عن تثمين نتائج البحوث لتعزيز التنمية الاقتصادية المحلية. والاستفادة من الأبحاث في مجالات الصحة والتغذية المتعلقة بشجر أركان، من أجل فهم فوائدها لصحة الإنسان بشكل أفضل. وطالبوا بتعزيز التواصل بشأن منتجات أركان للترويج لاستهلاكها وفوائدها. وتعزيز البحث حول موضوعات مثل التربة والتنوع البيولوجي والحيوانات والنباتات في حقول أركان، مع تشجيع إنشاء شبكات بحثية وتوحيد الفرق لتعزيز التعاون والتبادل العلمي. وإنشاء آليات تمويل خاصة بأبحاث أركان لدعم المشاريع المبتكرة. وتنظيم فعاليات علمية أخرى في مواضيع وتخصصات مختلفة لتنويع التبادلات والمعرفة. وتطوير وتبادل قواعد البيانات والمعرفة حول شجرة أركان لتسهيل الوصول إلى المعلومات والأبحاث. و تعزيز تبادل النتائج والمعرفة مع المهنيين وغيرهم من المعنيين المشاركين في تدبير وتطوير شجرة أركان من خلال المركز الدولي لأركان.
وأوصى المشاركون في الجلسات المتعلقة بالمحاور الأربعة للمؤتمر بعدة تطلعات من قبيل الاستفادة من البحوث والنتائج وتعزيزها والتي تدعم استعادة النظام البيئي ومكوناته وذلك وفق محور”هيكلة وتدبير والحفاظ على النظام البيئي لشجر أركان”، وكذا تطوير وتعزيز البحوث المتعلقة بالنظام البيئي (الاقتصاد البيئي) لتوجيه مشاريع إعادة التأهيل والحفاظ على النظام البيئي لحقول أركان. ثم تنفيذ تدابير ملموسة لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ على النظام البيئي، استنادا إلى نتائج البحوث. وتشجيع التعاون متعدد التخصصات بين مختلف الجهات الفاعلة المشاركة في الحفاظ على النظام البيئي لأركان وتدبيره، مع رفع مستوى الوعي وتثقيف السكان المحليين حول أهمية الحفاظ على النظام البيئي لشجر أركان والممارسات الجيدة التي يجب اعتمادها. وطالب المشاركون بتعزيز قدرات أصحاب المصلحة المحليين من أجل تدبيرأفضل والحفاظ على النظام البيئي لشجر أركان. فضلا عن تشجيع تنفيذ الممارسات الزراعية المستدامة للحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية للنظام البيئي لشجر أركان. وتطوير وتعزيز استخدام التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والمؤشرات الحيوية للإدارة وصنع القرار.
أما المحور الثاني المتمثل في” زراعة أركان والتكنولوجيا الحيوية والتحسين الوراثي” دعا المشاركون إلى تطوير البحوث حول شجرة أركان وتحسين تقنيات التكاثر وضمان توفر النباتات. ووضع برامج لإدارة وحفظ التنوع الوراثي لشجرة أركان لضمان صمودها في مواجهة التغيرات البيئية.وتعزيز الدراسات حول “جينوم” أركان لدعم برامج الاختيار والتحسين الوراثي. وتطوير تقنيات توصيف متقدمة لفهم وراثة شجر أركان بشكل أفضل ..مع المزيد من البحث و دراسة التفاعل بين شجرأركان وبيئتها، خصوصا دور الفطريات، لفهم آليات تطور الشجرة بشكل أفضل وتحسين زراعتها.
ومن جانب محور ” تثمين منتجات شجر أركان في مجالات الصحة والتغذية والكيمياء والتكنولوجيا ألح المشاركون على تطوير الأبحاث حول تثمين المنتجات الأخرى المشتقة من شجرة أركان للاستفادة الكاملة من فوائدها، فضلا عن زيوتها. وتعزيز البحوث الطبية والدراسات السريرية لتسليط الضوء على المركبات النشطة بيولوجيا لزيت أركان للتطبيقات العلاجية. ومراجعة معايير البحث الأساسية لضمان جودة ووثوقية الدراسات التي أجريت على شجرة أركان ومنتجاتها المشتقة. وتشجيع الأبحاث حول تنويع منتجات أركان المشتركة على المستوى الدولي، خاصة من خلال إثراء المنتجات المشتقة لتطوير تطبيقات جديدة.
أما المشاركون في جلسة المحور “الاقتصاد الاجتماعي والتنمية المستدامة لمحمية المحيط الحيوي لشجر أركان”، فطالبوا بوجوب الترويج لإصدار شهادات منتجات أركان لضمان جودتها وإمكانية تتبعها، مما قد يزيد من قيمتها في السوق. وإنشاء برامج توعوية وتدريب للمزارعين لمساعدتهم على إدارة مزارعهم بشكل أفضل والترويج لمنتجات أركان. وتشجيع الأبحاث حول تقنيات عزل ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بزراعة أركان، من خلال تشجيع زراعة أشجار أركان وغيرها من الأنواع التي تتكيف مع احتجاز الكربون. و تعزيز آليات تعويض الكربون المعتمدة على شجرة أركان، ودمجها في سياسات مكافحة تغير المناخ. ثم إجراء دراسات السوق لفهم توقعات المستهلكين بشكل أفضل وتكييف عرض منتج أركان مع اختياراتهم. والترويج لمنتجاته من خلال تسليط الضوء على صفاتها الغذائية وفوائدها الصحية وأصلها الطبيعي. ثم دعم البحوث حول التراث الثقافي والطبيعي المرتبط بشجرة أركان لتعزيز المعرفة التقليدية وتعزيز التنمية المحلية. وتشجيع المبادرات الرامية إلى تعزيز تراث أركان لأهداف السياحية والاقتصادية، وتسليط الضوء على دوره في التنمية الجهوية وخلق فرص العمل.
وشهد المؤتمر خرجة استطلاعية لمواقع زراعة أركان الفلاحي. ووقف المشاركون على نتائج المبادرة البديلة لمواجة تأثير تغير المناخ على الوسط الطبيعي لغابة أركان. وعبر ساكنة المحلية بالمناطق المستفيدة عن أواصر التواصل والتعاضد بين الأطراف المؤسساتية والبحثية المشرفة على المشروع. وطالبو المزيد من المبادرات التي تفسح المجال لمزيد من موارد الدخل، وأثنوا على عملية زراعة مادة “الكبار” كنظام “زراعي غابوي” بالموازاة مع شتلات شجر أركان حيث مكنت من توفير مورد دخل آني يعزز انتظار نضج الشتلات أركان وكبرها والاستفادة من ثمارها.
وأعرب الدكتور “لاري هولبروك ” ( Larry Holbrook) عن سروره بالمشارك في المؤتمر وقال أن مستوى التنظيم جيد للغاية، غطى العديد من جوانب البحث والاستخدامات العملية لزيوت أركان، مضيفا “يجب دراسة زيوت أركان بشكل أكبر للاستخدامات الطبية خارج مستحضرات التجميل والمواد الغذائية، بعد زيارة إحدى التعاونيات بنواحي الصويرة، من الواضح أن الأطعمة الفريدة التي تحتوي على المكسرات وزيت أركان أصبحت متاحة على المستوى الدولي بشكل أكبر، وستكون ذات قيمة كبيرة. أعتقد أن زيت أركان معروف في الغالب بمستحضرات التجميل في كندا فقط. و للمزيد من الاستخدامات الطبية، ينبغي زيادة الدراسات السريرية في مجالات مثل خفض نسبة الكوليسترول، لتقليل استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول. يمكن دراسة الدراسات في “اضطرابات التمثيل الغذائي” ( Metabolic Disorders) بشكل عام.
يمكن دراسة الأبحاث المتعلقة بالاضطرابات الأيضية بشكل عام. وأنا أتفق أيضا مع الدكتور بكاوي في أن تطوير الجينوم الحركي وزراعة الأنسجة يمكن أن يكون ذا قيمة في المستقبل.
“الأبحاث المقدمة في المؤتمر متطورة، فالعديد من الباحثين الشباب يبحثون في التقنيات الجديدة. إنهم يدركون تماما تأثيرات المناخ والحاجة إلى زيادة الأمن المائي. أنا أؤمن بوجود العديد من الجهود الجارية لقياس احتجاز الكربون، وأن هناك مناقشات حاسمة حول المنهجية وإعداد التقارير، لذلك أقترح الاهتمام ببعض الاستنتاجات المهمة”.
يشار أنه مند الدورة الأولى للمؤتمر الدولي لشجر أركان تم التوجه نحو تعزيز ودعم تطوير القطاع والتدبير المستدام للمنظومة البيئية والاقتصادية، ليتبين، تبعا لذلك، أن نتائج الأبحاث المقدمة أثرت إيجابا على القطاع. ولاح في الأفق بوادر الانعكاس الايجابي لنتائج البحوث المقدمة، واستثمار ديناميتها و كذا نوعية أسئلتها من قبل المهنيين. من هنا سيلعب المركز الدولي لأركان، الذي يتطلع لانطلاقه جل الفاعلون، دور التنشيط والتثمين وتأهيل القطاع ودور الالتقائية بين مختلف الاطراف المتدخلة في القطاع.