الهجرة والمشروع التنموي الجديد

محمد التفراوتي11 فبراير 2022آخر تحديث :
الهجرة والمشروع التنموي الجديد

آفاق بيئية : يسرى التفراوتي*

نظم المركز الجامعي لدراسات الهجرة بجامعة الحسن الأول بوجدة درسا افتتاحيا حول موضوع “الهجرة رافعة للتنمية المشتركة وركيزة للتعاون في إطار المشروع التنموي الجديد” ألقته الدكتورة نزهة الوافي الوزيرة المنتدبة للمغاربة المقيمين بالخارج سابقا ،ودكتورة باحثة في سوسيولوحيا الهجرة ،بقاعة الندوات بكلية الطب والصيدلة بوجدة.

وأوضحت الدكتورة زليخة إرزي ،المسؤولة عن مقاربة النوع، في كلمة نيابة عن الدكتور ياسين زغلول رئيس جامعة محمد الأول بوجدة ، الدور الذي يلعبه المركز الجامعي لدراسات الهجرة لتحديد استراتيجيات تروم تدبير شؤون الهجرة، وفق التوجهات المبدولة من قبل المملكة المغربية، مشيرا إلى استراتيجية المغرب الوطنية للهجرة واللجوء، ومبادراته الاجتماعية تجاه المهاجرين من أجل الاندماج اجتماعيا على مستوى التعليم والصحة والسكن و التكوين المهني.

ومن جهته ذكر عميد كلية الطب و الصيدلة خالد سراج أن كلية الطب تعمل على تكوين أطباء أكفاء لتوفير الرعاية اللازمة للأفراد و من بينهم المهاجرين، بحيث أن المهاجرين يمرون من ظروف صعبة و متعبة و بالتالي يتم التركيز على البعد الاجتماعي و التربوي من أجل توفير الخدمات و الرعاية اللازمتين. ورغم اختلاف محيط و ميدان البحث العلمي إلا أن كل الدراسات و الأبحاث في كافة المجالات تهدف إلى تحقيق إضافة علمية في المجتمع، باعتبار البعد العلمي حاضرا و مؤثر ، و أن كلية الطب مفتوحة أمام جميع المبادرات الصحية والتفاعلات القائمة في مجال الهجرة .

 وتعد الهجرة ظاهرة يصعب دراستها و البحث فيها يقول نور الدين عالم  عميد كلية الاداب و العلوم الانسانية ،مشيرا الى أن المركز الجامعي لدراسات الهجرة فرصة و برنامج مميز و مثمر سيعمل من خلاله الطلبة و الأساتذة الباحثين على القيام بمجموعة من الأبحاث العلمية والدراسات الميدانية البحث في مجال الهجرة .

وذكر الدكتور عبد الحق البكوري مدير المركز ،خلال كلمة تأطيرية للملتقى ، بضرورة تأطير الكفاءات في المجال العلمي و المعرفي من خلال الندوات و المحاضرات، فضلا عن المقاربات النظرية التي يتم الاشتغال عليها داخل الفصول و التكوينات، باعتبار الهجرة ظاهرة عالمية ووسيلة لإعادة إنتاج الذات و كونها عملية معقدة تشكل بحثا مستمرا .
و أشار الأستاذ البكوري إلى أن المهاجرين يعانون من عقبات و صعوبات في الاندماج ، خصوصا على مستوى الهجرة الغير النظامية ، ذلك أن الحروب الدولية و المجاعات أسهمت في هجرة الأفراد لدول و مناطق أخرى، خاصة بلدان المتوسط  و بلدان شمال افريقيا التي تعاني صعوبة في الاندماج .
ويحاول المغرب إنتاج سياسة هجرية جديدة تواكب التنمية، بحيث أن المغرب لم يعد بلد عبور فحسب ، بل دولة تستقبل المهاجرين أيضا ،كما أن السياسات عجلت بظهور استراتيجيات جديدة، خاصة بالنسبة للمهاجرين القادمين من جنوب الصحراء، الأمر الذي يتطلب عمل التشكيلة الحكومية الراهنة في تطوير سياسة الهجرة و اللجوء، لأن من المتوقع أن يعرف العالم تزايدا ملحوظا في عدد السكان ، و بالتالي يجب تدبير تدفقات الهجرة يضيف الأستاذ البكوري .

وأفادت الدكتورة نزهة الوافي ،خلال درسها الافتتاحي ،أن المملكة المغربية تحافظ على القيم الثقافية و الحضارية للاختلاف و التنوع من خلال مجموعة من المبادرات المهمة و أبرزها المرصد الأفريقي للهجرة، باعتباره قيمة مضافة و هدية للعالم لتكون له الآلية البحثية والمؤسساتية العلمية التي تمكنه من جمع المعطيات و البيانات اللازمة، و التي من خلالها يتم اعطاء أجوبة و حلول لما يواجهه العالم فيما يخص الهجرة، فضلا عن بناء استراتيجيات لإعطاء حلول واقعية حسب الظرفية التي يواجهها العالم .
وقالت الدكتورة نزهة الوافي أن المغرب شهد عمليات تتمثل في التحريض على جرائم العنف و الكراهية تجاه الأجانب، و بالتالي فالاستراتيجية المتعلقة بالهجرة ليس من الضرورة أن توجه خطابها للمهاجرين الذين يهاجرون إلى الخارج ، بل هي استراتيجية تخاطب المواطنين أيضا . و في سياق المواطنة العابرة للحدود يمكن اعتبار ظاهرة الهجرة موضوعا سياسيا لا تقنيا، بحيث أن النموذج التنموي الجديد جعل المغاربة المقيمين بالخارج أحد رافعي التنمية و الذي يعد مهما على المستوى الترابي ،و أنه عند التحدث عن الكفاءات المغربية ليس بالضرورة أن نقيسها بما هو تقني بل يجب قياسها على مختلف المستويات، بدءا من الجانب الثقافي و المجتمع المدني.
وأكدت الأستاذة نزهة الوافي أن الخطابات لا توجه للمغاربة المقيمين بالخارج فقط بل يتم التركيز أيضا على الثقافة المغربية بالخارج و العرض الثقافي المغربي الذي يتم تمثيله في الدول الأخرى، بحيث أن المواطن المغربي المقيم بالخارج يدافع عن انتمائه و هويته و يدافع عنهما، الأمر الذي يبرز مدى قوة الرابطة و الهوية الاجتماعية و تجاوز العلاقات الأسرية، و بالتالي من المفروض تعديل المدونة وعلاقتها بالمغاربة المقيمين بالخارج من أجل الحفاظ على الارتباط و العلاقات الأسرية و استمرارية الهوية الوطنية المحلية .
يشار أن الملتقى شهد مشاركة وازنة لمختلف الباحثين والأكاديمين والطلبة والأستاذة خلف تجاوبا لدى المشاركين
مع أنشطة المركز الجامعي لدراسات الهجرة الإشعاعية التواصلية مع مختلف الفعاليات والحساسيات بمختلف تلاوينها ومرجعياتها الفكرية الأيديولوجية.
يذكر أن المركز الجامعي لدراسات الهجرة بكلية الآداب والعلوم الانسانية بوجدة تعهد بتحريك المياه الراكدة وتعزيز المكتسبات على مستوى فتح المجال لتلاقح الافكار والتجارب بين الباحثين في مجال الهجرة لتفعيل  بمختلف المستجدات و التقارير و المعلومات المتعلقة بالهجرة في أفق بناء المعرفة وتيسير التعلم ورسم السياسات العامة لذوو القرار السياسي وراسمي السياسات العمومية .

يذكر أن المركز الجامعي لدراسات الهجرة بكلية الآداب والعلوم الانسانية بوجدة تعهد بتنشيط الفضاء المعرفي وتعزيز المكتسبات و فتح المجال لتلاقح الافكار والتجارب بين الباحثين في مجال الهجرة لتفعيل مختلف المستجدات و التقارير و المعلومات المتعلقة بالهجرة وإنتاج رؤى تصورات ونعارف تغني المشهد الاكاديمي ،في أفق بناء معرفة علمية ورسم السياسات العامة لذوو القرار السياسي وراسمي السياسات العمومية .

* يسرى التفراوتي : طالبة باحثة في سلك الماستر ، الهجرة والمجال والمجتمع. عضوة بالمركز الجامعي لدراسات الهجرة بوجدة

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة
error: Content is protected !!